أحدث سلاح في جنوب أفريقيا ضد الإيدز
أحدث سلاح في جنوب أفريقيا ضد الإيدزأحدث سلاح في جنوب أفريقيا ضد الإيدز

أحدث سلاح في جنوب أفريقيا ضد الإيدز

أشارت صحيفة "الغارديان" البريطانية إلى أنه سيتم الكشف عن آلة لتوزيع العقاقير المضادة للفيروسات للأشخاص، الذين يعانون فيروس نقص المناعة البشرية في ديربان، في مخطط رائد لإنشاء وحدات في المناطق الريفية على بعد أميال من أقرب طبيب أو عيادة.

تم تطوير هذا الجهاز في مشروع "الحق في الرعاية" بمستشفى هيلين جوزيف في جوهانسبرج، وهو نموذج بدائي يعتقد المطورون الجنوب إفريقيون أن بإمكانه أن يغير قواعد اللعبة في الكفاح من أجل احتواء وباء الإيدز في بلادهم وخارجها.

وتتكلف الآلة 63 ألف جنيه أسترليني مع خبراء الروبوتات من ألمانيا، وبالتعاون مع الخبرات المحلية في البرمجيات.

وقال فاني هيندريكس، العضو المنتدب لمشروع إي فراماسي التابع لـ"الحق في الرعاية"، إن المشروع سيبدأ بعد ذلك على الفور، مع أربع وحدات ستذهب إلى ضاحية الكسندرا المكتظة بالسكان في جوهانسبرغ، حيث ارتفاع معدلات الفقر وانخفاض مستوى التعليم والجهل فيما يتعلق بفيروس نقص المناعة.

كما أعرب عن أمله في الوصول لستة مواقع هذا العام. وقال: "سوف يأتون مع مصدر الطاقة الخاص بها، ولهم رابط عبر كاميرا الويب إلى المركز، حيث سيكون هناك صيدلي مستعد لتلقي المكالمات إذا لزم الأمر. لكن عمومًا، سيكون هناك مسح لبطاقات الهوية الذكية للمرضى والحصول على الوصفات الطبية لمدة ثلاثة أشهر، من أجل التخلي عن الحاجة للقدوم بطول الطريق إلى المستشفى أو العيادة والانتظار لساعات للحصول إلى الأدوية ".

ولمنع أي مشكلات ووصمة العار، لن يتم تعريف الآلات بأي صلة بفيروس نقص المناعة، لأن أدوية أخرى ستكون متاحة للمرضى الذين يعانون من أمراض مزمنة مثل السكري أو السل أيضًا.

وأوضحت الصحيفة، أن جنوب أفريقيا بها أكبر عدد من الناس في العالم الذين يعيشون بمرض الإيدز، حيث يبلغ عددهم 7 ملايين شخص، ويخضع نصفهم الآن للعلاج.

وأكدت أن ضمان التزام الناس بالعلاج هو أمر ضروري، ليس فقط للحفاظ على صحتهم وعلى حياتهم، ولكن أيضًا لجعلهم أقل عدوى لغيرهم. فالخبراء يقولون إن " لتزام"  الفقراء بالدواء هو التحدي الرئيسي.

وتمول وزارة الصحة بجنوب أفريقيا والصندوق العالمي مشروع "الحق في الرعاية"، العمل على مواجهة تلك التحديات، ليس فقط لإنقاذ الأرواح وضمان أن الأطفال الذين أمهاتهم مصابات بالمرض خاليين من الفيروس، ولكن للحد من أوقات انتظار الناس الذين لا يتحملون سوى القليل للسفر أو لأخذ إجازة من العمل من أجل قضاء ساعات لإجراء اختبارات الإيدز والحصول على العلاج اللازم.

وبالفعل، يأخذ الاختبار في التحسن في جميع أنحاء القارة بفضل اختراع السرعة، ومن ضمنها الاختبارات السهلة، السامبا، التي طورها فريق من جامعة كامبريدج.

وقالت الدكتورة سيلو ماشامايتي، المدير الطبي في هيلين جوزيف: "إن الأمر كله حول التعامل مع المزيد من المرضى بتكلفة أقل".

وأضاف: "هناك الكثير من المرضى يفوتون زياراتهم الطبية لأنهم لا يستطيعون أن يفوتوا العمل، حيث الصفوف الطويلة، بجانب تكاليف النقل، والانتظار لساعات من أجل الحصول على الأدوية، وهذا يعني أنه علينا كأطباء أن نفكر في تحسين الكفاءة لضمان الالتزام بالعلاج".

وأوضح: "قبل ذلك، كان الناس ينتظرون خمس ساعات في الصيدليات، والآن لا يتجاوز الأمر 20 دقيقة، فالعمل مع التكنولوجيا هو الابتكار الذي من شأنه إنقاذ الأرواح".

وقالت جيني أوتينهوف، مديرة السياسة الصحية العالمية "لحملة الواحد": "إن أثر العلاج على إنقاذ الحياة يعتمد على الالتزام. ونحن نعلم أنه عندما يكون هناك مريض يتناول الدواء بشكل صحيح، تقترب فرصة نقله للفيروس إلى شريكه من الصفر. وهذا التأثير الوقائي هو تغيير لقواعد اللعبة، ويمكن أن يساعد على وضع نهاية لوباء الإيدز بحلول العام 2030، ولكن فقط إذا ضمنا أن كل شخص يحصل على العلاج لديه الدعم اللازم لتناوله بشكل صحيح كل يوم دون أن يفشل ".

وأظهرت دراسة رائدة في العام 2011 أن علاج فيروس نقص المناعة يبدأ عندما لا يزال المريض بصحة جيدة، ويلنزم بنظام العلاج بشكل صارم، ما أدى للحد من انتقال الفيروس للشركاء بنسبة 96%. وهذا يطلق عليه اسم "العلاج كوقاية".

أما عدم الالتزام بالعلاج يحد من إخماد الفيروس، وذلك يثبط من التأثير الوقائي للعلاج.

وأشارت الصحيفة إلى أن العلاج كوقاية، أثر بشكل كبير على سياسة منظمة الصحة العالمية الحالية لعلاج كل من يحمل الفيروس في أقرب وقت يتم تشخيص المرض فيه، وتخطط جنوب أفريقيا لبدء تقديم العلاج مباشرة بعد التشخيص قبل نهاية العام 2016.

إلا أن استمرار الحاجة لحصول المرضى على الحبوب، يجعل الابتكارات مثل آلة توزيع العقاقير بالقرب من منازل الناس هي الفرق بين الحياة والموت.

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com