للرجال في منتصف العمر.. لا تتجاهلوا "حرقة المعدة" (فيديو وصور)
للرجال في منتصف العمر.. لا تتجاهلوا "حرقة المعدة" (فيديو وصور)للرجال في منتصف العمر.. لا تتجاهلوا "حرقة المعدة" (فيديو وصور)

للرجال في منتصف العمر.. لا تتجاهلوا "حرقة المعدة" (فيديو وصور)

دعا طبيب بريطاني فئة الرجال من متوسطي وكبار السن إلى عدم تجاهل شعورهم بـ"حرقة" في المعدة، لأنه قد تعني الإصابة بمرض سرطان المريء.

ونقلت صحيفة "ديلي ميل" البريطانية عن أستاذ جراحة المعدة والأمعاء في مستشفى فيكتوريا الملكي في بريطانيا، مايكل غريفين، قوله إن أعداد المصابين بسرطان المريء في بريطانيا ارتفعت خلال العقود الأربعة الأخيرة بشكل كبير، ما جعلها تحتل المرتبة الأولى بين دول العالم الغربي في معدلات الإصابة بسرطان المريء.

وأوضح غريفين أن "هناك نوعين رئيسين من سرطان المريء وأشهرهما هو السرطان الغُدّي الذي ترتفع نسبته بشكل مقلق للغاية".

وأضاف أن هناك فئة معينة معرّضة للإصابة بسرطان المريء أكثر من غيرها وهي فئة الرجال متوسطي وكبار السن.

بدورها، قالت أستاذ الوقاية من السرطان بجامعة كامبريدج، ريبيكا فيتزجيرالد: "يمكن أن تُصاب النساء بسرطان المريء أيضًا إلا إنه عادة ما يؤثر عليهن وهن في سنّ متأخرة وربما يرجع ذلك إلى الهرمونات التي تحميهن من الإصابة بمثل هذه الأمراض".

لا تتجاهل حرقة المعدة المزمنة

وتنقل الصحيفة عن أطباء قولهم إن معدلات الحياة لدى المصابين بسرطان المريء تنخفض عن المصابين بأنواع السرطان الأخرى، إذ بلغت معدلات البقاء على قيد الحياة للأشخاص الذين تم تشخيصهم بالإصابة بسرطان المريء في 5 سنوات حوالي 15% مقارنة بنسبة 90% للمصابات بسرطان الثدي ونسبة 98% للمصابين بسرطان الخصية.

وبلغ عدد الوفيات جراء الإصابة بسرطان المريء في بريطانيا العام الماضي فقط نحو 8 آلاف حالة، وفق الصحيفة، التي أشارت إلى أن إحدى مشكلات هذا المرض الرئيسة أن المرضى غالبا لا يتمكنّون من التعرّف على علامات المرض التحذيرية، مثل حرقة المعدة المزمنة، والتي قد تتطور ويصاحبها صعوبة مستمرة في البلع وعند وصول المريض إلى هذه المرحلة تقل فرصة شفائه بدرجة كبيرة.

وهذا ما حدث لمايكل ماكورد الذي لقي حتفه جراء إصابته بسرطان المريء في العام 2002 عن عمر يناهز 47 عامًا بعدما تجاهل مخاطر الإصابة بحرقة المعدة المزمنة لفترة طويلة.

وقالت أرملته ميمي، التي أسست معهد سرطان حرقة المعدة البريطاني بعد وفاة زوجها للصحيفة: "لو كنا نعلم مخاطر هذه الأعراض كان الممكن علاجه، إذ غالبا ما يتجاهل الرجال هذه الأعراض ويصفونها بأنها مجرّد حرقة في المعدة".

وعادة ما يلعب نمط الحياة دورًا رئيسًا في الإصابة بسرطان المريء، إذ أنه من النوع "الغدّي" الذي يرتبط بالارتجاع الحمضي، والذي عادة ما يكون أحد أعراض حرقة المعدة والارتجاع، وفق الدكتور غريفين، الذي أضاف أن النوع الثاني من سرطان المريء يسمى بالخلايا الحرشفية ويرتبط عادة بالتدخين وشرب الخمور.

وتابع أن الارتجاع الحمضي قد يرتبط بضعف الصمام الموجود في الجزء السفلي من المريء، بحيث يسمح ضعف الصمام بارتجاع أحماض المعدة وصعودها إلى المريء وقد يكون للأمر علاقة بالصفات الوراثية أيضًا.

لكن الأنظمة الغذائية المليئة بالدهون تلعب دورًا رئيسًا في الإصابة بالارتجاع الحمضي أيضًا، وذلك لأن الدهون تبطئ معدّل إفراغ المعدة ما يزيد من احتمالية حدوث الارتجاع، بحسب الطبيب غريفين.

وأيضًا يمكن أن تتسبب زيادة الوزن في زيادة احتمالية حدوث الارتجاع الحمضي، وذلك لأن الوزن الزائد يمثّل حملًا هائلًا على الصمام الموجود في الجزء السفلي من المريء.

وقال غريفين: "تضم المملكة المتحدة نسبة عالية من الأفراد المصابين بالسمنة المفرطة وتتركز الإصابة بسرطان المريء الغدّي في شمال شرق إنجلترا والساحل الغربي لاسكتلندا التي تضم أكبر عدد من المصابين بالسمنة في أوروبا".

وتعتبر عملية توزيع الدهون في الجسم أحد العوامل المؤثرة في الإصابة بالسرطان أيضًا؛ فبينما تتركز دهون المرأة في منطقة الوركين وتتركز دهون معظم الرجال في منطقة البطن ما يزيد من خطر الارتجاع الحمضي لما تمثّله هذه الدهون من ضغط على الصمام.

وتقول الدكتورة فيتزجيرالد إن هناك سببًا محتملًا آخر لزيادة أعداد المصابين بسرطان المريء وهو متعلّق بالنجاح الكبير في محاربة جرثومة المعدة، وهي نوع من البكتيريا ترتبط بسرطان المعدة وتصيب أكثر من 40% من البشر لكن المضادات الحيوية وارتفاع الوعي بشأن النظافة الشخصية أدى إلى تقليل انتشارها بشكل كبير.

وأضافت فيتزجيرالد: "إذا تخلّصت من هذه البكتيريا يمكن أن تبدأ المعدة بإنتاج مزيد من الحمض مرة ثانية".

وأشارت إلى نظرية أخرى تقول إن الأسمدة ترتبط بزيادة أعداد المصابين بسرطان المريء، حيثّ علقت: "نحن نعلم أن اسكتلندا لديها نسبة عالية فيما يتعلق بمعدلات الإصابة بسرطان المريء وهناك أدلة تشير إلى أن الأسمدة هي السبب لأن بعضها يظل على المحاصيل التي لا يصل إليها ضوء الشمس".

لكنها أضافت: "على الرغم من احتمالية صحة هذه النظرية إلا أنها غير مؤكدة لكن المؤكد حاليًا هو علاقة الارتجاع الحمضي بسرطان المريء".

الارتجاع الحمضي يختفي في سن الخمسين

إحدى المشكلات التي تعيق اكتشاف سرطان المريء هي أن الشخص المصاب بالارتجاع الحمضي لفترة طويلة تصبح خلايا بطانة المريء لديه أكثر مقاومة للحمض، ما يقلل حدة أعراض حرقة المعدة لدى هذا المريض وخاصة عندما يبلغ سن الخمسين والمفارقة في ذلك أنه يتجاهل تلك المشكلة نتيجة لانخفاض حدّة الأعراض.

وفي هذا السياق قال الدكتور غريفين: "أخبرني العديد من المرضى الذين تُوفّوا بسبب سرطان المريء إنهم كانوا قد أُصيبوا بحرقة المعدة وهم في العشرين من عمرهم لكن أعراض هذه الحرقة قد اختفت لديهم عند بلوغهم سن الخمسين وللأسف لم يكونوا على علم بأن ذلك يرجع إلى زيادة مقاومة خلايا المريء للحمض وليس إلى شفائهم من الحالة المرضية".

هل ينبغي على المصاب بحرقة المعدة أن يذهب للطبيب؟

وقدم الدكتور غريفين نصيحة للشخص الذي يعاني من الشعور بحرقة المعدة يوميا لمدة 3 أسابيع بالذهاب للطبيب لإجراء الفحوصات اللازمة وذلك لأن حرقة المعدة المستمرة تعتبر أحد العلامات التحذيرية للإصابة بسرطان المريء.

وتابع: "الصعوبة التي نواجهها هنا أنه وبخلاف سرطان الثدي الذي يمكن التنبؤ بأورامه في مراحل مبكّرة فيصعب اكتشاف أورام المريء، لذلك ينبغي على المريض الانتباه لعلامات الإصابة المبكّرة بالمرض، وأشهر هذه الأعراض هما عسر الهضم وحرقة المعدة وعلى الرغم من أنهما من الأعراض العادية التي لا تدعو إلى القلق إلا إنه ينبغي الذهاب إلى الطبيب من باب الاحتياط".

وأردف: "إذا كنت تشعر بصعوبة في البلع أو أن هناك بعض الطعام يعلق في حلقك فلا بد أن تستشير طبيبك على الفور، لأن هذه قد تكون أعراض الإصابة بالسرطان وعلى الرغم من أن صعوبة البلع قد يكون لها أسباب أخرى مثل القلق إلا أنه ينبغي فحصها".

وقد يضطّر المريض في حالات الإصابة المتقدمة إلى إجراء عملية جراحية لاستئصال الجزء المصاب من المريء، كما يمكن أن يؤدي العلاج الكيميائي إلى تقليص حجم الورم السرطاني قبل إجراء العملية الجراحية أو حتى استعماله كبديل لعملية الاستئصال الجراحي.

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com