نيويورك تايمز عن مسؤولين إيرانيين: قاآني وصل بيروت بعد مقتل نصرالله
بينما تتطور الثقافات المؤسسية، يكتسب أسبوع العمل المكون من أربعة أيام زخمًا كحل محتمل للتقليل من إرهاق العمل والاحتفاظ بالمواهب.
وبحسب تقرير نشره موقع ABC News، يشدد "ديل ويلهان"، المدير التنفيذي لمنظمة "4 Day Week Global"، على ضرورة إعادة التفكير في نماذج العمل التقليدية.
وتعمل منظمته على توجيه الشركات خلال الانتقال إلى ساعات العمل الأقصر، وهو ما حقق نجاحًا في مناطق مثل أستراليا وأوروبا. ومؤخرًا، أطلقت اليابان حملة تشجع الشركات على اعتماد جدول عمل من أربعة أيام.
ورغم أن الشركات الأمريكية كانت أبطأ في تبني هذا الاتجاه، إذ أفاد 8% فقط من الموظفين بدوام كامل في استطلاع غالوب لعام 2022 أنهم يعملون أربعة أيام في الأسبوع، بزيادة عن 5% في عام 2020، إلا أن هذا الرقم قد يرتفع قريبًا مع اعتراف المزيد من المنظمات بفوائد هذا النموذج.
فوائد العمل لأربعة أيام
وأكد ويلهان أن على الشركات أن تأخذ بعين الاعتبار أسبوع العمل المكون من أربعة أيام كاستجابة إستراتيجية للتحديات المتزايدة في مكان العمل.
واستشهد بارتفاع معدلات الإرهاق، وأزمات التوظيف والاحتفاظ، وزيادة مستويات الضغط، والمخاطر الصحية المرتبطة، مثل أمراض القلب والسكري، كقضايا ملحة تستدعي التغيير في هياكل العمل.
علاوة على ذلك، سلط ويلهان الضوء على التأثير البيئي للتنقلات الطويلة، التي تسهم في تغير المناخ، كعامل مهم يستدعي تغيير أنماط العمل.
وتاريخيًا، شهدت أنماط العمل تحولات كبيرة، حيث كانت الأنظمة القديمة تتطلب حضورًا مستمرًا ومجهودًا بدنيًا عاليًا، مثل الزراعة التي تعتمد على العمل لساعات طويلة. مع التقدم الصناعي، ظهرت وظائف تتطلب الالتزام بأهداف إنتاج صارمة، ما أدى إلى تطوير ممارسات إدارة تركز على كفاءة العمل.
ويعكس هذا التحول الانتقال من الوظائف البدنية المرهقة إلى الأدوار الحديثة التي تعتمد بشكل أكبر على القدرات العقلية، مما يبرز عدم التوافق بين هيكل العمل التقليدي الذي يعتمد على 40 ساعة عمل أسبوعيًا واحتياجات القوى العاملة الحالية.
وشدد ويلهان على أن تقليل ساعات العمل يمكن أن يؤدي إلى زيادة الإنتاجية، فعندما يحصل الموظفون على وقت كافٍ للراحة والاسترخاء، يعودون إلى العمل بمزيد من الالتزام والكفاءة.
وأضاف التقرير جانبا آخر حاسما في أسبوع العمل المكون من أربعة أيام، وهو إمكانيته في معالجة الفجوات الجندرية في مكان العمل، إذ يشير ويلهان إلى أن نسبة كبيرة من العاملين بدوام جزئي هم من النساء، مما يؤدي غالبًا إلى تقليل الأجر. ومع ذلك، تشير الأدلة من التجارب إلى أن هؤلاء العمال يمكنهم تحقيق إنتاجيات مشابهة لنظرائهم الذين يعملون بدوام كامل.
بالتالي، يعزز تنفيذ أسبوع العمل المكون من أربعة أيام كلاً من الرجال والنساء لتحمل المزيد من المسؤوليات الأسرية والتربوية، مما يكسر حلقة عدم المساواة التي تنشأ غالبًا عندما تلجأ النساء إلى العمل بدوام جزئي لتحقيق التوازن بين العمل والحياة الأسرية.
وبهذا، يقدم أسبوع العمل المكون من أربعة أيام فرصة مغرية للمنظمات التي تسعى إلى تحسين رفاهية الموظفين والإنتاجية. مع استكشاف المزيد من الشركات لهذا الخيار، قد تجد أن التكيف مع نموذج عمل جديد لا يعزز فقط رضا الموظفين، ولكنه يدفع أيضًا النجاح التجاري المستدام.