لماذا يعد التخلص من "الديتوكس" مضرًا بالصحة؟
لماذا يعد التخلص من "الديتوكس" مضرًا بالصحة؟لماذا يعد التخلص من "الديتوكس" مضرًا بالصحة؟

لماذا يعد التخلص من "الديتوكس" مضرًا بالصحة؟

يتجه كثير من الناس لاتباع حمية إزالة السموم "الديتوكس"؛ لزيادة جمالهم وتحسين صحتهم، أو للبدء بنظام إنقاص وزن أو إزالة "لسموم" غير محددة من الجسم.

بيد أن خبراء الصحة يحذرون، من أن مطهرات الجسم من السموم ليست فقط غير فعالة بل خطيرة أيضًا.

والآن وأكثر من أي وقت مضى، بدأوا يحثون الأشخاص المتعلقين بفكرة "أهداف السنة الجديدة"، بعدم السقوط ضحية للحميات الغذائية السهلة المبتدعة التي قد تكون ضارة، وفق صحيفة "ديلي ميل" البريطانية.

وقالت الصحيفة، إن أي حميات وأنظمة إزالة السموم "الديتوكس" المنتشرة غير فعالة، وقد تكون مهددة للحياة، لافتة إلى وجود الكثير من الطرق لإزالة السموم أو "الديتوكس".

حميات فعالة

أنظمة ووصفات إزالة السموم "الديتوكس" الموجودة كثيرة، ومن أكثرها استخدامًا وانتشارًا بين المشاهير بمن فيهم بيونسيه وجوينيث بالترو وجاريد ليتو، هي حمية "الديتوكس بالليمون"، المسماة "سيد مطهري الجيم من السموم".

هذه الحمية عبارة عن برنامج غذائي لمدة 10 أيام، تستبدل خلالها الوجبات بشراب يتكون من لا شيء سوى عصير الليمون والماء والفلفل الحار وشراب القيقب. يفترض بهذه الخلطة أن تزيل السموم وتساعد على خسارة الوزن ومنح الشعر والبشرة مظهرًا صحيًا مضيئًا.

ومن طرق "الديتوكس" الأخرى المتبعة، هي حمية خل التفاح لمدة ثلاثة أيام، يشرب خلالها الناس ملعقتي طعام من خل التفاح المخلوط بالماء قبل الوجبات. ويفترض أن يؤدي المشروب إلى جعل من يشربه يشعر بجوع أقل، ويجعل تجنب تناول الوجبات الخفيفة أسهل.

كما تأتي حميات "الديتوكس" على هيئة أنظمة غذائية نيئة، حيث يتناول الأشخاص أطعمة غير مطبوخة يوميًا، مثل الكرنب الأجعد والمكسرات والبذور والفواكه المجففة وجوز الهند والأفوكادو وزيت الزيتون وجبن الماعز.

تطهير القولون

بهذا النوع من الحميات، يسعى العديد من الأشخاص إلى تخليص القولون من المواد البرازية وغيرها من السموم غير المحددة العالقة فيه.

وبعض أساليب تطهير القولون تتضمن حقن شرجية من القهوة، كالتي اعتمدتها جوينث بالترو، وهي أسلوب "ملينات".

ويستخدم خلال الحقنة الشرجية جهاز لحقن القهوة الساخنة إلى الجزء السفلي من الأمعاء الغليظة من خلال المستقيم.

ويعتقد أن العملية تساهم في تخليص الكبد والكليتين من عدد من السموم غير المحددة، منها سموم مسببة للسرطان.

وتحتوي "الملينات" التي تأتي بالكثير من الأشكال كحبة دواء أو قرص للمضغ أو كسائل، على مواد كيميائية تخفف كثافة البراز وتزيد حركات الأمعاء.

وأشارت الطبيبة، سوزان بيسير، وهي إحدى مقدمات الرعاية الصحية الأولية في مركز "ميرسي الطبي Mercy Medical Center "، أن "الملينات تحتوي في العادة على نسب مرتفعة من الأملاح التي تمتص السوائل؛ وذلك من أجل سحب الماء من الجسم إلى الأمعاء لتسريع حركات الأمعاء."

وعادة ما توصف "الملينات" من قبل الأطباء؛ لتخفيف الإمساك، ولكن يستخدمه الكثير من الناس لتطهير القولون.

تحذيرات

ويحذر الخبراء من أنه ما لم تكن هذه الحميات سابقة لاتباع نظام غذائي صحي، فإن حميات "الديتوكس" ومطهرات القولون غير المتكررة، لا تفعل شيئًا لتخليص الجسم من السموم.

وقالت الدكتورة لورين ستريشر، وهي أستاذ مساعد في جامعة "نورث وسترن"، لصحيفة "دايلي ميل": "أكثر أنظمة إزالة السموم لا تملك فوائد طويلة الأمد، إلا إذا كانت البادرة لاتباع نظام غذائي صحي".

وتوضح الدكتورة بيسير، أن "الجسم قادر بشكل مثالي على تخليص نفسه من السموم". وتضيف: " كل جزء من الجسم يقوم بتطهير وإعادة إنعاش نفسه."

ويعد الكبد والجهاز الهضمي والكليتان أبرز مزيلات السموم من الجسم.

وأشارت بيسير إلى أن الجهاز الهضمي يرشح الفضلات لخارج الجسم؛ لذلك تعد مطهرات القولون غير ضرورية.

وعندما يمر الطعام خلال الجهاز الهضمي، يتم امتصاص العناصر الغذائية في الأمعاء العليا، ثم يتم نقل الفضلات إلى القولون وإخراجها لاحقًا من الجسم.

وتابعت بيسير: "يعتقد الناس أنهم من خلال طرد كل ذلك من القولون يتخلصون من السموم. لكن في الواقع كل ما هو في القولون مقدر له الخروج من الجسم".

كما تنقي الكليتان الدم من السموم وتتخلص منها على شكل بول، بينما يزيل الكبد السموم من خلال تغيير التركيبة الكيميائية للعديد من السموم؛ مما يسهل على الجسم التخلص منها.

وأضافت ستريشر: "إن كانت الكليتان لا تقومان بعملهما، ستحتاج لعملية غسيل كلى، وليس خل التفاح".

كما أن الرئتين مجهزتان لإزالة السموم؛ حيث تنظفان الهواء فور دخوله، ويقوم الناس بإخراج الفضلات العالقة فيه من خلال الزفير، وفق بيسير.

بيد أن هذا لا يوضح سبب زعم الكثير من الناس لشعورهم الجيد وامتلاكهم نشاطًا أكبر بعد إتباعهم حمية "ديتوكس".

وتكشف ستريشر، أن هذا الشعور ليس بسبب حمية "الديتوكس" نفسها، بل من عدم استهلاك أطعمة مصنعة.

وقالت: "فكرة أن حمية إزالة سموم ستخلص الجسم من السموم ليست دقيقة، سبب شعور الناس بحال أفضل بعد الحمية [لا يعود إلى أنهم يخلصون جسمهم من السموم]، بل لأنهم لا يدخلون الأطعمة قليلة الفائدة في أنظمتهم".

وذكرت أن العديد من الأشخاص يشعرون بالكسل أو "القرف"، من بعد تناول الكثير من الأطعمة السريعة المصنعة أو الأطعمة التي تحتوي على نسبة عالية من الصوديوم والدهون و السكر.

لكن هذا لا يعني أنهم بحاجة لإجراء حمية إزالة سموم، بل يعني أنه يجب عليهم ألا يتناولوا هذا النوع من الأطعمة مجددًا، أو على الأقل التقليل من تناولها.

هل "الديتوكس" ضار؟

وبالإضافة إلى كون حميات إزالة السموم غير فعالة، قد تكون ضارة في نفس الوقت.

وبينت الطبيبة بيسير، أن "الملينات" أكثر خطورة من العصائر أو حميات "الديتوكس" الأخرى؛ إذ تحفز "الملينات" الجهاز الهضمي وتسرع حركات الأمعاء. وقالت إن باستطاعة هذا أن يسرع عملية الهضم لدرجة عدم امتصاص المواد الغذائية من الطعام في الأمعاء الدقيقة.

ونظرًا لتسبب "الملينات" بالإسهال، هي أيضًا تملك القدرة على إصابة الفرد بالجفاف والضعف العام، والرؤية الضبابية، والإغماء وتلف الكلى.

وأطلعت ستريشر "دايلي ميل" سابقًا على أن مخاطر حقن القهوة الشرجية تفوق فوائدها. بما أن القهوة تعد مشروبًا ساخنًا، فإن حقنة داخل فتحة الشرج يمكن أن يسبب الحروق. كما يمكن أن يتسبب جهاز الحقن بالضرر للأمعاء ومسالكه من خلال ثقبه.

وفي الوقت نفسه، غالبًا ما يتخلص الأشخاص، الذين يتبعون حميات تنطوي على شرب طعامهم، من قشور وألياف الفواكه والخضراوات، ويحصلون على كميات هائلة من السكر وما لا يكفي من العناصر الغذائية والألياف.

وتابعت الدكتورة بيسير: "إن كنت تتبع نظام العصائر، أنت لا تخلص جسمك من السموم، بل تتناول كميات زائدة من السكر".

وفيما يتعلق بحميات إزالة السموم والتطهير، أضافت ستريشر أنه لا توجد أي مخاطر صحية لها إن تم اتباعها لبضعة أيام فقط.

لكن عند اتباع الناس لحميات إزالة السموم والتطهير لفترات طويلة، عندها لا يحصلون على القدر الكافي لجسمهم من الفيتامينات والمواد المغذية التي يحتاجونها.

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com