الأقصر.. من مدينة المقابر إلى عاصمة للثقافة العربية 2017
الأقصر.. من مدينة المقابر إلى عاصمة للثقافة العربية 2017الأقصر.. من مدينة المقابر إلى عاصمة للثقافة العربية 2017

الأقصر.. من مدينة المقابر إلى عاصمة للثقافة العربية 2017

لكل مدينة قديمة معالمها وأسرارها وأبطالها، فإذا كانت القاهرة تعاني الزحام، فمدينة مطروح تبحث عن بشر يضيئون شوارعها.

وهناك مدن تأسر الزائرين بجمالها الخلاب وتخطف العقول بروعة معالمها، وإلى هذا النوع تنتمي "الأقصر"، تلك المدينة التي يشقها النيل والذي جعل منها موقعها الجغرافي مدينة للشمس وأهلها لأن تكون عاصمة للثقافة العربية عام 2017.

وكانت الأقصر عبارة عن أكواخ من الطين يدفن فيها حكام الأقاليم في عصر الدولة القديمة، وبمرور الأيام و السنوات صارت مدينة القبور "طيبة"، وأصبحت عاصمة لمصر على يد الفرعون "منتوحتب الأول"، وظلت العاصمة حتى سقوط دولة الفراعنة على يد الفرس.

"طيبة" ليس الاسم الوحيد لمدينة الأقصر، فقد أطلق عليها الشاعر الإغريقي هوميروس "مدينة المائة باب" واعتبرها كثير من الناس مدينة الشمس، وبعد الفتح العربي لمصر أصبح اسمها الأقصر، لأنها تضم عددا كبيرا من قصور الفراعنة.

وتستحق الأقصر أن تكون عاصمة للثقافة العربية، لأن جدران معابدها شاهدة على أحداث عظيمة، كما أنها تضم نسبة كبيرة من آثار مصر، ومن أهم معالمها معبد الكرنك، متحف التحنيط والبر الغربي، وادي الملوك، معبد حتشبسوت، مقابر الأشراف، المعابد الجنائزية وهناك البواخر السياحية التي يقصدها السائحون.

اهتمت الحكومات المصرية بالأقصر، وفي آواخر حكم الرئيس الأسبق محمد حسني مبارك، تم تحويلها إلى متحف مفتوح، ولأنها مدينة غنية تحتضن العديد من الفاعليات الثقافية على مدار العام، فقد  شهدت، الجمعة، بدء فعاليات مهرجان الأقصر للسينما الأوروبية، والتي تنتهي في الخامس من فبراير المقبل.

ويشارك في المهرجان 30 دولة ونحو 50 فيلما، كما ينظم على أرضها أيضا مهرجان الأقصر للسينما الأفريقية، ويوجد بها دار أوبرا وجاري بناء مجمع لدور العرض السينمائي، إضافة إلى عدد كبير من قصور الثقافة التي تشهد حالة من النشاط والتوهج الدائم.

وتؤمن الحكومة المصرية، بأهمية الأقصر كمدينة جاذبة للسياح من كل دول العالم، حيث كان يزورها كل عام 1.5 مليون سائح.

وبعد ثورتي 25 يناير و30 يونيو، تراجع مؤشر الإقبال بسبب الإرهاب، وأدركت الحكومة المأزق، فراحت تقيم المهرجانات الفنية هناك لكي تثبت للعالم أن الأقصر مدينة آمنة وقادرة على حماية من يأتي إليها من كل مكان في الدنيا.

اختيار الأقصر كعاصمة للثقافة العربية لعام 2017 لم يأت من فراغ، فصحيح أن المدينة التي تبعد عن القاهرة بـ700 كيلو متر كانت تحتضن القبور في الماضي، إلا أنها أصبحت تصدر النور للعالم اليوم.

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com