رغم "النظرة المحافظة".. عروض الأزياء تلقى رواجًا كبيرًا في غزة (صور)
رغم "النظرة المحافظة".. عروض الأزياء تلقى رواجًا كبيرًا في غزة (صور)رغم "النظرة المحافظة".. عروض الأزياء تلقى رواجًا كبيرًا في غزة (صور)

رغم "النظرة المحافظة".. عروض الأزياء تلقى رواجًا كبيرًا في غزة (صور)

في ظل التنافس التجاري ما بين محلات بيع الملابس في قطاع غزة، وانتشار ثقافة الإعلانات عبر "الفيسبوك" ومواقع التواصل الاجتماعي الأخرى، يلجأ الكثير من التجار في غزة لاستخدام الوسائل كافة من أجل الترويج لبضائعهم؛ ما جعلهم يعرضون بضائعهم من خلال "عارضات أزياء" يتم اختيارهن حسب مواصفات خاصة للترويج للبضائع بطريقة مختلفة، رغم أن هذا الأمر كان مرفوضًا وبشدة في الشارع الغزي.

فرصة عمل

وتلجأ العشرات من الفتيات للعمل في مهنة "عرض الأزياء" نظرًا لعدم وجود فرص عمل متناسبة مع تخصصاتهن الجامعية، إضافة إلى الوضع الاقتصادي المادي الذي تعيشه أغلب الفتيات في غزة.

وتضطر الكثير من الفتيات لوضع شرط خاص على أصحاب المحلات التجارية بحجب صورهن حتى لا يتعرضن للإساءة من قبل المعارف أو الأصدقاء.

"إيمان ديب" إحدى الفتيات اللواتي لجأنَ لمهنة "عارضة الأزياء" مقابل أجر مادي بسيط لا يتجاوز الـ100 شيكل في الأسبوع، تقول لإرم نيوز :" كنت في زيارة لأحد المحلات التجارية لشراء جلباب، وطرح صاحب المحل الفكرة عليّ فكرت كثيرًا في هذا الموضوع، ثم اتصلت بصاحب المحل وقلت له إنني موافقة، فهي فرصة للعمل وهو لا يريد عرض صوري".

وتابعت حديثها:" لم أواجه أي صعوبة من الأمر، كما أن أهلي تقبلوا الوضع نظرًا لصعوبة أوضاعنا المادية، وهذا المبلغ رغم بساطته سيساهم بشكل كبير في تلبية احتياجاتي، كما أن عدم وجود صورة الوجه تحديداً شجعتني أكثر للخوض في هذا العمل".

حرية شخصية

فيما لا تجد "نرمين خالد" (24 عامًا) أي مشكلة في عملها كعارضة أزياء في غزة، وهي تعتبر هذا العمل حرية شخصية ولا يوجد فيه عيب، لا سيما أنها تعمل في مجال عرض الملابس الشرعية وخاصة الجلباب.

وقالت "خالد" لإرم نيوز :" للأسف ثقافة المجتمع الغزي مختلفة تمامًا عن باقي المجتمعات، هذه العروض متوافرة في كل الدول ويلجأ إليها أصحاب المحلات التجارية لترويج بضائعهم، كما أن البضائع التي تعرض عن طريق فتاة تلقى رواجاً أكثر من عرضها على مانيكان بلاستيكي لا يظهر جوانب الجمال لدى الفتاة".

وتابعت حديثها:" هذه المهنة انتشرت في غزة خاصة لدى المحال التجارية الكبرى، ولو أنها لا تجدي نفعاً لما لجأ إليها الكثير من التجار، خاصة في ظل الكساد التجاري الكبير، وعدم توافر أساليب دعائية يمكن للتجار عرضها من خلالها كما يوجد في الدول العربية والغربية".

عرض الوجه

وأوضحت "نرمين" أنها تتقاضى مبلغ 50 شيكلًا على جلسة التصوير الواحدة وهي توافق على عرض وجهها ولا تجد عيبًا من ظهوره بشكل عادي فالصور التي تعرضها مُحتشمة ولا تخالف ثقافة المجتمع الغزي.

الشاب "أحمد خلف" (30 عامًا) أعرب عن استيائه الشديد من مهنة عارضات الأزياء التي تلجأ إليها الكثير من الفتيات في غزة، وقال لإرم نيوز:" لا أعرف كيف يوافق الأهل على عمل بناتهم في هذا المجال، حتى وإن كانت ترتدي جلبابًا أو ملابس محجبة".

وأضاف:" فظهور الفتاة على موقع تجاري خاص ببيع الملابس أو نشر صورتها من خلال إعلان ممول على جميع الصفحات شيء سيّئ للغاية؛ الفتاة ليست بضاعة تعرض وحتى إن كان البعض يتصفح هذه الصفحات بهدف الشراء لكن هناك آخرين من يسيئون استخدام هذه الصور للأسف".

رواج كبير

صاحب أحد المحلات التجارية العاملة في مجال عروض الأزياء "علاء محمد" قال لإرم نيوز:" إن تكدس البضائع وعدم وجود إقبال عليها من الزبائن نظراً للضائقة المالية التي يمر بها قطاع غزة، دفع العديد من التجار لمحاولة ابتكار طرق إعلانات مختلفة سواء من خلال استئجار الفتيات للعمل في عروض الأزياء أو بالإعلانات التجارية الممولة".

وأضاف:" قطاع غزة يدفع ما يزيد عن 2 مليون دولار سنوياً للإعلانات الممولة فقط، والتجار لا يعلمون أنهم يتعرضون لخسائر أكبر بهذه الإعلانات".

وتابع حديثه:" أما السبب الثاني فهو انتشار ثقافة البيع على الفيسبوك ومواقع التواصل الاجتماعي الأخرى بكثرة، وهو ما يدفع الكثير من المحلات لعمل عروض إعلانية مكلفة أو فيديوهات خاصة وجلب فتيات لعمل عروض مباشرة على الفيسبوك".

وقال:" هذه الثقافة لم تكن معروفة سابقاً ولكنها انتشرت في الفترة الأخيرة بكثرة، وبعض الأهالي لا يجدون مشكلة فيها لا سيما عروض الملابس المحجبة والجلباب الشرعي الذي لا يظهر مفاتن الفتيات".

 حالة الإحباط

ويرى الخبير الاقتصادي معين رجب، أن إقبال الفتيات على العمل في مثل هذه المهن يعود لحالة الإحباط الشديد التي تواجه الخريجين ووصولهم لقناعة أن فرص العمل التي تتناسبب مع خبراتهم وقدراتهم غير موجودة.

وقال لإرم نيوز :" الكثير من الفتيات في غزة قد يقبلن بمهن عادية رغم تدني أجرها وعدم تقبلها اجتماعياً سواء من قبل الأهل أو من المجتمع الذي يتبع عادات وتقاليد معينة".

وأضاف رجب:" عدم وجود فرص عمل يدفع الكثير من الشباب للقبول بأعمال لا تتناسب مع عاداتنا وتقاليدنا وثقافتنا، وكثير من الحالات يحدث فيها انزلاق ولكن هذا ليس مبررًا".

واعتبر عمل الفتيات سواء في عروض الأزياء أو في مهن لا تتناسب مع العادات والتقاليد مشكلة كبيرة، لا سيما وأن هناك الكثير من الفرص العمل يمكن اللجوء إليها دون المساس بالقيم والعادات والتقاليد.

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com