الفيلم السعودي"الخلاط".. أربع قصص كوميدية عن الاحتيال والخداع

الفيلم السعودي"الخلاط".. أربع قصص كوميدية عن الاحتيال والخداع

يقدم المخرج السعودي فهد العماري، مزيجاً فنياً ما بين الكوميديا والإثارة والتشويق، حول فكرة الخدعة والحيلة على الآخرين، خلال قصصه السينمائية القصيرة، وأفلامه المجمعة على مدار ساعتين تحت اسم "الخلّاط"، المعروضة على نتفليكس حديثاً.

قصص مُجمّعة

والعمل الفني عبارة عن أربع قصص يعمل عليها المخرج، وتدور جميعها حول التلاعب والخداع والحيلة، فقد يتعرض الإنسان لمراوغة من الآخرين، أو يضع ثقته في الآخر ولكنه يكتشف عكس ذلك تماماً، فتنكشف في نهاية المطاف الحقيقة، وتعود الأمور إلى مسارها.

خلال الأفلام القصيرة المجمعة، التي لا يتجاوز طول كل منها نصف ساعة، يقدم التسلسل الدرامي لكل فيلم خدعة درامية بسيطة، مع أجواء من الكوميديا الكلاسيكية.

وخلال الأفلام القصيرة المجمعة، التي لا يتجاوز طول كل منها نصف ساعة، يقدم التسلسل الدرامي لكل فيلم خدعة درامية بسيطة، مع أجواء من الكوميديا الكلاسيكية، التي تمضي بالتوازي مع أجواء تحفيزية مثل الغموض والخدعة التي تقع بها الشخصيات، لكن حلول هذه الحيل الدرامية تأتي في النهاية من قبيل التركيب القائم على الصدفة.

حفل زفاف وسرقة

في القصة الأولى، يمزج المخرج ما بين الدراما والحيلة في قضية السرقة، حيث تقوم مجموعة من الشباب بسرقة إطارات سيارة أبو تركي، بالتزامن مع فرح ابنة العائلة، ويلمع في هذه المشاهد الفنان فهد البتيري، في دور السارق، وقدم كذلك الفنان زياد العمري مشاهد كوميدية تلقائية، كأحد أفراد العصابة.

عشوائية سارة

أما ثاني الحيل الدرامية فدارت حول الفتاة سارة، التي تعمل في فندق كبير، وتحاول إنقاذ علاقة والديها من النهاية الحزينة، فتدعوهما إلى طاولة كانت مُعدّة لعائلة مالك المطعم، وتمضي الأحداث متعاقبة في طور كوميدي، إذ يتورط العاملون في الفندق بمواقف محرجة مع المدير، والزبائن أيضاً، جراء عشوائية سارة. وفي الوقت الذي تتعقد فيه حبكة القصة، يكون الحل على عكس السياق، فكيف تكون النهاية؟

سر الصديق الميت

وفي السيناريو الثالث، يأخذ المخرج الحدث إلى منطقة القتامة والحزن، لكن النهاية تكون كوميدية ساخرة، إذ يلمع الفنان (إبراهيم الحجاج) حينما يحاول إخفاء سر صديقه الميت فهد، إذ يحاول جاهداً مسح مقتنيات الهاتف النقال لصديقه، قبل وقوعه في يد زوجته الأرملة، التي اعتقدت أنه كان يكن لها الوفاء والحب حتى لحظة وفاته، واكتفى بها دوناً عن بقية النساء، لكن الأمر كان مختلفاً تماماً، وتمضي الأحداث إلى نهاية أكثر إثارة من المتوقع.

ملهى ليلي

وفي رابع أجزاء المحتوى الدرامي، يتألق الأب خالد (عبد العزيز الشهري) الذي يدخل الملهى الليلي بطريقته الكوميدية اللافتة، للبحث عن ابنه (زياد العمري)، حيث تسلل ليلاً لرؤية لاعب مشهور، ويجسده الفنان (إبراهيم الخير الله)، فماذا من الممكن أن يحدث؟

وتصبغ طبيعة شخصية خالد الذي يميل إلى البخل، طريقة مغايرة للكوميديا الذاتية، القائمة على النظرات والمفاجآت ورَدّات الفعل التلقائية أمام دفع المال، وقد كان هذا أجمل في طريقة تقديم القصة الأخيرة.

قضايا جدلية

صحيح أن المحتوى يعتمد على إنتاج الكوميديا، لكن السيناريو جاء في كل قصة بموضوع جدلي، يدخل في عمق التقاليد والعادات السعودية، ويلامس التغير من عدمه، في الموروث الفكري السعودي.

ففي القصة الأولى اشتمل الحوار بين الممثلين حول قضية قطع يد السارق، وحاول السيناريو معالجة تلك القناعة بشكل خاطف، عبر التأكيد على إلغاء العمل بقرار قطع يد السارق في المملكة، بعد تأكد جرم السرقة.

أما في ثاني الأفلام القصيرة، فإن الحدث البسيط الذي يجمع امرأة ترتدي النقاب، أمام زوجها، على طاولة مستديرة في مطعم فاخر، يكشف عن معاناة المرأة المُنقبة مع تناول الطعام في الأماكن العامة، في حين لا يسمح لها زوجها بالكشف عن وجهها.

وهذه المشاهد من النوع الذي يمضي بالإشارة والترميز، دون الخوض في حوار رئيسي، على الرغم من أن هذا قد لا يكون له أي تدخل في صناعة الحبكة.

ممنوعات

وفي القصة الثالثة، يلمح المخرج العماري إلى أزمة الممنوعات لدى النساء في المجتمع السعودي، وكأنه يريد القول إنها مستمرة حتى في أضيق التفاصيل، حتى وإن كانت لوحة معلقة على مدخل ثلاجات المستشفى، فجملة "ممنوع دخول النساء" على باب غرفة ثلاجات الموتى، كانت عنواناً لممنوعات أخرى أراد المخرج التلميح إليها.

يمكن ملاحظة أن المعالجات الدرامية تم تمريرها عبر تلاحم الحدث بالآخر، وتسارع وتكثيف في طريقة العرض

وفي آخر قصص الفيلم، يذهب المخرج نحو مساحة الشد والجذب المثارة حول الملاهي الليلية في المجتمع السعودي الحديث، حيث يثبت من جانب القناعة القديمة حول حرمة وبشاعة دخول الملهى الليلي، لدى الفرد، وأوضح كيف أن الأشخاص يضعون كل الاحتياطات لمنع ظهورهم بهذه الجرأة أمام المجتمع، كمنع تصوير المشاهير بالكاميرات، في هذه الأماكن.

تذبذب الأثر التشويقي

إن المسار التشويقي الذي سارت به القطع الفنية الأربع، لم يكن يمضي بنفس القوة، فبدت بعض القصص أكثر تشويقاً وإثارة من الأخرى، وهذا ما حدث في النصف الأول من العرض، لكن الخاتمة لم تمتلك القوة التي بدأ من خلالها المخرج، فكان رابع الأفلام القصيرة أقل الحبكات الدرامية وهجاً، على الرغم من أن الفنان الشهري قدم للمشاهد إضافة فنية لافتة، بفضل تلقائيته، وخفة ظله.

لكن، يمكن ملاحظة أن المعالجات الدرامية تم تمريرها عبر تلاحم الحدث بالآخر، وتسارع وتكثيف في طريقة العرض، فعملت الحبكات داخل السياق مثل بؤر من التشويق، وهو ما أعطى للعرض القدرة على التأثير والجذب.

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com