الرجال المصابون بالعقم عرضة لسرطان الثدي بمقدار الضعف

خلصت دراسة بريطانية حديثة إلى أن الرجال المصابين بالعقم قد يكونون أكثر عرضة للإصابة بسرطان الثدي بمقدار الضعف، مقارنة بأولئك الذين لا يواجهون أي عقبة مع الخصوبة.

ووجد الباحثون صلة بين مشكلات الخصوبة وخطر الإصابة بالمرض الخبيث، لكنهم أشاروا إلى أن السبب البيولوجي غير واضح.

يذكر أن "سرطان الثدي" عند الذكور، أقل شيوعًا منه لدى الإناث، وقد تم سابقًا التحقيق في علاقته بالعقم في دراسات محدودة، إلا أن الدراسة الجديدة التي أعدها معهد أبحاث السرطان بلندن "ICR"، تعد إحدى أكبر الدراسات على الإطلاق في هذا المجال.

وأوضح فريق البحث بالمعهد البريطاني، أن "النتائج الجديدة تشير إلى أن هناك حاجة للمزيد من العمل لفهم الأسباب الكامنة وراء سرطان الثدي لدى الرجال، والتي لا تزال غير معروفة بيولوجيّا".

بدوره، قال مؤلف الدراسة وأحد كبار العلماء في علم الوراثة وعلم الأوبئة في المعهد، الدكتور مايكل جونز "هذه نتائج مهمة تربط العقم بسرطان الثدي لدى الرجال، إذ تشير دراستنا إلى أن احتمال إصابة الرجال المصابين بالعقم بسرطان الثدي يزيد بمرتين عن أولئك الذين لا يعانون مشاكل في الخصوبة".

وأضاف الباحث "الأسباب الكامنة وراء هذا الارتباط لا تزال غير واضحة"، مشيرا إلى أن "هناك حاجة للتحقيق في الدور الأساس لهرمونات الخصوبة عند الرجال في خطر الإصابة بسرطان الثدي لديهم".

وتابع "نأمل أن يؤدي هذا إلى إلقاء نظرة ثاقبة على الأسباب الكامنة وراء سرطان الثدي لدى الذكور، وربما حتى الإناث".

وأجريت الدراسة الجديدة على 1998 رجلا تم تشخيصهم حديثًا بالمرض في إنجلترا وويلز على مدار 12 عامًا، ما يجعلها واحدة من أكبر الدراسات التي أجريت على الإطلاق حول "سرطان الثدي" عند الذكور.

ووفقا للدراسة، يتم تشخيص إصابة نحو 370 رجلا بسرطان الثدي كل عام في المملكة المتحدة، ونظرًا لندرة المرض لدى الذكور، تقتصر الأبحاث في هذا الداء عادة على عدد قليل من المرضى.

ومكنت دراسة مجموعة أكبر من الرجال فريق البحث من إظهار ارتباط ذي دلالة إحصائية بين العقم وخطر الإصابة بسرطان الثدي لدى الذكور.

وقارن الباحثون بشكل مباشر خصوبة الرجال المصابين بسرطان الثدي بـ1597 رجلا ليس لديهم تاريخ للإصابة بالمرض.

وفي حين أن السبب البيولوجي غير واضح، اكتشف فريق البحث أن "الرجال الذين تم تشخيص إصابتهم بسرطان الثدي، كانوا أكثر عرضة للإبلاغ عن مشاكل الخصوبة".

ووجد الباحثون أيضًا أن "هناك عددًا أكبر بكثير من الرجال الذين ليس لديهم أطفال من بين أولئك الذين تم تشخيص إصابتهم بسرطان الثدي".

من جانبه، قال مدير الأبحاث والدعم والتأثير في معهد "ICR"، الدكتور سيمون فينسينت، إن "كثيرا من الناس لا يدركون أن الرجال يمكن أن يصابوا بسرطان الثدي، لأن معدل الإصابة به أقل بكثير لدى الرجال منه لدى النساء".

وأضاف أنه مع ذلك، يتم تشخيص نحو "370 رجلا بسرطان الثدي كل عام في المملكة المتحدة، ويموت جراء الإصابة به، نحو 80 رجلا، ومن الضروري أن ندعم أي شخص مصاب بسرطان الثدي".

وتابع "يبدو أن اكتشاف الرابط بين العقم وسرطان الثدي عند الرجال، هو خطوة نحو فهمنا لسرطان الثدي عند الذكور، وكيف يمكننا إيجاد المزيد من الطرق لتشخيص وعلاج الرجال - وربما النساء - بهذا المرض المدمر".