ما العلاقة بين بكتيريا الأمعاء ومرض باركنسون؟

ما العلاقة بين بكتيريا الأمعاء ومرض باركنسون؟

يعد الجهاز الهضمي موطناً لعدد هائل من البكتيريا والكائنات الحية الدقيقة الأخرى المعروفة باسم ميكروبيوم الأمعاء، التي تلعب أدوارًا مهمة، ولها تأثيرات بعيدة المدى في أنحاء الجسم، بما في ذلك الجهاز العصبي، ومنها بالتالي مرض باركنسون العصبي.

وهناك خلايا بكتيرية في جسم الإنسان أكثر من أي خلايا أخرى، حيث يوجد حوالي 40 تريليون خلية بكتيرية مقابل 30 تريليون خلية بشرية فقط.

كما يوجد ما يصل إلى 1000 نوع من البكتيريا في ميكروبيوم الأمعاء البشرية، ويلعب كل نوع دورًا مختلفًا في الجسم، معظمها مهم جدًا للحفاظ على الصحة، بينما قد يسبب البعض الآخر أمراضًا مختلفة.

لا توجد علاقة سببية مؤكدة بين ميكروبيوم الأمعاء ومرض باركنسون، لكن التحليل الكبير يمكن أن يكون نقطة انطلاق مفيدة لمزيد من البحث الذي يكشف المزيد من التفاصيل.
دراسة

بكتيريا الأمعاء ومرض باركنسون

كشفت دراسة حديثة نُشرت مؤخرًا في مجلة “Nature Communications”، عن وجود خلل واضح في نسب الأنواع الميكروبية في الأمعاء عند مرضى باركنسون.

وقال الدكتور هايده بايامي، كبير مؤلفي الدراسة، الأستاذ في مدرسة ”مارنيكس إي هيرسينك“ للطب في برمنغهام: "أظهرنا أن هناك اختلالًا واسع النطاق في بكتيريا الأمعاء عند مرضى باركنسون، ما يخلق بيئة تسمح بإحداث التنكس العصبي وتمنع الشفاء“.

وأجرى بايامي وزملاؤه في الولايات المتحدة والمملكة المتحدة تحليلات مفصلة للميكروبيوم المعوي في عينات براز تخص 490 شخصًا مصابًا بمرض باركنسون، و234 شخصًا لا يعانون من أي أمراض عصبية، ويستخدمون كعناصر تحكم.

وضمت كلتا المجموعتين عددًا متساويًا تقريبًا من الرجال والنساء، وكان أكثر من 90% من المشاركين أكبر من 50 عامًا، وكان أكثر من نصف مجموعة التحكم أزواجًا لمرضى في الدراسة، أي يتشاركون البيئة نفسها.

وقال بايامي: ”كانت 55 من أنواع البكتيريا المدروسة (من أصل 84) موجودة بمستويات عالية وبشكل غير عادي لدى الأشخاص المصابين بمرض باركنسون، بينما كانت الأنواع الأخرى أقل لدى المرضى مقارنةً بمجموعة التحكم“.

وشدد الفريق ععلى أنّ النتائج لا تؤكد وجود علاقة سببية بين ميكروبيوم الأمعاء ومرض باركنسون، لكن التحليل الكبير يمكن أن يكون نقطة انطلاق مفيدة لمزيد من البحث الذي يكشف المزيد من التفاصيل.

أخبار ذات صلة
تطوير خلايا عصبية بديلة لمرضى باركنسون

بكتيريا الأمعاء والتهاب المفاصل الروماتويدي

وجد باحثون في كلية الطب بجامعة ”كولورادو“ أن بكتيريا فريدة موجودة في الأمعاء قد تكون مسؤولة عن التهاب المفاصل الروماتويدي (RA) في المرضى المعرضين لأمراض المناعة الذاتية.

وعملت مجموعة من الباحثين من قسم أمراض الروماتيزم على الدراسة تحت قيادة كريستين كون، وهو أستاذ مساعد في أمراض الروماتيزم، ونُشرت الدراسة مؤخرًا في مجلة “Science Translational Medicine”.

واستخدم الباحثون نماذج حيوانية لاستضافة البكتيريا المكتشفة حديثًا من أجل استكشاف نظريتهم، وكشفت هذه الاختبارات أن البكتيريا لم تتسبب فقط في تطوير النماذج الحيوانية لعلامات الدم التي لوحظت لدى الأشخاص المعرضين لخطر الإصابة بالتهاب المفاصل الروماتويدي، ولكن بعض النماذج ظهرت عليها العلامات السريرية للمرض بشكل واضح.

وقال كون إنه ”إذا كانت تلك الأنواع الفريدة من البكتيريا تقود بالفعل الاستجابة المناعية التي تؤدي إلى التهاب المفاصل الروماتويدي لدى الأفراد المعرضين بالفعل لخطر المرض، فقد يكون من الممكن استهداف البكتيريا بالأدوية لمنع حدوث هذه الاستجابة“.

يجب تناول غذاء متنوع يحتوي على جميع العناصر الغذائية مع التركيز على تناول الخضار والفواكه الغنية بالألياف للحفاظ على بيئة ميكروبية صحية في الأمعاء.

بكتيريا الأمعاء وتناول السكريات

أجرى باحثون من معهد ”كاليفورنيا للتكنولوجيا“ (Caltech) دراسة جديدة نُشرت مؤخرًا في مجلة ”علم الأحياء الآن“، لفحص دور بكتيريا الأمعاء في التأثير على سلوك الأكل، لا سيما كيفية تأثيرها على استهلاك الأطعمة الحلوة أو الدهنية اللذيذة.

وأظهر الباحثون أن عدم وجود بكتيريا معينة في الأمعاء قد يتسبب في إفراط الفئران في تناول الأطعمة الحلوى اللذيذة، وأن سلوك الأكل بنهم يحدث بشكل خاص بعد استخدام المضادات الحيوية، التي يمكن أن تغير البيئة الميكروبية للأمعاء.

كما وجدوا أن الفئران التي تأثرت فيها بكتيريا الأمعاء بالمضادات الحيوية عن طريق الفم، استهلكت حوالي 50% من السكر أكثر من الفئران ذات المستويات النموذجية من بكتيريا الأمعاء.

وقال البروفيسور سركيس مازمانيان، رئيس الدراسة، أستاذ علم الأحياء الدقيقة في معهد ”كاليفورنيا للتكنولوجيا“: ”في هذا العمل، نكشف أن تثبيط الميكروبيوم بالمضادات الحيوية أدى إلى إفراط الفئران في تناول نظام غذائي سكري مقارنة بالحيوانات غير المعالجة، ولكنها لا تفرط في تناول طعام الفأر المعتاد (طعام المختبر)“ .

وأوضح البروفيسور مازمانيان: ”لقد حددنا أن السبب الكامن وراء هذه النتيجة لم يكن الحاجة إلى السعرات الحرارية، بل كان دافعًا سلوكيًا لتناول المزيد من الطعام المرغوب عندما تكون بكتيريا الأمعاء مفقودة“.

وعلق الدكتور ويليام لي أن ”استعادة ميكروبيوم الأمعاء في الفئران المعالجة بالمضادات الحيوية عن طريق زرع البراز (من فأر آخر لم يتلقَّ مضادات حيوية)، ساعد على قمع الإفراط في تناول الطعام اللذيذ“.

وأضاف لي أن ”هذا يعني أن القمع كان بسبب وجود البكتيريا“.

ويوصي الأطباء حول العالم بتناول غذاء متنوع يحتوي على جميع العناصر الغذائية مع التركيز على تناول الخضار والفواكه الغنية بالألياف وذلك للحفاظ على بيئة ميكروبية صحية في الأمعاء، بالإضافة إلى تجنب التناول العشوائي للمضادات الحيوية وعدم استخدامها إلا بعد استشارة الطبيب.

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com