سوق الموتى.. تزايد ظاهرة نبش القبور في مصر
سوق الموتى.. تزايد ظاهرة نبش القبور في مصرسوق الموتى.. تزايد ظاهرة نبش القبور في مصر

سوق الموتى.. تزايد ظاهرة نبش القبور في مصر

تزايدت ظاهرة نبش القبور في مصر خلال الآونة الأخيرة، عندما ابتكرتها عصابات الإتجار بالأعضاء البشرية، سواء عن طريقة بيعها لطلاب الطب، أو تُجار المخدرات الذين يستخدمونها بتصنيع المواد المخدرة، أو في أعمال الدجل والشعوذة، ما حوّل بيوت الموتى إلى "سوق".

وبعدما أثار الأمر جدلًا شعبيًا، لجأ بعض العائلات الثرية لتعيين حارس على قبور ذويهم وعائلاتهم، حتى لا تتعرض للانتهاك من العصابات.

ودافع آخر ظهر مؤخرًا وراء نبش القبور، جسّدته قصة شاب بمحافظة مطروح، أقدم على نبش قبر والدته التي وافتها المنية قبل عامين، وقام بإخراج جثمانها وحمله إلى المسجد لأداء الصلاة عليه، اعتقادًا منه أن روحها عادت إلى الحياة مرة أخرى.

وهذه الاعتقادات والهواجس تكررت في وقائع أخرى من بينها ما حدث في أواخر شهر يونيو الماضي، بمحافظة أسوان، بعدما انتشر خبر نقل جثمان أحد الأشخاص ويُدعى "الشيخ جمعة البغدادي" بعد عام ونصف العام من دفنه، حيث كان دائم المجيء إلى أسرته في المنام مطالبًا بذلك طوال العام ونصف العام.

من جانبه قال الدكتور جمال فاروق، عميد كلية الدعوة الإسلامية في جامعة الأزهر، إن نبش القبور "حرام شرعًا"، ولا يصح أن يفعلها أحد بعد دفن الميت، لافتًا إلى أنّ "هناك حالة واحدة يجوز فيها نبش القبر وهي للضرورة، إذا كان هناك شكوك حول طريقة الوفاة، أو وجود شبهة جنائية"

أما الدكتور جمال فرويز، أستاذ الطب النفسي، فرأى أن تزايد هذه الظاهرة يرجع إلى "مرض انفصام الشخصية، الذي تنتج عنها هلوسة سمعية تقود الشخص إلى مثل هذه الجرائم".

وأشار فرويز لـ"إرم نيوز" إلى أن الهلوسة أنواع، أولها هلوسة سمعية، وتنشأ عنها "هلوسة الإمْرَة" والمتعلقة بالتصرفات الشخصية، وهي التي تعطي الشخص الأوامر لكي ينفذها، متخيلًا أنه إذا فعل ذلك سيدخل الجنة، وهي تجعل الإنسان يتخيل أنه على اتصال مباشر مع الله عز وجل.

ولفت إلى وجود اضطراب انفصامي وجداني، يكون جامعًا بين الهوس والاضطراب، ينتج عنه ارتفاع في المزاج، واضطرابات في النوم، والتفكير الكثير، ويعطي إحساسًا عاليًا بالذات، يشعره أنه قريب من الله، ويجب أن ينفذ ما يخطر بباله على الفور.

وأشار "فرويز" إلى أن عصابات نبش القبور تبحث في الأساس عن الثروة والأموال، لكنها في الأساس تكون اضطرابات في الشخصية، تدفعه إلى مثل هذه الأماكن بسبب الهدوء الذي يوجد فيها، وعدم كثرة المارة هناك، الأمر الذي يُعطيه الأمان بتنفيذ جريمته، على حد تفكيره.

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com