هل تشهد السعودية عودة الحياة إلى "نهر الرمة العظيم؟ (فيديو)
هل تشهد السعودية عودة الحياة إلى "نهر الرمة العظيم؟ (فيديو)هل تشهد السعودية عودة الحياة إلى "نهر الرمة العظيم؟ (فيديو)

هل تشهد السعودية عودة الحياة إلى "نهر الرمة العظيم؟ (فيديو)

أعادت الأمطار الغزيرة التي هطلت على السعودية في الأسبوعين الماضيين، والسيول التي أعقبتها، الحديث عن "نهر الرمة العظيم" الذي كان يجري في المملكة قبل آلاف السنين بعد أن تجمعت مياه السيول في مجراه القديم.

واختار الكاتب السعودي، طلال القشقري، الحديث عن "نهر الرمة" في مقاله الذي نشرته اليوم الإثنين، صحيفة "المدينة"، ليكشف عن أسرار النهر الذي لا يعرف كثير من السعوديين معلومات عنه.

وقال القشقري في مقاله الذي حمل عنوان "تعرّفوا على أوّل أنهار السعودية"، "عندما شاهدْتُ في وسائل التواصل الاجتماعي مقاطع فيديو للسيول الضخمة في جزء وادي الرمّة الذي يقع في منطقة القصيم جرّاء هطول الأمطار الغزيرة عليها، استحضرت مُخيّلتي الحقبة الذهبية لهذا الوادي الذي كان يجري فيه نهرٌ عظيمٌ قبل أكثر من عشرة آلاف سنة، خلال العصور المطيرة في قديم الزمان!".

وأضاف القشقري وهو مهندس مدني تطبيقي، من خريجي جامعة الملك فهد للبترول والمعادن: "وادي الرمّة هو أكبر وادٍ في الجزيرة العربية، وكان طوله يبلغ حوالي ١٢٠٠ كيلومتر قبل أن تُقلّله كُتل الرمال المُتجمّعة مع الزمن، وهو أهمّ الظواهر الجيومورفولوجية في الجزيرة العربية".

وأوضح أن "حوض وادي الرمة يقع في منطقة القصيم، بينما تتوزّع أطرافه وشعابه والروافد المائية الكثيرة التي تصبّ فيه في قلب عدّة مناطق سعودية هي الرياض، وحائل، والمدينة المنوّرة، ويكاد مسارُه يصل بين البحر الأحمر والخليج العربي، بما في ذلك منطقة العُلا التي كانت معروفة في القِدَم بثمود، وكانت وما حولها بنصّ القرآن الكريم جنّاتٍ وعيونًا!".

وبين أن الوادي كان "يسيل ثلاث مرّات بكامل طاقته كلّ مئة عام بعد أن جفّ نهرُه القديم، ويبدو بفضل الله أنّ عدد مرّات سيلانه يزداد، وأنّ المئة عام (الطويلة) لم تعد المدى الزمني الثابت لتحديد عدد مرّات سيلانه، وأنّ المدى سيُصبح أقلّ في فترة زمنية غير معروفة لكنّها أقصر بلا أدنى ريب من المئة عام".

وتابع الكاتب: "إذا ما استحضرنا أيضًا حديث النبيّ صلّى الله عليه وسلّم الذي رواه مسلم، عن أبي هُريرة رضي الله عنه، بأنّه (لن تقوم الساعة حتّى تعود جزيرة العرب مروجًا وأنهارًا) فإنّ الأمل معقود في أن يمنّ الله علينا بإحياء نهر الرمّة القديم، كأول الأنهار في الجزيرة العربية في الحقبة الحديثة".

 وقال القشقري: يتميّز نهر الرمة عن الأنهار الأخرى في الخارج بأنّ منبعه ومصبّه في دولة واحدة هي السعودية، "وأنّه كما شهدت بلادُنا تفجّر أنهار البترول في باطنها، قد تتفجّر أنهار الماء على سطحها، وتجتمع فيها بركة الأرض وبركة السماء، وتتّسع فيها الرقعة الزراعية بشكل يجعلنا من أكبر الدول الزراعية في العالم".

واختتم مقاله بأن عودة جريان النهر كما كان قبل آلاف السنين، سيقود إلى تغيير "المناخ بما يجعل السعوديين يُحجمون عن السياحة الخارجية ويُقبلون على الداخلية، وتتنوّع الحياة الفطرية كثيرًا، وما أدراكم قد نستغني بنسبة كبيرة عن صناعة تحلية مياه البحر المرتفعة التكلفة، .. فنشرب من الأنهار المُتفجّرة ماءً كان في الأصل عذْبًا وفُراتًا لا مِلْحًا أُجاجًا، فهل أنا أحلم؟ كلّا، وأرجو الله أن يكون ذلك قريبًا، وهو القادر على كلّ شيء".

ويستعد أهالي المدن والقرى التي تقع على ضفاف وادي الرمة، لجريان السيول فيه كل عام، في موسم الأمطار الغزيرة، وارتفاع منسوبها إلى مستوى يبدو فيها كما لو أنه النهر القديم الذي يقول عنه أستاذ الجيولوجيا في جامعة الملك سعود، الدكتور عبد العزيز بن لعبون، إنه كان نهرًا عظيمًا خلال الفترات المطيرة والجليدية التي مرت بها جزيرة العرب.

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com