سينما المكفوفين تجربة فريدة في طرابلس اللبنانية (صور)
شكلت فعاليات "أسبوع سينما المكفوفين"، التي شهدتها مدينة طرابلس في شمال لبنان، ضوءًا أنار بعضًا من عتمة شريحة المكفوفين وضعاف البصر، المنسية والمهمشة.
وانطلاقًا من شعار "السينما للجميع"، قدمت "جمعية تيرو للفنون" و"مسرح إسطنبولي"، في قاعة المسرح الوطني اللبناني في طرابلس، مجموعة من الأفلام المصحوبة بتعليق صوتي؛ ما يتيح للحضور الاطلاع على المشاهد ومتابعتها وفهم عناصرها وحركتها.

وقال الشاب الكفيف عمر الشريف إنها "المرة الأولى التي أدعى فيها إلى حدث كهذا، ما شجعني على القدوم والتعرف على كيفية عرض فيلم بوصف صوتي يراعي الأشخاص المكفوفين".
وتعد هذه الفعاليات المجانية، الأولى من نوعها في لبنان، إذ لاقت صدى إيجابيًا لدى الشابات والشبان المكفوفين والصغار وكذلك بالنسبة لذوي الاحتياجات الخاصة ممن حضروا إلى المسرح الوطني اللبناني في طرابلس.

وشارك الحضور في ورشة تدريبية تفاعلية في أجواء من البهجة والرضا.

وقال مؤسس المسرح الوطني اللبناني، الممثل والمخرج قاسم إسطنبولي، لـ"إرم نيوز"، إن "نجاح تجربة أسبوع سينما المكفوفين يدفعنا للعمل على تنظيم أسبوع سينما الصم، الذي يتضمن عروضًا لأفلام بلغة الإشارة بالمسرح الوطني في صور".
وتنشط "جمعية تيرو للفنون" في مجال إقامة مساحات ثقافية حرة على امتداد لبنان، وأعادت قبل سنوات تأهيل سينما "ريفولي" في مدينة صور جنوب لبنان، التي تحولت إلى المسرح الوطني اللبناني، ليكون أول مسرح وسينما يقدم الفعاليات الفنية بشكل مجاني في لبنان.

وشملت أنشطة الجمعية أيضًا، إعادة تأهيل دور السينما القديمة التي عطلتها الحرب اللبنانية، في كل من طرابلس والنبطية وبيروت، لتكون محطات ثقافية وتفاعلية متاحة للجميع.
وأوضح إسطنبولي أن أنشطة المسرح الوطني اللبناني رغم كل الأزمات، "تشكل فرصة مهمة للتلاقي وفرصة للجمهور للتعرف إلى ثقافات مختلفة من العالم؛ كي يكون الفن حقًا للجميع"، لافتًا إلى إصرار الشباب المتطوعين على العمل من أجل الفن.