"ساحة حرب طبية".. كوادر الصحة في أمريكا يروون قصصا صادمة حول "معاناة كورونا"
"ساحة حرب طبية".. كوادر الصحة في أمريكا يروون قصصا صادمة حول "معاناة كورونا""ساحة حرب طبية".. كوادر الصحة في أمريكا يروون قصصا صادمة حول "معاناة كورونا"

"ساحة حرب طبية".. كوادر الصحة في أمريكا يروون قصصا صادمة حول "معاناة كورونا"

يشعر الأطباء وطواقم التمريض في الولايات المتحدة، الذين يتصدرون المعركة ضد فيروس كورونا المستجد، الذي أصاب عشرات الآلاف من الأمريكيين وأودى بحياة المئات منهم، بالصدمة من الضرر الذي يلحقه الفيروس بالمرضى وأسرهم.

وأعرب أطباء وأفراد من طواقم التمريض، عن إحباطهم من نقص المعدات ومخاوفهم من نقل العدوى إلى أسرهم، ولحظات اليأس الشديد التي مروا بها وانهمرت فيها دموعهم.

وفيما يلي بعض من قصصهم:

نيويورك

تبدأ أرابيا موليت طبيبة الطوارئ المتخصصة في الأمراض الباطنية الصلاة أثناء استقلالها سيارة أجرة إلى العمل في الصباح، فهي بحاجة إلى هذه الدقائق القليلة من الإحساس بالسلام كما تحتاج إلى تبادل بعض الدعابات بقلب خال من الهموم مع العاملين بالمقصف في المركز الطبي التابع لمستشفى بروكديل الجامعي في بروكلين الساعة 6:45 صباحا، للتخفيف عنها قبل أن تدخل إلى ما تصفه بأنه "ساحة حرب طبية".

وأحيانا لا تستطيع كبح دموعها في نهاية نوبة عملها، التي كثيرا ما تتجاوز مدتها المقررة وهي 12 ساعة بكثير.

وقالت موليت: "نحاول الاستمرار دون أن نغرق، نحن خائفون، نحاول أن نحارب من أجل حياة الآخرين، لكننا نحارب من أجل حياتنا أيضا".

وهناك شح في إمدادات اسطوانات الأكسجين وأجهزة التنفس الصناعي، كما أن المساحة باتت محدودة في مستشفى بروكديل ومستشفى سانت بارناباس في برونكس اللذين تعمل فيهما موليت.

وتشعر موليت بأن الأمر يعنيها شخصيا، عندما ترى المرضى وهم يعانون، وهي تعلم أنها قد لا تملك ما يكفي من موارد لتساعدهم.

وتتساءل إحدى ممرضات قسم الطوارئ في مستشفى "نورثويل هيلث" في منطقة مدينة نيويورك، إلى متى يمكنها التحمل.

فبعد رؤية مرضى وحالتهم تتدهور على مدى أيام، ومشاهدة العاملين في الرعاية الصحية والأقارب وهم ينفجرون بالبكاء، تناقش الممرضة، وهي أم لطفل، مع زوجها ما إذا كان ينبغي أن تترك عملها الذي تمارسه منذ أكثر من عشر سنوات.

وقالت الممرضة، التي اشترطت عدم نشر هويتها، إنها ترى الناس وهم يوصلون مريضا من أقاربهم وينصرفون مودعين.

وأضافت: "لا يمكننا أن نخبرهم بأنه قد يكون الوداع الأخير".

وتابعت قائلة: "الناس ينهارون... الجميع خائفون جدا من الإصابة بالعدوى... أحس بأن الكثير من العاملين يشعرون بالهزيمة".

وقالت إنها لم تكن قلقة جدا على سلامتها في البداية، لأن المرض كان يبدو مميتا أكثر بالنسبة لكبار السن ومن يعانون أوضاعا مرضية كامنة.

وأضافت أن ثقتها تبددت بعدما رأت حالات خطيرة متزايدة من المرضى الشبان.

وقالت: "الآن إن احتمال الموت أو التنفس بمساعدة أنبوب يجعل الذهاب إلى العمل أصعب".

واشنطن

بدأت ممرضة في سياتل إجراء الفحوص لمرضى قد يكونون مصابين بفيروس كورونا عند بوابة المستشفى، وهي وظيفة تختلف عن عملها الأصلي،  وقالت إنها لا تتحدث عن عملها الجديد في المنزل حتى لا يشعر أطفالها وهم في سن الذهاب إلى المدرسة بالقلق، ولا يفهم زوجها طبيعة عملها ويطلب منها رفض المهام التي قد تعرضها للخطر.

وقالت: "ما أفكر فيه هو أن الأمر ليس آمنا بالفعل في رأيي".

لكنها تخشى عزلها عن أسرتها إذا أصيبت بالفيروس.

وقالت: "سأعيش في سيارتي إذا اضطررت لهذا، لن أنقل المرض لأسرتي".

وتحدثت الممرضة بشرط عدم نشر هويتها لأنها ليست مخولة بالحديث لوسائل الإعلام.

وطُلب منها في آخر نوبة عمل إعطاء مرضى تظهر عليهم أعراض الإصابة بالفيروس مناديل ليغطوا وجوههم بدلا من الكمامات، وألا تضع كمامة هي أيضا، إلا أنها تجاهلت الأمر ووضعت كمامة، لكنها كانت قلقة من أن ينفذ العاملون الأقل خبرة هذا التوجيه.

وقالت: "نقف أمام وجوههم مباشرة لقياس درجة حرارتهم، لأننا لا نملك أجهزة لقياس الحرارة بالأشعة تحت الحمراء من على بعد ستة أقدام".

وألقت بالمسؤولية على الحكومة، لأنها لا تبذل المزيد من الجهد للاستعداد والتنسيق، وأضافت: "لا ينبغي أن يموت الناس بسبب سوء التخطيط".

ميشيغان

تقول الممرضة أنجيلا (49 عاما) إن غرفة الطوارئ في المستشفى الذي تعمل فيه بالقرب من فلينت في ميشيغان هادئة على نحو مخيف.

وأضافت أنجيلا، التي طلبت استخدام اسمها الأول فقط: "نقول جميعا إنه الهدوء الذي يسبق العاصفة".

وقالت إن المصابين بالفيروس الذين يفدون إلى المستشفى يكونون "مريضين جدا" بمرض "كوفيد-19" الذي يصيب الجهاز التنفسي وتتدهور حالاتهم بسرعة كبيرة.

وتتقبل أنجيلا احتمال إصابتها ومعظم زملائها بالمرض. لكنها قلقة على ابنتها وأختها، وهما ممرضتان، كما أنها تخشى نقل العدوى إلى زوجها الذي يبلغ من العمر 58 عاما.

وأرسلت ابنة أنجيلا أطفالها الثلاثة، وأحدهم عمره 18 شهرا ومريض بالربو، للعيش مع والدهم حتى لا تنقل العدوى إليهم.

وفعل الكثير من زملائها الشيء نفسه، إذ أرسلوا أطفالهم للإقامة عند أقاربهم لأنهم خائفون من نقل العدوى إليهم أكثر من خوفهم من الإصابة بالمرض.

ويتحدث بعضهم عن الاستقالة لأنهم يشعرون بأنهم بلا حماية.

وأكدت أنجيلا أنها لن تحاول الحكم على قرارهم، لكنها قالت لصديقة مؤخرا: "عليك تذكر ماذا لو أصيب طفلك أو أمك بالمرض، من سيعتني بهما عندما تنقلينهما إلى المستشفى إذا غادرنا جميعا"؟

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com