التحرش الجنسي في العمل ليس حكرًا على هوليوود
التحرش الجنسي في العمل ليس حكرًا على هوليوودالتحرش الجنسي في العمل ليس حكرًا على هوليوود

التحرش الجنسي في العمل ليس حكرًا على هوليوود

تشخص أعين العالم في الأسابيع الأخيرة نحو هوليوود بفعل قضية هارفي واينستين، غير أن التحرش الجنسي في العمل ليس حكرا على قطاع السينما إذ إنه يطاول شتى المجالات المهنية.
وتقول المحامية المتخصصة في قضايا التحرش "ان فرومهولز" إن "السينما والتلفزيون مجالان معرضان بقوة (لهذه الحالات) بسبب وجود أناس كثيرين جل ما يريدونه هو دخول هذا القطاع الذي يعتمد النجاح فيه بدرجة كبيرة على معارفهم ومظهرهم وأمور لا ترتبط حصرا بكفاءتهم".
وتضيف المحامية أن "الناس حلموا طوال حياتهم بالعمل" في هذا المجال ويظنون أن تحمل بعض السلوكيات التي تنطوي على استغلال هو "ثمن لا بد من دفعه" للنجاح في هذا الميدان.
وتجسد الفضيحة التي اثيرت حول المنتج النافذ هارفي واينستين حجم التعديات التي يتعرض لها الطامحون للتقدم في هذا القطاع، إذ إن هذا الرجل الستيني الذي كان من أقطاب الانتاج السينمائي في هوليوود يواجه اتهامات من نحو أربعين ممثلة وموظفة بالتحرش الجنسي أو الاعتداء أو الاغتصاب بينهن، خاصة روز ماكغوان وآسيا ارجنتو.
وقبل بضعة أشهر، واجهت قناة "فوكس نيوز" الأمريكية فضائح مشابهة مع اتهام مديرها روجر ايلز ومقدمها الشهير بيل اورايلي بالتحرش الجنسي ما أدى إلى تعليق مهامهما.
غير أن آن فرومهولز تشير إلى أنها سمعت "روايات مريعة" عن تعديات مماثلة في قطاعات بعيدة من عالم الأضواء كالمطاعم والزراعة وأعمال التنظيف "حيث ثمة جزء كبير من الموظفين بلا وثائق قانونية" ما يجعلهم أكثر عرضة لهذا النوع من الانتهاكات.


الأسرّة في مواقع العمل فكرة غير سديدة

وتلفت فرومهولز إلى أن المحامين في ما بينهم "يتبادلون دعابات ساخرة مفادها أن العمل في أماكن تضم أسرّة كالفنادق أو المستشفيات ليس بالفكرة السديدة".
كما أن أماكن العمل التي يهيمن عليها رجال نافذون  دون حسيب أو رقيب كما الحال مع بعض أعلام القانون أو شركات التكنولوجيا الكبرى، تطرح أيضا اشكالية في هذا الإطار.
فقد كشفت مهندسة سابقة في شركة "اوبر" لخدمات الأجرة في شباط/فبراير الفائت أنها تعرضت للتحرش الجنسي ما أفضى إلى تنحي رئيس الشركة ترافيس كالانيك في قضية حظيت بتغطية إعلامية كبيرة، كما أن مديرا في صندوق "بايناري كابيتل" الاستثماري اضطر هو أيضا إلى التنحي نهاية حزيران/يونيو بعد اتهامات من ست مستثمرات بمحاولته التقرب منهن جنسيا فيما كن يسعين للقيام بصفقات مالية مع الصندوق.
وللدلالة على تغلغل هذه الظاهرة أيضا في عالم السياسة الذي لا يزال يهيمن عليه الرجال، تقدمت أكثر من 140 امرأة ناشطة في الشأن السياسي أو في مجموعات الضغط أو المجال الاستشاري وقعن أخيرا رسالة مفتوحة في كاليفورنيا.
وجاء في الرسالة "كفى!  كل واحدة منا تعرضت أو شهدت أو عملت مع نساء تعرضن لشكل من أشكال السلوك الذي يجردهن من إنسانيتهن من جانب رجال نافذين في العالم".
وخلص تحقيق نشرته مجلة "كوسموبوليتان" العام 2015 وتناول أكثر من 2200 امرأة أن واحدة من كل ثلاث نساء تعرضت لشكل من أشكال التحرش الجنسي في العمل بما يشكل "محاولات التقرب الجنسي أو طلب خدمات (جنسية) أو غيرها من خطوات لفظية أو جسدية ذات طبيعة جنسية غير مرغوب بها"، وثلاثة أرباع هذه الحالات لا يقدم على خلفيتها أي شكوى أو لا يتم الإبلاغ عنها.
مع ذلك فإن الفضائح المتعددة والأصوات الكثيرة التي تعلو في الأشهر الأخيرة للتنديد بهذه الارتكابات قد تكون مؤشرًا إلى عهد جديد وجيل أقل اذعانا في مواجهة آفة التحرش الجنسي.
وتقول آن فرومهولز التي تتابع هذه القضايا منذ ما يقرب من ربع قرن "ثمة حاليا وعي أكبر لما هو مقبول من السلوكيات وما ليس كذلك"، كما أن هناك رغبة أكبر من الشركات في منع مثل هذه التعديات.
ماذا عن الحب الصادق؟ 
الحالات الأكثر شيوعا في هذا الإطار ترتبط بالابتزاز الجنسي أي طلب خدمات جنسية مقابل وظيفة أو فرص للتقدم المهني، إضافة إلى أجواء عمل غير ملائمة بسبب كثرة الملاحظات أو الدعابات التي تؤثر سلبا على ظروف العمل.
ويشير الخبراء إلى أن الثقافة المؤسسية لها دور حاسم في منع التعديات مع وضع قواعد وفرض عقوبات تثني عن حصول هذه الممارسات.
في المقابل، لم يكن عقد المنتج هارفي واينستين في شركته "واينستين كومباني" ينص على أي تجميد مهام أو صرف، بل ثمة موجب بسيط يقضي بتسديد قيمة الاتفاقات الرضائية الموقعة مع النساء اللواتي يبلغن عن ارتكاباته معهن، على ما أكد مصدر قريب من الشركة لوكالة فرانس برس.
هذا النص بمثابة ضوء أخضر حقيقي برأي المحامية المتخصصة جيني هاريسون كما أنه خيار متعمد "لغض الطرف والتشجيع على تسوية الأمور ماديا".
غير أن الوقوع في الحب في أماكن العمل لطالما كان موجودا. ويبقى الأساس هنا هو التراضي بين طرفي العلاقة.
وتقول فرومهولز "عندما يفكر أحدهم بإمكان إقامة علاقة غرامية مع شخص يعمل معه، يجب التحلي بحذر أكبر مقارنة مع الأشخاص الذين نلتقيهم خلال مأدبة عشاء على سبيل المثال. قد تحصل أحاديث تنطوي على بعض من الرعونة لكن يجب التأكد أن محاولات التقرب موضع ترحيب" من الطرف الآخر مع طمأنة هذا الشخص بعدم وجود أي تبعات في حال الرفض.

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com