هل تحمل ذبابة الفاكهة سر علاج مرض الكلى؟

تُعد الكلى من أحد أعضاء الجسم الأكثر أهمية، فهي تساعد على تصفية النفايات التي تُفرز في البول، كما تحافظ على توازن السوائل وتنظيم ضغط الدم، كما أنها تحتفظ بالإلكترولايت للحفاظ على أداء الجسم على النحو الأمثل.

مع ذلك، يقتل مرض الكلى آلاف المرضى كل عام، ويؤثر على نحو 31 مليون شخص في الولايات المتحدة، وللأسف لا يوجد علاج لمرض الكلى المزمن، حتى مع استخدام آلات غسيل الكلى الكبيرة كالحل الوحيد حتى يمكن زرع الكلى السليمة، لكن حتى هذا العلاج يُعتبر غير مضمون.

وتركز نُظم العلاج الحالية لمرض الكلى المزمن، على إبطاء تلف الكلى، وعند الوصول إلى نهاية مرحلة الفشل الكلوي، يحتاج المريض للتصفية الاصطناعية عن طريق غسيل الكلى أو زرع الكلى.

أخبار جيدة

إلا أن هناك بعض الأخبار الجيدة، فقد أجرى دكتور في جامعة "كونكورديا"، بحثا قد يساعد في تطوير بحوث الكلى باستخدام ذباب الفاكهة.

في حين وضعت باحثة تدعى "كيارا غامبيري"، نموذجاً مبتكراً مستوحى من ذبابة الفاكهة لتشكيل كيسات ضارة تشبه التي تتشكل على الكلى، وهي سمة من سمات اضطراب الكلى الموروثة تسمى "مرض الكلى المتعدد الكيسات"، حيث يمكن أن يساعد هذا النموذج على دراسة تكاثر الخلايا في مرض الكلى المتعدد الكيسات والسرطان بشكل أفضل.

وتوضح "كيارا" أن "الجينوم البشري والذباب يظهران مستوى مفاجئاً من التشابه، ففي الواقع العلاقات الجينية أو المسارات الجينية،متطابقة تقريباً بين البشر وذباب الفاكهة، ومعظم الأعضاء البشرية لديها نظيراتها في الذباب".

ورأت الباحثة أن "ذلك يُعتبر ميزة كبيرة تُمكننا من الاستفادة من دراسة وظائف الجينات المرتبطة بالمرض، وأيضاً لتحديد الطرق الممكنة لمكافحة تلك الأمراض".

وحسب الدراسة العلمية، فإنه "من الصعب جداً التحقيق في أمراض الكلى، حيث أن عزل الهياكل المستقلة من الكلى مثل أنابيب نيفرون الصغيرة التي تشارك في تنظيم تركيز المياه والمواد القابلة للذوبان، تمثل تحديا".

ومن أجل معالجة هذه المشكلة، تُعتبر ذبابة الفاكهة بمثابة بديل مقبول مع ميزة إضافية، تتلخص في السماح للتقييم السريع للتأثيرات الوراثية والكيميائية، بسبب قِصر عمر ذبابة الفاكهة الافتراضي.

ووفقا للباحثين في الدراسة، فإن "ذبابة الفاكهة تسمح لهم بدراسة الخراجات الكلوية، وكذلك تحليل المسارات البيوكيميائية التي من خلالها تتشكل كيسات الكلى".