دراسة تحذر من مخاطر التركيز المفرط في التعلم
حذرت دراسة جديدة أجراها فريق بحثي من معهد "ماكغفرن" الأمريكي لأبحاث الدماغ، من أن التركيز المبالغ فيه في هدف تعليمي، قد يؤدي إلى فقدان إدراك البيئة المحيطة به.
ووفق مجلة "فايكونميك" الدولية لأخبار علم النفس، فإن هذه الدراسة وجدت أن التركيز المبالغ فيه في هدف تعليمي، يمكن أن يضعف أنواعا تعليمية أخرى في البيئة المحيطة به.
وقالت ألكسندرا ديكر، الباحثة المشاركة في الدراسة: "لطالما اعتبرنا تشتت الانتباه خلال تعلم شيء ما، أمرًا سيئًا"، موضحة أنها وفريقها هدفوا في دراستهم التحقق من ذلك.
وأجرى الفريق البحثي تجربة على 53 طالبًا جامعيًا، لملاحظة سلسلة من اللوحات والتي تعرض حرفًا أو رقمًا في الوسط، ومحاطين برمزين، # و@.
وطلب الباحثون من المشاركين تجاهل الرمزين المحيطين، ولم يتم إخبارهم بوجود خطوط إضافية.
وكانت مهمة المشاركين في التجربة التركيز على الرمز المركزي والضغط على المفتاح "f" إذا كان حرفًا، أو مفتاح "j" إذا كان رقمًا، ورغم ذلك، لاحظوا الخطوط الإضافية.
ووفق ديكر، فإن المشاركين في الدراسة أظهروا تعلمًا مضاعفًا للمعلومات غير المستهدفة عندما قللوا من انتباههم في التركيز نحو الهدف.
وقضوا وقتًا أطول في حالة تقليل الانتباه، وأظهروا أكبر قدر من التعلم حول المعلومات في البيئة المحيطة بالهدف التعليمي الرئيسي.
وأثبتت نتائج الدراسة أن تشتت الانتباه المتعمد خلال التركيز على هدف تعليمي، يمكن أن يكون مفيدًا للتعلم، وأن الإفراط في التركيز قد يؤدي إلى فقدان المعلومات في بيئته والتي قد تكون هامة.
وشرحت ديكر، إن نتائج الدراسة أثبتت أن التقليل المقصود للانتباه خلال التركيز على هدف تعليمي، يعتبر مفيدًا، حيث يسمح باستيعاب مزيد من المعلومات الثانوية من البيئة المحيطة به.
وتابعت: "نظرًا لوجود الكثير من المعلومات والتي تكون غير واضحة في بيئتنا، تظهر دراستنا أننا ربما نحتاج إلى الاعتراف بوجود أكثر من طريقة واحدة للتعلم".
واستنادًا إلى نتائج الدراسة، افترض الباحثون أن الانتباه يتم تحويله بعيدًا عن المهمة التعليمية الرئيسية عندما يشعر الدماغ أنها مملة.
وكما وأشار الفريق البحثي إلى أن هذه الدراسة تعرض كيف يُظهر الأشخاص الذين يعانون من ضعف في التحكم بالانتباه، ميلًا كبيرًا لتعلم المعلومات غير ذات الصلة بالهدف التعليمي الأساسي.