المقابر الجماعية.. مصير ضحايا درنة الذي يهدد الناجين
الكارثة لم تنته بعد.. هذا لسان حال درنة الليبية المنكوبة جراء الإعصار الذي ضرب المنطقة قبل أسبوع، وأدى حتى الآن إلى وفاة وفقدان نحو 15 ألفا ونزوح نحو 30 ألفا من السكان.
المقابر الجماعية، التي أصبحت مصير عشرات الجثث في درنة، تصدرت المشهد المأساوي مع تحذيرات أطلقتها منظمة الصحة العالمية ومنظمات إغاثة أخرى ناشدت السلطات في ليبيا التوقف عن دفن ضحايا الفيضانات في مقابر جماعية.
كازونوبو كوجيما، المسؤول الطبي للسلامة البيولوجية والأمن البيولوجي في برنامج الطوارئ الصحية التابع لمنظمة الصحة العالمية، حث السلطات على عدم التسرع في عمليات الدفن الجماعي وتحديد المقابر الفردية وتوثيقها، مؤكدا أن "الدفن المتسرع قد يؤدي إلى معاناة نفسية للأسر، بالإضافة إلى مشاكل اجتماعية وقانونية".
وأشار كوجيما إلى أن "جثث ضحايا الصدمات الناجمة عن الكوارث الطبيعية لا تشكل أبدًا تهديدا صحيا، إلا إذا كانت في أو بالقرب من مصادر إمدادات المياه العذبة؛ لأن الجثث قد تتسرب منها فضلات".

وأشار تقرير للأمم المتحدة إلى أن أكثر من ألف شخص دفنوا بهذه الطريقة حتى الآن في مدينة درنة، محذرا على وجه الخصوص من دفن الجثث بالقرب من المياه، ما قد يُحدث مخاطر صحية.
ومع تواصل جهود انتشال الجثث المتناثرة في الشوارع والبيوت، تواجه فرق الإغاثة صعوبات كبيرة في التعامل مع آلاف الجثث التي أعادتها الأمواج لليابسة أو تحللت تحت الأنقاض.
وضربت العاصفة دانيال، في العاشر من أيلول/ سبتمبر، شرق ليبيا، مصحوبة بأمطار غزيرة فتسبّبت بانهيار سدّين في أعلى درنة، ما أدى إلى فيضان النهر الذي يعبر المدينة بصورة خاطفة، فتدفقت مياه أشبه بتسونامي جارفة معها كل ما في طريقها.
ولا يزال أكثر من 10 آلاف شخص في عداد المفقودين رسمياً، وفقاً للأرقام الصادرة عن مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية.
وتقول الأمم المتحدة إن عدد القتلى حتى الآن يصل إلى حوالي 11300 شخص، ولا يزال العدد الإجمالي النهائي غير واضح.