الليزر .. ثورة في طب العيون
الليزر .. ثورة في طب العيونالليزر .. ثورة في طب العيون

الليزر .. ثورة في طب العيون

يُعتبر استخدام الليزر أحدث الطرق العلمية في علاج قوة الإبصار لدى المرضى، ولا شك أنه منذ بدء الخليقة والإنسان يحاول مراراً وتكراراً استخدام الثروات الطبيعية التي خلقها الله وسخرها لصالح الإنسان، وفي العصور القديمة كان الإنسان القديم يستخدم حجر الصوان، واحتكاكه في توليد طاقة النار لاستخدامها في الإنارة وطهي الطعام، ثم استخدم الزجاج العاكس، وبعدها بفترات طويلة استُخدمت العدسات المحدبة لتركيز أشعة الشمس، وتحويل طاقتها الضوئية إلى طاقة حرارية يستطيع الإنسان أن يستخدمها، واليوم يستخدم الطب طاقة الليزر في العلاج، وقد أثبتت نجاحات مُستمرة وعالجت معظم الحالات الخاصة بضعف البصر.

في كتاب "الليزر .. ثورة في طب العيون" تأليف د.مدحت الحناوي، الصادر الهيئة المصرية العامة للكتاب ، يقدّم تعريفاً لشعاع الليزر، قائلاً: هو شعاع ضوئي يمكن تخليقه من ضوء الشمس، وذلك لأن ضوء الشمس الأبيض هو عبارة عن مجموعة من ألوان الطيف، وشعاع الليزر هو نشاط كهربائي خلال مروره داخل غاز معين، ويتم تقويته بالتأمين من الغاز خلال وجوده في أنبوبة، ويخرج ويتم تقويته مراراً وتكراراً خلال عدسات ومرايا مختلفة حتى نصل به إلى قطر يساوي 50 ميكرون (الميكرون هو 1/ 1000 من المليمتر)، وكلمة ليزر تعني بالعربية تقوية الضوء لكي يشبه الإشعاع المنبثق.

عين الإنسان

ثم ينتقل د.مدحت إلى الحديث عن الصفة التشريحية لعين الإنسان، قائلاً: تتكوّن عين الإنسان من المقلة (العين) داخل الحجاج (الفراغ العظمي في الجمجمة) ومُحاطة بنوعين من الحماية: الأول: وسادة دهنية حول العين من كل اتجاه، والنوع الآخر من الحماية: هو الجفون التي تقوم بتشحيم العين عن طريق الخلايا، التي تفرز مادة دهنية على القرنية حتى لا يُصيبها الجفاف. وتوجد ست عضلات تحيط العين من كل اتجاه، لكي تستطيع أن تقوم بحركتها بسهولة عن طريق هذه العضلات، وفي آخر نقطة في العين يتم تجميع كابلات وأسلاك وألياف الشبكية العصبية إلى العصب البصري، وهو كابل كبير يصل إلى المخ لنقل الإشارات الكهربائية وتجميعها في خلايا المخ إلى صورة مرئية.

عيوب الإبصار

ويقسّم المؤلف عيوب الإبصار إلى قصر النظر وأسبابه: إما أن العين أكثر من 23 مم أو تحدب سطح القرنية أكثر من اللازم، وطول النظر: يكون طول العين أقل من 23 مم أو تحدب سطح القرنية أقل من اللازم ليكون مُسطحاً، وبالتالي فإن انكسار الأشعة يكون من بؤرة خلف العين ولا ترى العين الصورة بوضوح، أما الانكسار أو الاستجماتزم: (اللانقطية أو اللابؤرية)، فهو عدم انتظام تكوُّر سطح القرنية وتعرُّجها، كأن يكون جزء منها محدباً، وبالتالي يمكن أن تتكوّن الصورة على الشبكية في نقطة واحدة، وتكون مهزوزة لا يستطيع المريض أن يراها بسهولة.

قصر النظر

ويتطرق المؤلف إلى استخدام الليزر في تصليح قصر النظر، لأنه موضوع الكتاب وموضوع الساعة، والفكرة هي تركيز ليزر الإكزيمر بقطر 5 مم على سطح القرنية ويبدأ بدائرة صغيرة جداً، ثم تقع الدائرة مع كل طلقة من طلقات الليزر حتى يصل قطر الدائرة إلى 5 مم، والغرض من هذه الطريقة أن يتم تفكُّك جزيئات من سطح القرنية، وتتبخر في الهواء فيصبح السطح أقل تحدُّباً، وبالتالي يقل قصر النظر ويتحسن الإبصار.

أما مزايا طريقة الليزر لعلاج قصر النظر، فهي آمنة تماماً ومحددة بدقة الكمبيوتر، لا تتدخل فيها يد الإنسان أو الجرَّاح، لا يشعر بها المريض مطلقاً، ولا تستغرق أكثر من دقائق معدودة، تصلح قصر النظر حتى 6 درجات بسهولة شديدة، ويمكن إجراء هذا النوع من العلاج في الأرقام الكبيرة، ومن أهم مزايا هذه الطريقة إزالة سحابات القرنية السطحية، وهي ميزة هائلة تغني عن عمليات ترقيع القرنية في معظم المرض.

وفي المقابل نجد عيوب طريقة الليزر لعلاج قصر النظر: الجهاز غالي الثمن والطريقة مُكلفة بعض الشيء، ويوجد المضاعفات التي يمكن علاجها، قوام علاج قصر النظر بعد الليزر هو الاستمرار في قطرة الكورتيزون لتأخير الالتئام وعدم رجوع قصر النظر.

إجراء الجراحة

يوم إجراء جراحة الليزر تُستخدم القطرات الآتية: قطرة مضاد حيوي، قطرة تخدير، ويتم تغطية العين أثناء الجراحة، وذلك ليسهل التركيز بالعين التي سوف تحدث لها جراحة الليزر، وتثبيت وضعك الصحيح تحت الميكروسكوب، ثم تقوم العين بالثبات تماماً والتركيز على ضوء أخضر مُشع داخل دائرة حمراء خلال إجراء الجراحة، وسوف يصدر من الليزر صوت بسيط أثناء الجراحة ثم صوت آخر أثناء تشكيل سطح القرنية بواسطة شعاع الليزر، وتستغرق العملية حقيقة من 15 - 60 ثانية، أما في بعض الحالات التي بها قصر نظر مع استجماتزم فسوف تلاحظ أن هناك وقتاً بين تعدُّد فرقعة الليزر، وذلك لأن الكمبيوتر يقوم بتصحيح قراءاته.

وفي خاتمة الكتاب، يقول د. مدحت الحناوي: والآن أصل إلى نهاية الكتاب وأسال القارئ: مَن هو المستفيد في هذه القصة؟ ومَن هو الذي تقع عليه الأضرار؟ المستفيد هو المريض المصري أولاً وطبيبه الذي يجري له جراحة الليزر ثانياً .. أليس كذلك؟ والمتضرر الوحيد هو الطبيب الذي لا يستطيع أن يواكب التقدم ويخسر المريض، ويذهب مريضه إلى مَن يستطيع أن يقدّم له خدمة أكبر وأحسن وأكثر تطوراً، ولكن علينا توظيف أحدث ما وصل إليه العلم الحديث في علاج جراحة العيون.

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com