في ظل شبح كورونا.. مخيمات النازحين في سوريا قنابل موقوتة  
في ظل شبح كورونا.. مخيمات النازحين في سوريا قنابل موقوتة  في ظل شبح كورونا.. مخيمات النازحين في سوريا قنابل موقوتة  

في ظل شبح كورونا.. مخيمات النازحين في سوريا قنابل موقوتة  

أطلقت منظمات وهيئات إنسانية وإغاثية وحقوقية دولية تحذيرات بالجملة من تفشي فيروس كورونا في مخيمات النازحين المكتظة بسوريا، والتي تمتد من حلب وإدلب شمال غرب البلاد، مرورًا بمناطق سيطرة قوات سوريا الديمقراطية شمال شرق سوريا، وصولًا إلى مخيم الركبان في الجنوب على الحدود الأردنية.

وحذرت تلك المنظمات من أنه في حال ظهور حالات إصابة بفيروس كورونا في مخيمات النزوح، فإن الأمر سيكون كارثيًا، وينذر بأسوأ السيناريوهات، علمًا بأن السلطات السورية الرسمية، كانت قد أعلنت تسجيل 5 إصابات بالفيروس في المناطق الخاضعة لسيطرتها، حتى اللحظة.

وفي شمال غرب سوريا، حيث تتركز الكتلة الأكبر من النازحين، أكدت مصادر في المعارضة السورية، اليوم الخميس، خلو المنطقة من وجود أي إصابة بفيروس كورونا، بعد إجراء فحوصات لعينات كان يشتبه بإصابتها بالفيروس.

ويقيم نحو 3 ملايين شخص، نصفهم تقريبًا من النازحين، في المناطق الخارجة عن سيطرة القوات الحكومية في إدلب ومحيطها، ويعاني هؤلاء من ظروف معيشية صعبة يفاقمها النقص في خدمات الرعاية الطبية مع خروج عشرات المستشفيات من الخدمة بعدما طالها القصف والمعارك جراء العمليات العسكرية الأخيرة التي اندلعت هناك قبل التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في الخامس من شهر آذار/ مارس الجاري، بين موسكو وأنقرة.

ويقيم مئات الآلاف في مخيمات عشوائية مكتظة تفتقد لمقومات الحياة الأساسية من مياه، وكهرباء، وشبكات صرف صحي، وهو ما يهدد بانتشار الوباء، وعدم القدرة على السيطرة عليه في ظل افتقار المنطقة للمستلزمات الطبية، وتدمير النظام الصحي بعد 9 سنوات من الحرب.

وأفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان، اليوم الخميس، أن مخيم مورك للنازحين الواقع شمال غرب إدلب بالقرب من الحدود السورية التركية، يشهد أوضاعًا كارثية من حيث افتقاده للصرف الصحي بشكل كامل وسط انتشار "المجارير البدائية".

وأشار المرصد إلى أن "هذا الوضع المزري للمخيم من المستبعد أن يتحسن قريبًا، وسط عدم قدرة قاطنيه، البالغ عددهم نحو 1800 عائلة، على تدارك الأمر نظرًا لغلاء أسعار الصهاريج المختصة بشفط المجرور والحفر المرتبطة بدورات المياه، في ظل غياب تام للمنظمات المعنية التي تكتفي بإطلاق وعود زائفة".

وطالب المرصد السوري المنظمات المعنية بتحمل مسؤولياتها وتدارك خطورة الموقف سواء في مخيم مورك أو في مخيمات أخرى في البلاد، تعاني من وضع مشابه.

وترسل مستشفيات إدلب حاليًا عينات إلى مختبرات في تركيا لفحصها وتحليلها، وفق منظمة الصحة العالمية التي حذرت من خطر أن يطال الوباء المخيمات المكتظة بنازحين "يعيشون في ظروف تجعلهم عرضة للعدوى".

ونزح منذ كانون الأول/ ديسمبر الفائت، نحو مليون شخص من مناطق سيطرة هيئة تحرير الشام (جبهة النصرة سابقًا) والفصائل المسلحة المعارضة في إدلب ومحيطها، على وقع التصعيد العسكري الأخير الذي استمر نحو 3 أشهر، قبل إعلان وقف لإطلاق النار.

ولجأ الجزء الأكبر من هؤلاء، إلى المنطقة الحدودية مع تركيا حيث تنتشر مخيمات النازحين العشوائية أو إلى مدارس ومساجد وأبنية قيد الإنشاء تفتقد لأبسط مقومات الحياة والخدمات الرئيسة.

ولا يختلف الوضع كثيرًا بالنسبة لمخيمات النازحين في المناطق الخاضعة لسيطرة قوات سوريا الديمقراطية، المدعومة من واشنطن، شمال شرق البلاد، حيث توجد العديد من المخيمات التي تفتقر إلى أبسط المستلزمات.

وأعربت منظمة الإنقاذ الدولية عن قلقها حيال احتمال انتشار فيروس كورونا شمال شرق سوريا خاصة بعد توقف وصول المساعدات الأممية إلى المنطقة إثر إغلاق معبر اليعربية الحدودي مع العراق، بقرار من مجلس الأمن.

وقالت منظمة الإنقاذ الدولية في تقرير، إن قدرة العديد من المنظمات الإنسانية على تلبية احتياجات الرعاية الصحية لمن يعيشون في مخيمات شمال شرق سوريا، مثل مخيم الهول، الذي يؤوي نحو 70 ألف شخص، أصبحت صعبة.

وحذرت منظمة الإنقاذ الدولية من نقص الأدوية أيضًا شمال شرق سوريا، وعدم القدرة على شراء المعدات اللازمة للاستجابة لتفشي المرض الذي يمكن أن ينتشر بسرعة، مطالبة المجتمع الدولي باتخاذ إجراءات عاجلة لدعم الجهود الإنسانية لزيادة التأهب والاستجابة لفيروس (كورونا المستجد) شمال شرق سوريا وعموم البلاد.

ورغم الإجراءات الاحترازية التي أقرتها الإدارة الذاتية كحظر التجوال وإغلاق المدارس والجامعات والأسواق وإلغاء الاحتفالات والتجمعات، وتخصيص أماكن للحجر الصحي، إلا أنها ناشدت المجتمع الدولي لمساعدة المنطقة بسبب ضعف الإمكانيات في القطاع الصحي.

ومن بين الصعوبات التي تواجهها الجهات الصحية شمال شرق سوريا، عدم وجود أجهزة خاصة بالكشف عن المرض، ناهيك عن حاجتها المستمرة للأدوية المستخدمة في مواجهة أعراض الفيروس.

ويعيش مئات الآلاف من النازحين في 7 مخيمات شمال شرق سوريا، هي مخيمات: (الهول، والعريشة، ومخيم روج، ونوروز، وتل السمن، ومخيم الشهباء، ومخيم واشو كاني).

ويؤكد المسؤولون في مخيمات شمال شرق سوريا، حاجتهم الماسة لدعم المنظمات الدولية من أجل تأمين المعقمات ومواد التنظيف والماء، نتيجة توقف الأمم المتحدة عن إرسال الإمدادات الطبية عبر معبر اليعربية منذ كانون الثاني/ يناير الماضي.

إلى ذلك، ناشدت هيئة العلاقات العامة والسياسية بمخيم الركبان المنسي على الحدود الأردنية/ السورية، في "نداء إنساني" المملكة الأردنية لإغاثة قاطني مخيم الركبان الذين يعانون من ظروف سيئة، مشيرة إلى وجود حالات صحية حرجة في المخيم.

وشددت الهيئة على مراعاتها لحرص الأردن على الحفاظ على أمنه وسلامته والإجراءات المتخذة من قبله للوقاية من فيروس کورونا، لكنها دعت في الوقت ذاته إلى مراعاة بعض الحالات الصحية الحرجة في المخيم والسماح لها بالعلاج في مستشفيات المملكة.

وسبق للهيئة أن ناشدت مكاتب الأمم المتحدة والمجتمع الدولي، بضرورة التحرك بشكل جدي ومباشر لإغاثة قاطني المخيم، في ظل تفشي فيروس كورونا في عدد من دول العالم، وتسجيل إصابات في سوريا والدول المجاورة.

وترى منظمات إنسانية أن سوريا معرضة بشدة لخطر تفشي المرض بسبب النظام الصحي الهش الذي دمرته حرب استمرت 9 سنوات ونقص المعدات للكشف عن الفيروس.

وقالت الأمم المتحدة واللجنة الدولية للصليب الأحمر، الثلاثاء الماضي، إن هناك حاجة لوقف فوري لإطلاق النار في جميع أنحاء سوريا حتى تنجح جهود القضاء على كورونا، مشددة على أن السجناء وملايين النازحين مهددون بشكل خاص.

الأكثر قراءة

No stories found.
logo
إرم نيوز
www.eremnews.com