دعوات لإنقاذ الرجال من كآبة ما بعد الولادة
دعوات لإنقاذ الرجال من كآبة ما بعد الولادةدعوات لإنقاذ الرجال من كآبة ما بعد الولادة

دعوات لإنقاذ الرجال من كآبة ما بعد الولادة

طالبت جمعية "سبورت ريليف" بتنظيم حملات توعية واسعة تختص بالصحة النفسية للرجال الذين يعانون من تأثيرات ما بعد الولادة، الأمر الذي يتوجب فتح الحوار بعد ظهور حالات اكتئاب متعددة بين الرجال.

ويأتي ذلك في وقت ارتبط فيه اكتئاب ما بعد الولادة، على الدوام، بالنساء فقط، إما بسبب الولادة الصعبة أو التغييرات التي تطرأ على أجسادهن أو حتى هورموناتهن، لكن التأثير الفيزيولوجي للولادة يتسع ليطال الأب نفسه الذي يعاني بعضهم بشكل متساوٍ مع النساء في استعادة حياتهم الطبيعية وعلاج الصدمة التي يخضعون لها بعد تجربة الولادة.

وقال رجل إطفاء يدعى جايسون دانكان، إن طبيعة عمله تتطلب منه التعامل مع الضغوط والتوتر بشكل يومي، لكن تجربة ولادة ابنته أثرت على حياته الشخصية والمهنية بشكل بالغ، وتم تشخص حالته باضطراب ما بعد الصدمة.

وأضاف أن اكتئابه نتج عن ولادة مستعصية مرت بها شريكته، التي تعرضت لنزيف حاد وغطت في غيبوبة داخل غرفة العمليات، موضحاً أنه فيما كان الفريق الطبي يحاول إنقاذ شريكته والمولودة، بقي لمدة ساعة في غرفة وحيداً دون أية معلومات أو مقدرة على رؤية عائلته والاطمئنان عليها.

وفي تلك اللحظة توقع الأسوأ، وسيطرت عليه مشاعر الألم والخسارة وقلة الحيلة، وبعد عدة شهور بدأت آثار الاكتئاب تظهر على شكل توتر وكوابيس وتقلبات مزاجية سلبية منذ ولادة ابنته، ناهيك عن مشاعر الغضب، وقال إنه كان يخشى من أن تحمل امرأته مجدداً، فقرر أن يتوقف عن ممارسة الجنس.

لم يشك دانكان لوهلة أن ما يختبره هو اكتئاب ما بعد الولادة، وبعدما تكررت المشاكل داخل عمله تم تحويله إلى طبيب نفسي استطاع أن يشخص حالته.

ومنذ ذلك الحين يعمل دانكان في حملات توعية لنشر الثقافة بشأن التغيرات العاطفية التي تختلج الرجل بعد الولادة.

ويتخوف الخبراء من تأثير تعامل الأبوين مع آلام ما بعد الصدمة على الأطفال أنفسهم وطريقة تربيتهم في العام الأول من حياتهم على الأقل.

وتظهر هذه الصدمة عندما يحاول دماغ الرجل أن يستوعب خطورة الأزمة التي يمر بها وزوجته أثناء الولادة خصوصاً إذا تعرضت الزوجة لمضاعفات وضعت حياتها وحياة الطفل على المحك، عندها يصاب الدماغ بصدمة تشابه الصدمات التي يواجهها الإنسان في الحروب وحواث السير وما شابه، وأحياناً تكون ردة فعل الأب عكسية فيبعد نفسه عن الطفل الذي سبب كل تلك الآلام لزوجته.

وغالباً ما يمتنع الرجال عن مشاركة أفكارهم العميقة مع زوجاتهم خوفاً على صحتهن أو على علاقتهم معهن، فتبقى تلك المشاعر والأفكار دفينة بلا منفس أو علاج.

وأحيانا يشعر الرجال أن المعادلة الجديدة التي يظهر فيها الطفل في المرتبة الأولى تجعلهم آخر الأولويات والاهتمامات.

وتدعو الباحثة النفسية في علم الأعصاب والعلاقات البشرية آنا ماشين، إلى ضرورة تعزيز الأبحاث حول تأثير الولادة على الآباء وصحتهم النفسية، بعدما كانت الأبحاث تتمحور فقط حول الأم وصحتها وتعافيها جسدياً ونفسياً، وذلك حرصاً على سلامة نمو الأطفال في الدرجة الأولى.

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com