هل أنت تعيش في الماضي؟.. أنت بلا شك لا تدرك ذلك

هل أنت تعيش في الماضي؟.. أنت بلا شك لا تدرك ذلك

في أي منطقة زمنية تعيش؟ الذين استقروا في الماضي يعيشون في حزن وامتعاض، لكنهم في الواقع لا يدركون ذلك دائمًا، وهناك عدة مفاتيح يمكن أن تساعدك على إدراك ذلك.

إذا كنت تعيش في الماضي فأنت لا تعيش فقط في حاضر ضبابي ولكنك أيضًا تفقد الفرص المتاحة أمامك في الحاضر.

وبشكل عام، تضعك العديد من جروح الأمس الانفعالية في شرخ من الألم الكامن الذي لا ينغلق أبدًا، ومن الصعب جدًا الانتباه لما يحدث هنا، والآن عندما يتجول العقل بلا انقطاع في هذه الأكوان الماضية.

الشعور بالذنب شعورٌ دائم بعدم الرضا يعطلنا، وبشكل عام الأشخاص الذين لم يتغلبوا على ماضيهم يتحملون ثقل الشعور بالذنب والتصور السلبي للذات، هذا الشعور مثل ثقب أسود ينهشنا

خسائر وخيبات أمل وأحلام محبطة وألوان من الحب لا تُنسى، وحتى طفولة شوهتها صدمات، ما أكثر الذين يصبحون أسرى معذبين حقيقيين لماضيهم، وهو وضع يشرذم صحتهم النفسية، وكما قيل: "الرفاهية لا توجد إلا عندما نعيش بشكل كامل في اللحظة الحالية".

ومع ذلك، هناك حقيقة غريبة، حيث من الشائع جدًا أنّ الكثير منا لا يدرك ارتباطنا بمشهدنا الماضي.

وفي بعض الأحيان كل قرار يتم اتخاذه أو عدم اتخاذه، وكل خوف يسيطر علينا، وكل شعور تتم تجربته، يكون نتيجة لهذا الواقع، وإن إدراك هذه الحقيقة هو الخطوة الأولى لإحداث التغيير، والسماح لنا بتحرير أنفسنا من هذه الخيوط القديمة التي تحرمنا من إمكاناتنا ورفاهيتنا.

قيلَ: "لا تفكر في الماضي، ولا تحلم بالمستقبل، ركز عقلك على اللحظة الآنية".

أخبار ذات صلة
طرق لتعليم طفلك الامتنان

مفاتيح المعرفة

إن العيش في الماضي، وفقًا لتقرير نشره موقع  "nospensees"، مؤخرًا، لا يعني دائمًا الشعور بالحنين إلى الماضي، هذا شيء يجب أن نفهمه أولا، تذكرنا أبحاث كالتي أجريت في جامعة كاليفورنيا بأن الحنين إلى الماضي هو في المتوسط انفعال إيجابي.

من وجهة نظر سيكولوجية نعلم أنّ هذا البعد يسمح لنا بفهم ذواتنا، وبالتالي بناء هُويتنا بمرور الوقت، لذلك فإنّ الشعور بالحنين لا يعني العيش في الماضي، لأن العيش في الماضي هو الذي يغرقنا في الألم الانفعالي.

والعيش في الماضي يعني أن تضع نفسك في ما هو ضائع، وأن تحتضن الغياب، وتلمس الجرح المفتوح، وتنغمس في ما لم يعد له معنى، ومع ذلك فإننا لا ندرك ذلك دائمًا، ويمكننا أن نعيش ونعمل ونتفاعل دون أن نفهم أنّ الكثير من تعاستنا الحالية نتيجة مكلفة لعدم تجاوز الأمس.

لوم النفس غالبا

الشعور بالذنب شعورٌ دائم بعدم الرضا يعطلنا، وبشكل عام الأشخاص الذين لم يتغلبوا على ماضيهم يتحملون ثقل الشعور بالذنب والتصور السلبي للذات، هذا الشعور مثل ثقب أسود ينهشنا.

فلا شيء مما يتم فِعله يتم بطريقة إيجابية، وهناك أيضًا صدى لذلك الحوار الداخلي السلبي والمعطل الذي لا يصمت أبدًا.

أخبار ذات صلة
كيف تحافظ على صحة الدماغ من الخرف؟

مقارنة واقع حالي بماضٍ آخر

إذا قابلت شخصًا ما قد تقول لنفسك إنك تتمنى لو كنت قابلت هذا الشخص في ماضيك، فإذا قضيت وقتًا ممتعًا معه اليوم فإن نظرك سينقلك على الفور إلى لحظة ماضية.

هكذا يتأرجح عقلك من الماضي إلى الحاضر مثل "البندول"، وأنت تقارن الأمس باليوم، والعكس صحيح، كل هذا يضعك في حالة من الإرهاق النفسي الشديد.

مخاوف التغييرات

ومن العلامات الأكيدة على أنك تعيش في الماضي، مقاومتك التغيير، الارتباط النفسي الانفعالي بالأمس مَرَضيّ لدرجة أن أي اختلاف في واقعك ستراه تهديدًا، ومجرد شعورك بأنّ شيئًا ما يتغير من يوم إلى آخر تعيشه كخسارة، أو كخرق لأمانك النفسي.

والتغيير يجبرنا على اجتياز أرضية مجهولة، ومع ذلك لا يشعر الذين مروا بأحداث صادمة في الماضي بأنهم مهيؤون لعبور المجهول الذي يقتضيه التغيير، إنهم يفتقرون إلى الأدوات، ويشعرون بالخوف وانعدام الأمان.

تدنّي احترام الذات

عندما يعيش الشخص متشبثًا بهذا البعد الماضي لعالمه الداخلي، فذلك لأنّ شيئًا ما قد حدث ولم يتجاوزه ويتغلب عليه.

هذا الجرح، هذه المشكلة الكامنة، تقوض احترام الذات وتشوه صورة الذات، وهو ما يجعلك تشعر بالضيق تجاه نفسك، فترى نفسك هشًا، وغير معصوم (عرضة للخطأ)، بل ومضطربًا أحيانًا من فرط الحياء.

وهذه حقائق نفسية معقدة للغاية تقلل تمامًا من قدرتك على الشعور بالسعادة في الوقت الحاضر.

أخبار ذات صلة
علامات تحذيرية تنذرك بوجود مشاكل في الأمعاء

مشاعر التكافؤ السلبي

أنت تعيش في الماضي عندما يصبح ما تشعر به يوميًا هو الحزن على ذلك الأمس الذي لا يمكنك محوه من عقلك، أو عندما تكون دائمًا سريع الانفعال فإنك تغضب كثيرًا وتنفجر من الغضب.

إضافة إلى ذلك، تشعر أنه لا أحد يستطيع فهمك أو معرفة واقعك الشخصي، وكل هذا يولد فيك شعورًا بالوحدة في نفس الوقت.

صعوبة في تكوين علاقات مُرضية

إن الذين يعيشون في الماضي يضعون كل طاقاتهم ونظرتهم بعيدًا عن الهُنا والآن، حيث تحدث الأحداث المهمّة حقًا.

ولا يمكننا أن نكون شركاء جيّدين أو أصدقاء طيّبين إذا كنا أسرى لأمسٍ يمنعنا اليوم من أن نحب مَن هم حولنا، إنه يؤدي إلى العلاقات التي تنتهي بسرعة، وإلى اللوم المستمر، وإلى الوحدة التي لا مفر منها.

لست سعيدا

أنت لا تشعر إلا بالمرارة والاستياء والشعور بالفشل، والعيش في الماضي هو العيش في جرح مفتوح، في تلك المنطقة النفسية حيث لا توجد سوى المقاومة والانفعالات السلبية والوحدة.

والسعادة لا تمر عبر قفل الأشخاص الذين لا همّ لهم سوى النظر إلى الوراء بلا انقطاع، لا شيء جديدا ينشأ في العقل المتصلب غير المرن الذي لا ينتبه لِما يحدث هنا والآن، والذي لا يتطلع إلى المستقبل بأمل، وهو ما يدعو إلى التوقف عن الاهتمام بالأشياء التي ليس لها لا معنى ولا حضور في الحياة الراهنة.

أخبار ذات صلة
أسباب طقطقة الرأس لمرضى التهاب المفاصل المسنين

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com