وزير الصحة اللبناني يفضح 55 مؤسسة غذائية فاسدة
وزير الصحة اللبناني يفضح 55 مؤسسة غذائية فاسدةوزير الصحة اللبناني يفضح 55 مؤسسة غذائية فاسدة

وزير الصحة اللبناني يفضح 55 مؤسسة غذائية فاسدة

بيروت - يشهد لبنان منذ يومين سجالاً إعلاميًا حادًا بين وزيري السياحة والاقتصاد من جهة ووزير الصحة من جهة أخرى، بعد كشف الأخير عن أسماء العشرات من المطاعم والمحلات التجارية الكبيرة ومحال الحلويات التي تبيع موادا غذائية "غير مطابقة" للمعايير الصحية المطلوبة ما أثار ضجة لدى الرأي العام اللبناني.

وأعلن وزير الصحة اللبناني، وائل أبو فاعور، خلال مؤتمر صحفي اليوم الخميس، عن لائحة جديدة تتضمن أسماء 18 مطعمًا ومحلاً تجاريًا مخالفة للمعايير الصحية، ليصل عدد المؤسسات المخالفة التي أعلن عنها حتى الآن إلى 55 بعد أن كان كشف في وقت سابق عن 37 مؤسسة مخالفة.

واستغرب أبو فاعور "الطعن من الحكومة عبر مواقف بعض الوزراء الذين استنكروا هذه الحملة".

وانتقد كلا من وزير السياحة، ميشال فرعون، ووزير الاقتصاد، آلان حكيم، متسائلا "لماذا يغتاظ البعض من الأعمال التي تقوم بها وزارة الصحة؟.. ونحن كنا نتوقع من الزملاء (الوزراء) أن يدعوا إلى تفعيل هذه الأعمال وليس أن يقوموا بمحاربتنا".

ومضى قائلا: "هل إذا حاربنا الأطعمة الفاسدة نؤذي الاقتصاد؟ أي اقتصاد تريدون؟ هل تريدون اقتصادًا فاسدًا يقوم على جثة المواطن؟ والتستر على أصحاب المؤسسات؟".

وأضاف: "نحن لا يهمنا سوى صحة المواطن والمزارع، نحن في تصرف وزارة الاقتصاد وسنساعد وعلى كل وزير أن يقوم بعمله في وزارته".

وتوجه أبو فاعور لوزير السياحة، ميشال فرعون، الذي كان قد اعتبر أن الإعلان عن أسماء هذه المؤسسات "يسيء إلى السياحة"، قائلا "ألا يعرف أنه لا يوجد سياحة في البلد بسبب الأوضاع الأمنية؟ هل مشكلة السياحة هي فقط أننا كشفنا بعض الفساد الغذائي؟ وهل المطلوب سياحة الصرف الصحي في المأكولات؟".

وما هي إلا دقائق حتى رد فرعون وحكيم مجددًا على أبو فاعور قبيل دخولهما جلسة مجلس الوزراء في السراي الحكومي في بيروت اليوم الخميس والمخصصة لهذا الموضوع وسلامة الغذاء في البلاد، حيث قال فرعون إن "ما عرضه مضر بالسياحة"، مشيراً الى أن "هناك شكوكًا في العينات وهذا ما يخلق هواجس عند الرأي العام".

من جانبه، جدد حكيم موقفه من القضية بالقول إنّ "الإعلان عن فساد الغذاء بهذا الشكل مضر بالصناعة والسياحة"، معتبرا أن "الملفات من هذا النوع يجب معالجتها بطريقة أخرى بعيدًا عن الإعلام".
وكان فرعون قال، الأربعاء، خلال حديث صحفي إنّ ما قام به وزير الصحة "يدخل في باب التشهير بهذه المؤسسات"، مؤكدا أن "أكثر من 90 بالمئة من المطاعم سليمة ولبنان معروف بتقاليده بمجال الصحة والسياحة والنظافة كبلد حضاري واستثنائي في هذا المجال".

يذكر أن أبو فاعور أعلن الثلاثاء الماضي خلال مؤتمر صحفي عن لائحة بأسماء 37 محلا ومتجرًا ومطعمًا تبيع مواد غذائية "غير مطابقة لمواصفات السلامة الغذائية والتي يحتوي بعضها على سالمونيللا وE.coli والبكتيريا الهوائية"، مؤكدا أنه بهذه التسمية "لا يسعى إلى التشهير بأحد أو الإساءة أو التجريح أو قطع الأرزاق، إنما إحساسا بالمسؤولية تجاه المواطنين".

‫خطوة أبو فاعور التي وصفها الكثيرون بأنها "سابقة في لبنان" لاقت الكثير من الدعم، كان أبرزها من النائب وليد جنبلاط، رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي الذي ينتمي إليه أبو فاعور، الذي قال اليوم الخميس، في تغريدة على موقع تويتر "كل الدعم لوائل في مواجهة وزراء الفساد وكارتل (محتكري) المطاعم ووكلاؤهم"، معتبرا أنها "معركة حماية المواطن".

أما العالم الافتراضي، فاشتعلت فيه صفحات مواقع التواصل الاجتماعي، مظهرة انقسامًا جديدًا بين اللبنانيين، حيث اتجه فريق منهم للإشادة بخطوة أبو فاعور مؤكدين دعمه حتى النهاية، واختار فريق ثان الوقوف إلى جانب أصحاب المؤسسات المعلنة أسماؤها، معتبرين أن خطوة وزير الصحة "تشهير مسبق"، في حين ظهرت فئة ثالثة متهكمة على الموضوع بتعليقات ساخرة عن الطعام الذي يأكله اللبناني.

محمد اليوسف، كتب على صفحته على موقع الفيسبوك: "لأول مرة في لبنان يخرج علينا وزير بهذه الجرأة ليدافع عن صحة المواطن بوجه أصحاب المطاعم الذين لا هم لهم إلا جيوبهم"، ليخالفه حسين مشيك الذي اعتبر أن هذه الخطوة "تشهير، واستباق للتحقيقات... بالرغم من أننا لا ننكر فسادًا كثيرًا مما نأكل".

أما جو كيوان، فسخر من الأمر حيث كتب "لم يكن أمام اللبناني بكل ما يعانيه، إلا أن يأكل ويشرب من مياه الصرف الصحي... صحة وهناء على أمل أن يولد عندكم الوعي".

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com