مستحضرات الوقاية من الشمس تؤذي النظم البيئية للمياه العذبة
يتكاثر في كافة النظم البيئية للمياه العذبة حول العالم، مخلوق حساس جدًّا تجاه المواد الكيميائية الملوثة، يسمى البرغوث المائي.
ومنذ سنوات عديدة، اعتبر الباحثون البيئيون، استنادًا إلى دراسات قصيرة، أن مادة فلتر الأشعة فوق البنفسجية المستخدمة في المستحضرات التجميلية الخاصة بالوقاية من أشعة الشمس الضارة، تؤذي هذه البراغيث المائية.
وجرّاء ذلك، حظرت العديد من الوجهات السياحية للبحيرات العذبة الشهيرة في دول "أروبا، وبالاو، وتايلاند" وأيضًا بولاية هاواي الأمريكية، وضع زوارها لمنتجات الوقاية من الشمس التي تحتوي على فلتر الأشعة فوق البنفسجية، موضحةً سبب ذلك بأنه "يمكن أن يتسرب من بشرتهم إلى هذه المياه، وتلحق نظامها البيئي بالضرر".
ولكن فندت دراسة جديدة طويلة الأمد هذه المخاطر، مشيرةً إلى أن تقديرات ما خلصت إليه الدراسات السابقة عن أضرار فلتر أشعة فوق البنفسجية على البراغيث المائية، مبالغ فيها.
وأظهرت الدراسة الجديدة التي أجراها فريق بحثي من قسم العلوم البيولوجية بجامعة ألبرتا الكندية، أن البراغيث المائية تكيفت بمرور الوقت مع مادة فلتر الأشعة فوق البنفسجية في منتجات الوقاية من الشمس.
وذكر الموقع الإلكتروني لجامعة ألبرتا، اليوم الخميس، إن دراسات اختبار السمية في النظم البيئية للمياه، تجرى عادة خلال الفترة من يومين إلى واحد وعشرين يومًا، ولكن أجرى فريقها تجارب الدراسة الجديدة لمدة ثلاثة أشهر.
وتوصل الباحثون في الجامعة الكندية، إلى نتائجهم، بعد تعريض خمسة أجيال من البراغيث المائية لمادة فلتر الأشعة فوق البنفسجية الملوثة.
وكشفت النتائج عن أن معدلات وفيات هذه المخلوقات انخفض مع كل جيل، بعد تعرضها لهذه المادة الكيميائية السامة، حتى لم يرصد الباحثون أي تأثير يذكر على الجيل الأخير من عينة الدراسة.
ورغم ذلك، لم يحدد الباحثون بعد كيفية تكيف البراغيث المائية مع فلتر الأشعة الفوق البنفسجية، وما إذا كان تعرضها لهذه المادة الكيميائية ألحق بها أضراراً صحية، والتي يمكن أن تشكل خطورة على أجيالها القادمة.
وبعد هذه النتائج يستعد الباحثون بالتعاون مع فريق بحثي من قسم الأحياء بالجامعة، لفحص عينات أنسجة البراغيث المائية، لتحديد مدى تأثرها بفلتر الأشعة الفوق البنفسجية، وكيف تكيفت مع هذه المادة السامة.
