دراسة: محو الأمية الإعلامية ضروري لتلافي العقد النفسية التي تصنعها مواقع التواصل

دراسة: محو الأمية الإعلامية ضروري لتلافي العقد النفسية التي تصنعها مواقع التواصل

أظهرت دراسة سيكولوجية أن مواقع التواصل الاجتماعي تمتلك  قوة تأثير مؤكدة على نظرة الشباب والكبار لأجسامهم، وأن مفتاح الخيار والتحكم بأي من هذه النتائج هو التربية الإعلامية المبكّرة.

 وتشير الدراسة التي نشرتها مجلة "سايك سنترال" إلى أن استخدام السوشيال ميديا بما تتيحه من مقارنة كثيفة بين الأجساد، يمكن أن يؤدي بمن يستخدمها، بغض النظر عن عمره، إما إلى زيادة الثقة بالنفس والصحة الجسدية وإما تدميرها.

 وتقول الدراسة إن الفرق بين النتيجتين، تصنعه نظرة الشخص لجسمه من خلال تقبله لنفسه والرضا عن أجزاء بدنه بطريقة إيجابية وصحية

يمكن أن تخلق وسائل التواصل الاجتماعي ثقافة سامة للمقارنة والمنافسة، إذ يقارن الأفراد أجسادهم بالآخرين ويسعون لتحصيل معايير الجمال ذاتها

معايير جمال غير واقعية

 في الغالب تُعرض على منصات الوسائط الاجتماعية صور لأشخاص لديهم وجوه وأجساد تبدو مثالية، وفي كثير من الأحيان تكون هذه الصور معالجة بالفلترة وأدوات تحرير الصور لتحسين مظهرها.

وبذلك تكون النتيحة أن المشاهدة تخلق معايير جمال غير واقعية؛ ما يؤدي بمن يراها إلى الشعور بعدم الرضا عن جسمه وتدني الثقة بالنفس، لدى النساء والرجال على حذّ سواء.

 وتعرض الدراسة كيف أن تقنيات فلترة  الصور على وسائل التواصل الاجتماعي أدت إلى حالة  نفسية تُعرف باسم “snapchat dysphoria وتتمثل باختلال في التواصل يصبح  فيه الشحص تواقًّا ليبدو وكأنه النسخة المفلترة من نفسه.

 وكانت ورقة بحثية اكاديمية أشارت لهذه الحالة من الانفصام الذي أحدثته تقنيات الصور التي تعرضها منصة سناب تشات حيث قال العديد من جراحي التجميل إنهم واجهوا أشخاصًا يطلبون الظهور وكأنهم صورة Snapchat "مفلترة".

دراسة: محو الأمية الإعلامية ضروري لتلافي العقد النفسية التي تصنعها مواقع التواصل
السديس يهاجم مشاهير وسائل التواصل الاجتماعي

ثقافة سامة للمقارنة

وتشير الدراسة إلى أن وسائل التواصل الاجتماعي يمكن أن تخلق ثقافة سامة للمقارنة والمنافسة، حيث يقارن الأفراد أجسادهم بالآخرين ويسعون لتحصيل معايير الجمال ذاتها.

فالعديد من الأشخاص يميلون إلى نشر أفضل صورهم فقط، والتي قد لا تمثل مظهرهم اليومي. وهذا من شأنه أن  يخلق لدى بعض الرجال والنساء صورًا انطباعية سلبية عن أجسادهم، بل وقد يؤدي إلى مشكلات تتعلق بالصحة العقلية، مثل: الاكتئاب، والقلق.

يمكن أن توفر وسائل التواصل الاجتماعي، في المقابل، مصدر إلهام لقيادة أسلوب حياة صحي ونشط. فهناك الكثير من الدعاوى والبرامج والكتابات التي تروّج للحياة الصحية

التنمر الإلكتروني

كما يمكن أن تكون وسائل التواصل الاجتماعي أرضًا خصبة للتنمر عبر الإنترنت، حيث يتعرض الأشخاص للهجوم بسبب حجم أجسامهم أو شكلها أو مظهرها، ولهذا الأمر تأثير ضار على صورة الجسد واحترام الذات.

 وكان استطلاع أجراه مركز بيو للأبحاث أظهر أن 59٪ من المراهقين في الولايات المتحدة قد تعرضوا شخصيًّا للتنمر عبر الإنترنت، من خلال إطلاق الأسماء المسيئة ونشر الشائعات الكاذبة، بالإضافة لأنواع التنمر الأخرى.

 إلهام الصحة واللياقة البدنية

 وفي المقابل، يمكن أن توفر وسائل التواصل الاجتماعي مصدر إلهام لقيادة أسلوب حياة صحي ونشط. فهناك الكثير من الدعاوى والبرامج والكتابات التي تروج للحياة الصحية والتمارين الرياضية وخيارات الأطعمة المغذية لتشجيع الناس على الاعتناء بأجسادهم.

 وتعرض الدراسة كيف يمكن لوسائل التواصل الاجتماعي أن تستضيف مجتمعات داعمة للأشخاص الذين يعملون من خلال اضطرابات صورة الجسد.

ويمكن لمجموعات الدعم هذه عبر الإنترنت توفير التعاطف والتفاهم والتشجيع لمساعدة الأشخاص في رحلتهم نحو إيجابية الجسم، بالتركيز على نقاط قوة الشخص وممارسة الرعاية الذاتية وتحدي الأفكار السلبية.

دراسة: محو الأمية الإعلامية ضروري لتلافي العقد النفسية التي تصنعها مواقع التواصل
دراسة: 87% من الإساءات عبر وسائل التواصل الاجتماعي استهدفت السيدات في أولمبياد طوكيو

محو الأمية الإعلامية

وتنصح الدراسة الآباء أن يبدأوا مبكرًا مع أبنائهم بتعليمهم محو الأمية الإعلامية. وتقصد بذلك تعليم الأبناء كيف يجري تغيير الصور الموجودة على وسائل التواصل الاجتماعي أو التلاعب بها، وإفهام الأبناء أن الصور التي يرونها ليست واقعية دائمًا.

كما تنصح بتشجيع الأطفال على أخذ فترات راحة من وسائل التواصل الاجتماعي والانخراط في أنشطة أخرى تعزز صورة الجسم الإيجابية وتقدير الذات.

الأكثر قراءة

No stories found.
logo
إرم نيوز
www.eremnews.com