كلمة لنعيم قاسم نائب أمين عام حزب الله

logo
منوعات

"لونجييربين".. حيثُ يُمنع الموت والولادة في أقاصي شمال الأرض (فيديو إرم)

"لونجييربين".. حيثُ يُمنع الموت والولادة في أقاصي شمال الأرض (فيديو إرم)
لونجييربينالمصدر: ويكيبيديا
31 أغسطس 2024، 9:05 ص

الثلوج هنا ليست زائرا عابرا أو فصلا موسميا، بل هي الملمح الثابت الذي يشكل هوية المكان على مدار العام في مدينة تفيض بغرابتها وطابعها العجائبي الفريد. 

قد تتقلص درجة الحرارة إلى ما تحت الصفر بسالب 30، أما في أقصى لحظات الصحو، فلا تزيد على موجب 7 في مناخ قاسٍ، لكن السكان بتعدادهم القليل يتعايشون معه بكفاءة قد تصل إلى حد القسوة. 

تلك هي "لونجييربين" عاصمة إقليم جزر سفالبارد، الذي يخضع للسيادة النرويجية، لكنه يتمتع بحكم ذاتي، ويمتلك منظومته القانونية الخاصة. 

 

تطل على العالم من موقعها الفريد في أقاصي الأرض، وتحديدا أعلى القطب الشمالي. 

تغرق في ظلام دامس لمدة 4 شهور طوال فصل الشتاء، بينما لا تغيب عنها الشمس حرفيا في الفترة من منتصف يونيو حتى منتصف سبتمبر. 

تتميز بسلاسل الجبال المدببة، باهرة الجمال، والحيوانات التي اعتاد الناس السفر لرؤيتها خصيصا، مثل الدببة والرنة والثعالب القطبية، لكنها هنا تسير في الشوارع آمنة مطمئنة بفضل قوانين صارمة تكفل لها عدم الإزعاج هي ومثيلاتها من الكائنات البحرية، مثل الحيتان والفقمة. 

عثر العلماء فيها بالصدفة عام 2000 على جثامين ضحايا فيروس الإنفلونزا الإسبانية القاتل، الذي حصد أرواح الملايين في أوروبا في أعقاب الحرب العالمية الأولى، لكن المفاجأة الصادمة هي أن جثث الضحايا لم تتحلل وظلت بحالة جيدة و"مخيفة"؛ بسبب الثلوج التي حفظتها أكثر من 100 عام. 

قررت إدارة المدينة، وعبر قياداتها المحلية المتوالية، سن قانون يقضي بعدم حدوث الموت أو الدفن على أراضيها، ونقل كل من تظهر عليه أعراض خطيرة ويصبح قريبا من الرحيل إلى العاصمة النرويجية أوسلو التي تبعد ألفي كيلومتر. 

ساعد على هذا القرار ضآلة عدد السكان الذي بالكاد يبلغ ألفين و800 نسمة يعيشون وسط أكثر من 3 آلاف و 400 دب قطبي تنعم بحرية الحركة، وتتجول طليقة في الشوارع. 

وكما ترفع المدينة شعار "ممنوع الموت"، تطبق أيضا سياسة "لا للولادة"؛ بسبب عدم وجود تجهيزات طبية أو مستشفيات متخصصة؛ وبالتالي تنقل الحوامل قبل أسابيع من اقتراب ولادتهن إلى مدن نرويجية مختلفة. 

تشتهر المدينة بما يُعرف بـ "قبو يوم القيامة" الذي يضم على عمق 150 متراً آلافا من بذور النباتات المختلفة، التي يمكن استخدامها لإعادة استنبات المحاصيل الزراعية وتوفير الطعام للناجين من الموت حال حدوث كارثة نووية وفناء للبشر. 

ظهر اسم "سفالبارد" الذي تتبعه المدينة للمرة الأولى، بمعنى "الحافة الباردة"، في السجلات الأيسلندية أواخر القرن الـ 12، لكن اكتشافه على نطاق واسع من جانب الروس والدنماركيين والنرويجيين تأخر لعدة قرون لاحقة. 

وشهدت "لونجييربين" منافسة محتدمة بين مختلف الفرقاء، في القرن التاسع عشر وحتى منتصف القرن العشرين، على صيد الحيتان والسيطرة على مناجم الفحم، ولا تزال حتى اليوم من المدن الأقل بطالة في العالم. 

logo
تابعونا على
جميع الحقوق محفوظة ©️ 2024 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC