الحل الأفضل هو نقل العاصمة الموريتانية بسبب ارتفاع منسوب المياه
الحل الأفضل هو نقل العاصمة الموريتانية بسبب ارتفاع منسوب المياهالحل الأفضل هو نقل العاصمة الموريتانية بسبب ارتفاع منسوب المياه

الحل الأفضل هو نقل العاصمة الموريتانية بسبب ارتفاع منسوب المياه

ذكرت صحيفة "الغارديان" البريطانية أن الحل الأفضل لمشكلة ارتفاع منسوب المياه في موريتانيا هو نقل العاصمة الموريتانية، مشيرة إلى أن نواكشوط باتت أسيرة للتغيرات المناخية وتواجه تحديات متفاقمة في استعداداتها للقمة العربية بسبب الفيضانات والتآكل.

وأضافت أن الحدثين مرتبطين ببعض، حيث يقول "فيو فال" إنه في الوقت الذي سيتوجه فيه رؤساء الدول العربية إلى مطار نواكشوط الجديد لحضور قمة الجامعة العربية يوم الاثنين، سوف يكون سقف وأرضية منزل عائلته الصغيرة قد غمرتهم المياه.

على سطح المسكن المكون من طابق واحد، يقوم عامل البناء بتشييد غرفة للنوم. وفي الشارع، رجل آخر يقوم بتجهيز خليط الأسمنت. وفي الطابق السفلي، على جميع الجدران، وعلى ارتفاع 70 سم، نجد خطًا أزرق يحدد مستوى جديدًا للأرض.

تقع العاصمة الموريتانية بين الكثبان الرملية القادمة من الصحراء ومع ارتفاع مستوى المحيط الأطلسي، أصبحت أسيرة لتغير المناخ.

نواكشوط ليس بها نظام للصرف الصحي، ويقع جزء كبير من المدينة عند أو تحت مستوى سطح البحر، وعند حمايتها من ارتفاع مستوى المحيط نجدها تتآكل بسبب الكثبان الرملية. وفي العقد الماضي، حذرت دراسات محلية ودولية من أن المدينة في إطار خطر الغمر من المحيط، وقام مسؤولو المدنية بتشييد عدة أبنية قبل القمة، نتيجة مخاوف من فيضانات كارثية بسبب أمطار أغسطس.

يقول فيو فال: "نحن نستعد للمطر، ننفق كل مدخراتنا على البناء، قد يبدو هذا جنونياً، ولكن لا يمكننا الانتقال من هنا". ويشير إلى صنبور مياه في الحائط أسفل مستوى ركبته: "عندما كنت شاباً، كان مستوى هذا الصنبور يصل عند كتفي، وكما ترون، لقد قمنا برفع مستوى الأرض، وبالطبع جميع الأبواب بنحو متر في السنوات الخمسة عشر الماضية".

ويسكن معه في المنزل زوجته وطفلاه، وشقيقته الصغرى وأمه الأرملة، وكان قد تم تخصيص المنزل للعائلة في الثمانينيات عندما كان ولده الراحل ضابطاً في الجمارك وأصبحت ضاحية سيكوجيم مخصصة للموظفين.

ويقول سيري كامارا (48 عاماً) وهو يشير إلى جذوع أشجار في الطريق "كل الأشجار ماتت بسبب ارتفاع منسوب المياه المالحة تحت نواكشوط، المحظوظ هو من يسكن مبنى مرتفعًا، نرى هناك المركز الثقافي المكون من طابقين الذي كان قد أسس في العام 2006، وحالياً يتم بناء الطابق الثالث بسبب ارتفاع منسوب المياه، المناظر الخضراء الوحيدة حالياً هي العشب الطويل الذي ينمو في المنازل المهجورة، وفي المدرسة الابتدائية والمستوصف الذي لم يفتتح للعمل به أبداً بعد فيضانات العام 2013".

"المنطقة مليئة بالبرك النتنة حيث كان يقوم الناس بتفريغ مياه الصرف الصحي ورمي النفايات المنزلية. إنه أمر مثير للاشمئزاز وغير صحي. نحن نعاني من حمى الضنك، التي كانت مجهولة تماماً في نواكشوط من قبل، وأفضل حل هو نقل العاصمة الموريتانية والبدء من جديد، هذا هو ما كان سيحدث في أي بلد غني".

حتى العام 1960، كانت موريتانيا غير موجودة، وكان اهتمام المحتل الفرنسي بها كأرض تعتبر حلقة وصل الرملية بين شمال أفريقيا والسنغال في الوقت الحاضر. وكان رعاة الإبل يشربون الشاي الأخضر قرب حفرة مياه يسقون منها إبلهم يطلق عليها نواكشوط (بمعني المكان العاصف)، وكان يوجد بها 200 شخص من السكان وكانت الأمطار محدودة.

وحالياً يبلغ تعداد سكان نواكشوط 800 ألف نسمة، وأصبح هطول الأمطار يسجل على رسوم بيانية، وتأتي مياه الشرب عبر أنابيب من السنغال، ولكن لا يوجد بها حتى الآن نظام صرف صحي. وقبل ثلاث سنوات، زادت معدلات الأمطار كثيراً في موريتانيا خلال شهري أغسطس وسبتمبر مما نتج عنه أن أصبح أكثر من 2000 شخص بلا مأوى. وفي أعقاب حالة الطوارئ، صممت وكالة التعاون الألمانية شبكة من الآبار ومحطات الضخ لإخلاء المياه السطحية في مناطق مثل سيكوجيم.

وتقول أمنية أبو قرة فويت، منسق مشروع وكالة التعاون الألمانية لتغير المناخ في نواكشوط: "لا أعتقد أن نواكشوط تحتاج حقاً لمصدات العواصف لكنها تحتاج لنظام صرف صحي وتخطيط حضري وإدارة أفضل للمنطقة الساحلية".

"نحن نتحدث عن أيام قليلة جدا قبل الأمطار السنوية، ولكن تزايد عدد أيام وكمية المطر هو المشكلة الكبيرة لأن الأمطار تسقط في وقت قصير جداً، ونظراً إلى أن المياه الجوفية مرتفعة بالفعل، فعندما تمطر لا تتشرب الأرض مياه المطر، وكلما قمنا ببناء طرق أو مبان أو قمنا بتغطية الماء في أجزاء من المدينة، سيؤدي الأمر إلى إغراق مكان آخر".

يقول كامارا "في سيكوجيم كانت المضخات خيبة أمل، فقد عملوا في وقت التحضير للقمة ولكن قبل ذلك لم تكن تعمل، مما تسبب في وجود برك كبيرة من المياه الراكدة".

وقال حمزة ولد عمار، المدير العام للمجلس الوطني للمياه، إن اللوم يقع على السكان: "المشكلة هي سلوكهم، يرمون النفايات الصلبة في القنوات، وهو ما يخلق مشاكل كبيرة للمضخات، لقد اشترينا مضخات بضعف القدرة - 120 سم3- ولكنها لن تحل المشكلة".

وأضاف أن الحل طويل الأجل، وهو إنشاء شبكة صرف صحي كاملة، سيستغرق عمل ثلاث سنوات ونصف، وعلى الرغم من ذلك، يشكك السكان والجهات المانحة في مدى جدية عقد الحكومة الذي وقعته مع الصين في العام الماضي، وقدرته على توفير نظام صرف صحي شامل لجميع سكان نواكشوط.

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com