ممارسة الرياضة..وقاية للجسم وتسلية للصائم
ممارسة الرياضة..وقاية للجسم وتسلية للصائمممارسة الرياضة..وقاية للجسم وتسلية للصائم

ممارسة الرياضة..وقاية للجسم وتسلية للصائم

في شهر رمضان تجدد كافة الأنشطة، فكأنما هي من قبل في غضون عامها المنصرم قد عُلقت ووُغلت أياديها، فتدخل في حالة من البيات الشتوي، حتى لا يكاد يشغل بها أحد، فكأنما على سبيل المثال أن الرياضة ويومها لم يأتِ، حتى إذا جاء رمضان أفاقت من غفوتها، وكأن روحاً قد دب في أوصالها فإذا الميادين قد مُلئت عن أرجائها من كل عمر، هي روح من البهجة تفرغ طاقاتها في ألعاب الرياضة فتنتشي من كأس مودتها الأنفس، تحظى الألعاب الرياضية باهتمام خاص من الشباب والأطفال خلال أيام وليالي شهر رمضان، وفي كل عام تتجدد المسابقات في شتى الألعاب ككرة القدم والسلة، ويشارك الكبار الصغار في اللعب والمرح، حيث لا تهدأ الحركة، ولا يتوقف النشاط والمسامرة حتى موعد أذان الفجر، وتتعد أنواع وممارسة ألعاب الرياضة في شهر رمضان، ولها في مصر تاريخ قديم لدى المصريين، خاصة في القاهرة الفاطمية والمملوكية، فكان الأمراء يقومون بألعاب السيوف والمبارزة، ليتحلق حولهم جمع غفير في الميادين، ويقومون بتشجيعهم والثناء على أصحاب اللمحات الماهرة، والمواهب الخاصة في فنون القتال، وعادة ما يتصافح المتبارزان بعد انتهاء ألعابهما بالسيوف، أو التسديد بالسهام على هدف من الأهداف الصعبة، كأن تحدد علامات على جدار أو شجرة، ليبتعد رامي القوس بضعة أمتار، لينطلق السهم ويصيب الهدف وسط تصفيق وتهليل الجماهير.. وعادة ما كانت مثل هذه الألعاب الرياضية، تُقام ساعات النهار، وقبل انطلاق مدفع الإفطار، نظراً لخطورتها، فالخطأ قد يتسبب في إصابة أو قتل أحد اللاعبين.

ألعاب مندثرة

وهناك ألعاب أخرى كان المصريون يمارسونها، وبعضها اندثر مثل النحلة التي يمسك بها الأطفال ويلفونها بخيط ثم يقذفون بها إلى الأرض، وهي قطعة خشبية أشبه بحبة الكمثرى في جزئها المدبب يبرز سن حديدي، وحين تسقط على الأرض تدور كالنحلة.. وأيضاً لعبة السيجة وهي لعبة ريفية، يمارسها الفلاحون في الزمن الماضي، وكانت تمارس إلى عهود قريبة، ولكنها انمحت بفعل التطور الذي طرأ على الريف المصري، حتى أن الصغار يتأملون هذه الألعاب بشيء من التعجب والدهشة، عندما يرون أجدادهم يمارسونها وهم جلوس في المندرة بعد صلاة العشاء والتراويح، يتندرون بحكايات وطرائف شهر رمضان في الماضي، يتسابقون للعب السيجة.

والمثير للدهشة أن هذه لعبة أوروبية انتقلت إلينا من الفرنسيين، وفيها يتم تخطيط مستطيل على الأرض، يتكون من تسعة مربعات صغيرة، والمطلوب عبور هذه المربعات بطريقة خاصة هي طريقة الحجل واللاعب أو "اللاعبة" التي لم يصبها الحظ في عبور المربعات تخرج أو "يخرج" من اللعبة، ليكون الفائز هو صاحب المربعات الكاملة داخل المستطيل.. ولعل المصريين اشتقوا منها الكثير من الألعاب للكبار، وهي عبارة عن رسم مستطيل على الأرض، ولكن على طريقة الشطرنج يتم تقفيل خانات معلومة، والفائز هو من يستطيع تسديد الخانات قبل اللاعب الآخر.

ولكن مع التطور وتعاقب الأجيال، استحدثت الكثير من الألعاب مثل السلم والثعبان، وبنك المعلومات والغرض منها تسلية الأطفال الصائمين، والذين يحاولون صوم بعض أيام من شهر رمضان، فيأتي رب العائلة بهذه الألعاب التي تفتح أذهان الصغار وفي ذات الصوم تشكل لهم تسلية أثناء ساعات الصوم.

ألعاب خطرة

ومن الألعاب التي لازال الأطفال يمارسونها حتى الآن، هي لعبة الاستغماية، والحمامة طارت، ولعبة المدفع، وهي من الألعاب الخطرة والمزعجة في آن واحد، فالمدفع عبارة عن قضيبين من الحديد تجري فوقهما قاطرة صغيرة تسمح بوضع أحمال من الحديد عليها، وفي نهاية القضيبين، اللذين يكونان مائلين إلى أعلى، يوجد مصد حديدي، أما في مقدمة القاطرة، فيوجد مكان تثبت به حبة من حبات البمب، فإذا نجح اللاعب في دفع المدفع، لتصطدم بالمصد الحديدي تنفجر البمبة ويعلن انتصار اللاعب.

وغالباً ما يتصدى لهذه اللعبة الشباب من ذوي العضلات المفتولة، للمفاخرة بقوتهم، بينما تفشل محاولات الأطفال والصبية في تجريب هذه اللعبة، فيلجأون إلى لعبة أخرى تُسمى المدفع أيضاً، وهي تنتشر في الأحياء الشعبية والراقية على حد سواء بشكل ملحوظ، حيث يمسك الطفل بقطعة حديدية على هيئة قلم بها تجويف يسمح بحشوه بالبمب أو رؤوس أعواد الثقاب، ثم تدخل في التجويف قطعة حديدية مدببة، ومتصلة بجسم المدفع بخيط، ليمسك بها الطفل ويرطمها في الجدار لينطلق صوت يصم الآذان، وعادة ما يتكاثر هذا الضجيج فور انطلاق مدفع الإفطار ثم يتلاشى تدريجياً.

وتكثر في ليالي رمضان الألعاب الرياضية الأخرى مثل ألعاب القوى، أو رفع الأثقال، وهي لعبة قديمة تعود إلى أيام الفراعنة، حيث يتبارى الشباب في حمل الأثقال وسط تهليل الجماهير وصياحهم، ومع تزايد بناء النوادي الاجتماعية ومراكز الشباب، اتسعت دائرة الإقبال على الممارسات الرياضية المختلفة، وفي شهر رمضان تنظم العديد من المسابقات والتي تقام بعد صلاة العشاء ليشارك فيها أعداد هائلة من الشباب.

كما تشهد القاهرة إقبالاً متزايداً على السهرات الرياضية في السيرك الشعبي، الذي يقدم فقراته في الأحياء الشعبية كالحسين والدراسة، ويقبل عليها الأطفال والكبار على حد سواء، حيث يكون الدخول لمشاهدة العروض بأسعار رمزية لا تتجاوز الجنيه الواحد، وهو ما يدفع الملاهي أن تدخل إلى حلبة المنافسة لتستقطب روّادها، وتعلن عن جوائز وهدايا للأطفال، والألعاب التي تجتذب سائر الأعمار، مثل غرفة المرايا، والمراجيح والقطار وبيت الأشباح والعربات الكهربائية وغيرها من الألعاب، وهكذا تتسابق النوادي والساحات الشعبية والملاهي والسيرك في جذب الروّاد، الذين يطيب لهم ممارسة الرياضة أو التمتع بمشاهدتها طوال أيام وليالي رمضان.

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com