بمبانيها البيضاء وشبابيكها الزرقاء المشرّعة على عتبات الحلم، تُشرف بلدة سيدي بوسعيد على البحر الأبيض المتوسط، من منحدرٍ شمالي العاصمة "تونس"، بإطلالاتها الخلابة وجمالها المعماري، الذي يحاكي بألوانه سحر الطبيعة المتوسطية الغنية بشمسها وبحرها ونسماتها العليلة.
السير في شوارعها وأزقتها يبعث الطمأنينة في النفس، فبيوتها بهجة للناظر بأبوابها الزرقاء الموشّاة بعبق من التاريخ، والتي تعرّش على جدرانها عناقيد من الأزهار لتترك بصمتها اللونية الحارة في إظهارٍ لجمال ضدها الأبيض.. هذه البلدة الصغيرة اختصرت جمالاً ألهم العديد من الفنانين والكتّاب مثل بول كلي وأندريه جيد.
"سيدي بوسعيد" هي بلدة هادئة يسكنها في الغالب السكان المحليون، وقربها من العاصمة، يجعلها محطة مثالية لاستكشاف تونس، كما تتميز بشوارعها المرصوفة بالحجارة، والتي تصطف على جانبيها المقاهي ومحلات الهدايا والمعارض الفنية، ما يعزز طابعها الفني والحرفي التراثي الفريد.
تقدم فنادقها الراقية تجربة إقامة فاخرة لزوارها، بجانب مطاعم ومتاجر متميزة، وتزدهر المدينة بالزوار نهارًا، لتعود إلى هدوئها في سكون الليل، ما يجعلها وجهة مثالية للاسترخاء.
ويمكن للزائر استيعاب جميع معالم المدينة الجميلة عبر المشي أو استئجار دراجة، لاستكشاف آثار قرطاج الرومانية، وزيارة السوق المحلي "السوق"، حيث يمكن العثور على منتجات فريدة، وهدايا تذكارية قيمة.
إلى جانب جمالها الفاتن، تمتاز أيضًا بمناطقها الخارجية الهادئة التي توفر مناظر خلابة لخليج تونس، بعيدًا عن الأماكن المزدحمة بالسياح.
وتجمع المدينة بين شوارع مرصوفة وأجواء نابضة بالحياة، حيث يمكن للزوار الاستمتاع بجمال الطبيعة والمعالم الفريدة.
وبالإضافة إلى الإطلالات الساحرة من على المنحدرات، تظل سيدي بوسعيد وجهة محببة للاستكشاف والراحة، وأفضل وقت لزيارتها في فصل الربيع من مارس / آذار إلى أوائل أبريل / نيسان، أو الخريف من أكتوبر/ تشرين الأول إلى نوفمبر، حيث يكون الطقس دافئاً والبلدة أقل ازدحاماً بالسياح، كما يُنصح بزيارتها في الصباح الباكر للاستمتاع بجمالها وهدوئها قبل تدفق السياح.
سيدي بوسعيد تقع على شبه جزيرة شمال خليج تونس، وتبعد 20 كم عن العاصمة، ويمكن الوصول إليها بسهولة عبر قطار من محطة تونس مارين.
ومن أبرز المعالم التي لا بد من زيارتها، شارع الطيب مهيري الذي يوفر إطلالات رائعة على المدينة والبحر، وزيارة دار العنابي للتعرف على الحياة التونسية في القرن الـ18، ولا ينبغي نسيان استكشاف الشوارع الخلفية وتجربة المأكولات المحلية في المطاعم التونسية.