قوات إسرائيلية تقتحم مدينة الخليل جنوب الضفة الغربية وتداهم محلاً للصرافة وعدة منازل
مرتديًا مئزرًا أبيضَ وقبعةً على رأسه، ينهمك رشيد إبرسين، في عمله بين أوعية البسترة، إذ عاد هذا المهندس، الذي كان يعمل في سويسرا إلى موطنه الجزائر بوظيفة جديدة وغير عادية: منتج أجبان.
"بقارورة غاز بوتان وموقد"، على ما قال بفخر، بدأ إبرسين العمل في ورشته التقليدية قبل عشر سنوات، بالقرب من قرية تاماسيت في منطقة القبائل الجزائرية.
وبعد تخرجه، عمل في إيطاليا بداية في مجال السينما، لكنه لم يستطع الاستمرار، ثم انتقل بعدها للعيش في سويسرا، حيث مكث 16 عامًا، حصل فيها على وظيفة مستشار في تكنولوجيا المعلومات، متخصص في الفيديو الرقمي، براتب مريح.
ضغط العمل، كان يدفع إبرسين للهرب إلى الجبال السويسرية، حيث مساحات الرعي، وتواجد العديد من مصانع الأجبان. ومن تلك الرحلات، انبثق مشروعه الجزائري.
نجح أوَّلًا في استثمار الأرباح بشكل منهجي لتطوير مصنع الجبن، الذي يقضي أيامه فيه مع خمسة عمال، يتفقد الأقبية حيث يتم تخزين الجبن في شكل عجلات، يجب فركها وقلبها وتدويرها بانتظام، وفق ما يؤكده بنفسه لوكالة "فرانس برس".
ويضيف: "مدة نضج جبن تمغوت (الذي ينتجه) تتراوح من شهر إلى عامين حسب ذوق الزبائن"، لذلك فهو بنظره جبن "جزائري خالص" بطعم خليط بين جبنة غرويير السويسرية، وجبنة غودا الهولندية.
في غضون سنوات قليلة، أصبح رشيد إبرسين وجبنه "تمغوت" (التسمية نسبة لقمة جبلية في تيزي وزو)، محبوب السفارات الغربية في الجزائر، بحيث زاره ما لا يقل عن أحد عشر وفدًا دبلوماسيًّا منذ عام 2012 لتذوق منتوجه.
في البداية، تم بيع "تمغوت" - الذي تم وسمه بعبارة "فكرة سويسرية، جبن جزائري" - في محال السوبر ماركت، لكن مشاكل في الدفع أجبرت رشيد إبرسين على وقف عمليات التوزيع.
من الآن فصاعدًا، يتوافر فقط في متاجر المنتجات المحلية أو في محال البقالة الخاصة بالأطعمة الممتازة.
ويفكر رشيد إبرسين، الفخور بصنع جبن "طبيعي 100%"، إنتاج جبن آخر بمزايا علاجية. والفكرة هي "تطوير أجبان عالية الجودة يمكنها علاج أمراض معينة مثل التهاب الأمعاء".
وابتداءً من سنة 2018 بدأ المشروع في تحقيق أرباح، لأن المنتج المحلي استفاد من انخفاض الواردات؛ ما سمح له بإيجاد مكان له في السوق الجزائرية.
وبعد النجاح في الجزائر، تلقى إبرسين دعوات من قبل دول أخرى في المنطقة، موضحًا أنه يعمل على "مشروعين استشاريين في ليبيا وقطر لإنشاء مصانع جبن وفق المعايير ذاتها".
ولا يخطط حاليًّا لتصدير جبنه إلى الخارج، على اعتبار أنه في الحقيقة "وصل حتى الآن إلى 22 دولة"، فالزبائن الذين يزورون منطقة القبائل "يشترون مباشرة منها"، قبل عودتهم إلى أوطانهم.