انفجار كبير قرب مطار بيروت في أحد محطات الوقود

logo
منوعات

"المبدعون".. رائعون في العشق وفاشلون في الزواج

"المبدعون".. رائعون في العشق وفاشلون في الزواج
الشاعر الراحل نزار قبانيالمصدر: مواقع التواصل الاجتماعي
30 سبتمبر 2024، 6:34 ص

هل يتزوج المبدعون، نساءً من خيال، حتى يفشل زواجهم بعد وقت قصير؟ أو أنهم يحمّلون حبيباتهم أكثر من طاقتهنّ، عندما ينظرون إليهنّ كـ"عشتارات"، وليس كربّات منازل؟.

المبدعون، عشاق رائعون فعلًا، لكن ماذا لو فرضنا أن قيس بن الملوّح تزوج ليلى، فهل كان سيكتب لها بيتاً يوازي: "تكادُ يدي تَنْدَى إذا ما لمستها"؟ وهل كان لجميل بن معمر، لو تزوّج بثينة، أن يكتب بيتاً بمستوى: "أَبثنَةُ ما تَنأَينَ إِلّا كَأَنَّني.. بِنَجمِ الثُرَيّا ما نَأَيتِ مُعَلَّقُ"؟.

لا يختلف أمر مبدعي اليوم كثيرًا، عن أسلافهم في التاريخ العربي، فنزار قباني الشهير بشاعر المرأة، فشل زواجه الأول من أم أولاده. أما الماغوط، فقد اعترف بقسوته على زوجته الراحلة سنية صالح، وقال إنه "لم يزر قبرها ليضع وردة عليه".

ورغم أن الشاعر بدر شاكر السياب، كان يرى أن المرأة "تقود الرجل للهاوية"، إلا أن ذلك كان ردة فعل على فقدانه لها.

وقد اشتهرت قصيدته الغزلية "عيناكِ غابتا نخيل ساعة السحر"، التي يرددها العشاق. لكن السياب كان عاشقًا بالخيال، ولم يعثر على الزوجة في الواقع.

"أنا العاشق السيئ الحظ.. لا أستطيع الذهاب إليكِ.. ولا أستطيع الرجوع إلي"، هكذا يختصر الشاعر محمود درويش علاقته بالمرأة. فقد أحب اليهودية ريتا، وانتهت علاقتهما بعد حرب 1967.

وتزوج درويش لاحقاً، من رنا قباني، ابنة أخ نزار، حيث رآها للمرة الأولى في إحدى أمسياته الشعرية، وطلبها للزواج فوافقت على الفور، لكن الزواج لم يدم سوى أربع سنوات.

وفشل درويش في زواجه الثاني، من مترجمة مصرية، دام زواجهما عاماً ونصف العام، وأعلن درويش بعدها، عزوفه عن الزواج نهائياً. ويقول في أحد حواراته: "إنني مدمن على الوحدة. لم أشأ أن يكون لي أولاد، وقد أكون خائفًا من المسؤولية".

وتتفاقم كارثة الانفصال أكثر، عند الشاعر أحمد فؤاد نجم، فقد تزوج نساء كثيرات، منهن: فاطمة منصور، والفنانة عزة بلبع، والكاتبة صافيناز كاظم، والممثلة صونيا ميكيو، والسيدة أميمة عبد الوهاب.

أخبار ذات علاقة

شاعر الحب والتمرد.. "إرم نيوز" في بيت نزار قباني بدمشق

المخيلة تصطدم بالواقع

أصدر الشاعر شوقي بزيع، عام 2022 كتاباً بعنوان "زواج المبدعين ثراء المتخيل وفقر الواقع"، تناول فيه طبيعة المبدع وتعلقه بالحرية، ما يجعل الزواج قيداً سيجعله يطمح للتحرر منه.

ويستعرض بزيع، الكثير من حالات الزواج الفاشلة للمبدعين، حتى إنه يتعرض لحياته الشخصية، فيربط العزوبة بالحرية والشغف، ويقول إن وجود الأبناء والزوجة الهادئة، يمكن أن يكبح جماح المبدع الذي يفضل التفلت من الارتباط.

ويبدو المبدع، بالنسبة للباحثة الاجتماعية أليسار فندي، منقاداً للخيال أكثر من العقل، عند اتخاذ القرارات المصيرية مثل الزواج، حيث تحصل الصدمة المخيلة والتفكير المنطقي، ويؤدي ذلك إلى الانفصال.

تقول فندي لـ"إرم نيوز": "قصص الحب العظيمة، لم تتكلل بالزواج، ولو حصل، لفترت حرارتها كثيراً، والمبدع ميال للانعزال والتأمل، فيما الزواج مليء بالمسؤوليات العملية التي ينظر إليها المبدع كتفاصيل غير مهمة، وهو ما يتسبب بالانفصال".

ويذهب الكاتب الفرنسي روبرت مونتاني، إلى أبعد من ذلك، عندما يصف الزواج بأنه نوع من الإعاقة، التي "تشل الحياة والإبداع"، ويوافقه الفيلسوف غاستون باشلار الذي يقول إنه ورغم أهمية البيت والعائلة، فإن المبدع "يحتاج للعزلة والتأمل".

أخبار ذات علاقة

بعد رحيل آخر زوجاته.. أسرار الحب والزواج في حياة فريد شوقي

فلاسفة عظام فشلوا في الحب

ركز الكاتب أندرو شيفر، على الفلاسفة في كتابه "فلاسفة فشلوا في الحب"، واستعرض تجارب الكثيرين منهم، مثل "لوي ألتوسير"، الذي وصل إلى سن الـ33، وكان بتولاً، وعندما أحب هيلين ريتمان وتزوجها، أصيب في اليوم التالي باكتئاب قوي وتم نقله إلى المشفى ليعالج بالصدمة والتنويم لعدة أيام!.

ويفاجأ المتابع، بأرسطو، صاحب الدراسات الإنسانية الأولى في المنطق والأخلاق والسياسة، بأنه كان يسمي المرأة "بالمسخ"، وقد أوصى قبل وفاته، بأن تُعطى زوجته إلى "شخص تافه غير جدير"، إذا قررت الزواج من بعده.

وتعتبر قصة سيمون دي بوفوار، وجان بول سارتر، من أشهر القصص العالمية في التعامل مع الزواج بشكل غريب، حيث استمرت علاقتهما 51 عاماً دون أن يتزوجا، بل كانا يعيشان حياة متقطعة، ويمارسان حرية جنسية وفكرية.

وتتكرر قصص فشل الزواج كثيراً في أوساط الممثلين، فعمر الشريف وفاتن حمامة، انفصلا بعد 20 عاماً من الزواج، وتكرر الأمر مع ميرفت أمين وحسين فهمي، ودريد لحام وصباح جزائري، وأيمن زيدان ونورمان أسعد، وغيرهم كثر.

يرى المحللون النفسيون، أن فشل المبدعين في الزواج، يعود إلى طغيان المخيلة على فكرة الحياة العملية، أو تخيل تلك الحياة ومحاولة نقلها إلى الواقع.

وتقول الباحثة فندي: "المبدع ليس عريس لقطة، حتى لو تزوج من مبدعة، فالمخيلة لا يمكن إلزامها بعقد رسمي تحد من حريتها، وفي الغالب سيكون مصير هذا النوع من الزواج هو الفشل".

logo
تابعونا على
جميع الحقوق محفوظة ©️ 2024 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC