"التنقيب عن الآثار" حلم الثراء السريع في مصر
"التنقيب عن الآثار" حلم الثراء السريع في مصر"التنقيب عن الآثار" حلم الثراء السريع في مصر

"التنقيب عن الآثار" حلم الثراء السريع في مصر

الثراء السريع يبدأ بحفرة بمقاس بضعة أمتار، هكذا يبدو لكثير من المصريين الحالمين به، بعدما شاهدوا بأعينهم تجارب لأشخاص نقبُّوا عن الآثار فتغيّر حالهم من "المعدم" إلى "مجالس الأثرياء"، فقرر الكثير منهم التقليد.

الثراء السريع دفع قطاعا عريضا من المصريين، للبحث عن وسائل متاحة بغض النظر عن شرعيتها القانونية من عدمه، فكان التنقيب عن الآثار وجهتهم الأولى، حيث انتشر بكثرة خلال الفترة الأخيرة، بل وصل لدفع مواطنين حياتهم ثمنًا مقابل تلك المغامرة غير المضمونة.

خلال الأيام الماضية، أصبحت الصحف المصرية، لا تمر دورتها الأسبوعية، من دون أن تتناول أخباراً عدة بشتى المحافظات، حول تلك القضية، كان آخرها وفاة شخص بمحافظة الدقهلية، أثناء سقوطه ببئر في محاولة للبحث والتنقيب عن الآثار، فيما شهدت محافظات عدة وقائع مماثلة.

20 مليار دولار سنوياً

تشير التقديرات والإحصاءات غير الرسمية، إلى أنّ حجم تجارة وتهريب الآثار في مصر، يصل إلى 20 مليار دولار سنوياً، لكنّ عاملين في القطاع أكدوا أنّ هذا الرقم تضاعف خلال فترة ما بعد ثورة يناير 2011.

عمليات التنقيب عن الآثار تتم عادة خلسة، وفي أغلب الأحيان في الليل، خوفًا من تعقب الأجهزة الأمنية التي تفرض عقوبات قاسية على هذه العمليات، فيما وصل الأمر إلى محاولات البعض التنقيب أسفل منزله لعله يصل في ليلة وضحاها إلى أمله في الثراء.

الدجل حاضر

أحدث الطرق التي تستدعي كثيراً من السخرية والتحليل في آن معا، تكمن في تلك الوسيلة المستحدثة والتي شهدتها مدن مصرية، وتتمثل الاعتماد على الدجالين لتحديد مكان الآثار، حيث يقنع عدد من الدجالين المواطنين بقدرته على استخدام الجن لمعرفة مكان الآثار، مقابل أموال طائلة يحصدها هؤلاء المدعين، بينما تتصادف أحيانًا تنبؤاتهم مع الحقيقة.

أحد العاملين في البحث والتنقيب عن الآثار والذي رفض ذكر اسمه، قال لإرم نيوز، إنّ الأمر أصبح تجارة، فالكل يحلم بالثراء ويستغل هذا الأمر العاملون بتلك المهنة، مشيراً إلى أنّ عملية الحفر الواحدة تكلف أموالاً كثيرة يدفعها المواطن على أمل تعويضها عند الحصول على الآثار، لكن الأمر ينتهي به في أغلب الأحوال، إلى عدم الحصول علي شيء، مشيراً إلى أن الفكرة تتوغل وتظهر بكثرة في القرى والنجوع.

الأقمار الصناعية

وأضاف أن هناك أيضاً من يقوم باستئجار قمر صناعي، لمدة 59 ثانية أي أقل من دقيقة واحدة حتى لا تتمكن هيئة الآثار من تتبع ما يصوره القمر، ويتبع هذه الطريقة الأثرياء لأنها تتطلب أموالًا كثيرة في البحث عن الآثار والمعادن الثمينة.

قانون حماية الآثار

الخبير الأثري، سامح الزهار، يرى في تصريحات خاصة لإرم نيوز، أنّ السبب الحقيقي في التعدي على الآثار وقيام عمليات الحفر هو ضعف قانون حماية الآثار رقم 117 لسنة 1983 والمعدل بالقانون رقم 3 لسنة 2010، مشيرا إلى أنه يجب اعتبار قضايا الآثار أمنا قوميا أو على الأقل جناية، ولكن يتم التعامل مع قضايا الآثار والتعدي عليها باعتبارها جنحة، مشدداً على ضرورة تغليظ العقوبة حتى تكون رادعة.

وزادت معدلات سرقة الآثار بنسبة 90%، عقب ثورة 25 يناير 2011، نتيجة الانفلات الأمني الذي شهدته مصر، بحسب تصريحات سابقة لرئيس الإدارة المركزية للمضبوطات والمقتنيات الأثرية والأحراز في وزارة الآثار المصرية، يوسف خليفة.

اهتمام حكومي

وفيما تولي الحكومة المصرية اهتماماً بالغاً بقطاع الآثار، من حيث الاكتشاف أو إحباط محاولات التهريب التي تزامنت مع فترات الاضطراب الأمني، فإنها تعوّل على قطاع السياحة في توفير نحو 20% من العملة الصعبة سنويا، فيما يقدر حجم الاستثمارات بالقطاع بنحو 68 مليار جنيه ( 9.5 مليار دولار)، حسب بيانات وزارة السياحة.

ومؤخراً بدأت وزارة الآثار، خطوات افتتاح المتحف المصري الكبير، قرب أهرامات الجيزة، فيما ما تزال تعمل على إقامة بانوراما أثرية على طول امتداد محور قناة السويس، في إطار تنشيط السياحة والاهتمام بالآثار.

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com