لأَول مرة.. وِكالة الفضاء الأوروبية ترصد صورًا ثاقبة لجوف الأرض
لأَول مرة.. وِكالة الفضاء الأوروبية ترصد صورًا ثاقبة لجوف الأرضلأَول مرة.. وِكالة الفضاء الأوروبية ترصد صورًا ثاقبة لجوف الأرض

لأَول مرة.. وِكالة الفضاء الأوروبية ترصد صورًا ثاقبة لجوف الأرض

في سابقة تُعد الأولى من نوعها في العالم، رصدت محطة الفضاء الأوروبية "سوارم"عبر أحدث أقمارها الصناعية بشكل واضح تيارًا نفاثًا من الحديد المُنصهر يطوف في أعماق لُب الأرض.

ودرس فريقٌ من الباحثين بقيادة الدكتور فيل ليفرمور من جامعة ليدز ومقرها بريطانيا، بيانات الأقمار الصناعية، ونُشرت نتائج الدراسة اليوم في مجلة نيتشر لعلوم الأرض.

وبحسب المجلة الدولية التي تُصدر شهريًا، فإن الأقمار الصناعية لوكالة الفضاء "سوارم" وفرّت صورًا ثاقبة، وأكثر حدة لجوهر الأرض من أي وقت مضى، إذ أظهرت التيار النفّاث بوضوح لأول مرة ما ساعد الباحثون في فهم تفاصيله.

وذكر ليفرمور، أن الصور أظهرت التيار كفرقة تسريع للحديد المنصهر يُطوّق القطب الشمالي مشابه للتيار النفاث في الغلاف الجوي.

ويتواجد التيّار النفاث في لب الأرض بمسافة 3000 كيلو متر أسفل الصخور، حيث اعتاد العلماء دراسته عن طريق قياس المجال المغناطيسي للأرض ضمن أحد الخيارات القليلة المُتاحة، وأظهرت الأبحاث حينها أن التغيرات في المجال المغناطيسي تُرّجح أن الحديد المنصهر في اللب الخارجي يتحرك بشكل أسرع في نصف الكرة الشمالي، وتحديدًا تحت ولاية ألاسكا في الولايات المتحدة، ومدينة سيبيريا الروسية.

لكن المعلومات الجديدة الواردة من أقمار"سوارم"، فنّدت هذه النتائج وكشفت أن هذه التغيرات في الواقع تسببت بواسطة التيار النفاث الذي يتحرك بسرعة أكثر من 40 كم في السنة، وهذا يُعد أسرع ثلاث مرات من سرعة النموذج الخارجي للب الأرض، وأسرع مئات آلاف المرات من سرعة تحرك الصفائح التكتونية للأرض.

ولا تزال مهمة "سوارم" مُستمرة وتَضم ثلاثة أقمار صناعية تقيس، وتفك الإشارات المغناطيسية المُختلفة والمُنبعثة من نواة الأرض، وعباءة الأرض، وقشرة الأرض، والمحيطات، والغلاف الجوي المتأين والمغناطيسي.

وأظهرت دراسة الباحثين، أن التيار النفّاث يصطف مع الحدود بين منطقتين مختلفتين في جوهر الأرض، حيث شرح الباحث المُشارك في الدراسة راينر هولرباش من جامعة ليدز، أن التيار من المحتمل تحركه في نواة الأرض وتقلصه من الجوانب لأنه سائل، ويحتاج إلى قوة لتحريكه نحو الحدود، مُبينًا أنه يمكن توفير ذلك عن طريق الطفو أو ربما عند تعرضه لمجال مغناطيسي معين داخل نواة الأرض.

وعقّب رون فلوبرغاغين مدير المهمة في وكالة "سوارم"، بأنه من المحتمل حدوث المزيد من مفاجآت المجال المغناطيسي التي ستتغير للأبد، فضلاً عن إمكانية تبديل اتجاه التيار النفاث في أعماق الأرض.

بدوره، قال الدكتور كريس فينلي من الجامعة التقنية في الدنمارك، والمُشارك في الدراسة، "نحن نعرف عن الشمس أكثر مما نعرفه عن نواة الأرض، وبهذا الاكتشاف يُمكننا معرفة المزيد لباطن كوكبنا المجهول".

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com