ظاهرة "غسل العار" تثير الرعب في مصر
ظاهرة "غسل العار" تثير الرعب في مصرظاهرة "غسل العار" تثير الرعب في مصر

ظاهرة "غسل العار" تثير الرعب في مصر

أثار انتشار حوادث قتل الفتيات بداعي "العار"، أو ما يعرف بـ "جرائم الشرف" في العديد من محافظات مصر، قلقًا رسميًا وشعبيًا في الآونة الأخيرة، بعد تسجيل أكثر من 10 حوادث خلال الأشهر الثلاثة الماضية، راح ضحيتها 7 فتيات، بينهن نساء متزوجات.

واستيقظ أهالي منطقة البساتين في القاهرة على كارثة هزت الرأي العام، حينما أقدم سائق من سكان المنطقة على إلقاء زوجته من الطابق الثالث بعد شكه في سلوكها، ولكنها نجت من تلك الحادثة، وأكدت أن زوجها هو من قام بإلقائها من شرفة المنزل.

وشهدت منطقة أوسيم، بمحافظة الجيزة، قيام عامل بقتل أم أبنائه الثلاثة؛ بسبب شكه في سلوكها، وبعد نشوب العديد من المشادات الكلامية بينهما قرر قتلها وتسليم نفسه إلى قسم الشرطة.

ووصلت هذه الجرائم إلى محافظة القاهرة وتحديدًا بمنطقة مدينة نصر، عندما قام عامل يبلغ من العمر 28 عامًا بقتل صديقه البائع بعد شكه في وجود علاقة تجمعه بشقيقته.

وأقدم سائق بمنطقة بولاق الدكرور في محافظة الجيزة على هدم عش الزوجية، عندما جلب "حجابًا" وقام بلفه حول عنق زوجته حتى فارقت الحياة؛ لشكه في وجود علاقة تربطها بشخص آخر.

وكان لباقي محافظات مصر نصيب من هذه الجرائم، ففي محافظة الإسكندرية قام عامل صيانة سيارات "ميكانيكي" بقتل زوجته باستخدام أدوات منزلية موجودة في الشقة، بعد شكه في سلوكها، كما اتفق أحد المواطنين في محافظة البحيرة مع زوجته الأولى على ذبح زوجته الثانية لغسل العار.

وفي السويس، قام أحد المواطنين بقتل زوجته صعقًا بواسطة سلك الكهرباء؛ نتيجة شكه في سلوكها، وهو السبب ذاته الذي دفع مواطنًا آخرَ بمحافظة الشرقية إلى قتل زوجته بالضرب حتى فارقت حياتها.

وتعليقًا على هذه الظاهرة، قالت أستاذة علم الاجتماع وخبيرة الاستشارات الأسرية المصرية، الدكتورة هالة يسري: إن "الدوافع التي تجعل الجاني يقدم على ارتكاب مثل هذه الجرائم تتمثل في تناول المخدرات وانعدام الحوار الأسري بين الزوج والزوجة".

وأوضحت يسري، في تصريح لـ "إرم نيوز"، أن مثل هذه الحالات تصنف في علم النفس بـ"الخلل العقلي والنفسي غير المعالج"، مشيرة إلى أن هذه الحالات غير معترف بها في المجتمعات العربية.

وعن قيام الرجل دون المرأة بارتكاب هذه الجرائم، أشارت هالة يسري إلى أن الرجل يفعل ذلك اعتمادًا على قوته البدنية وإحساسه الدائم بأنه القوي المسيطر في الأسرة.

وأضافت أن هذه الجرائم يكون انتشارها وقتيًا؛ أي لا يعني انتشارها بشكل كبير، معتبرة أن "الإعلام الحالي سيىء جًدا في معالجته لمثل هذه الموضوعات".

وذكرت الخبيرة أن الحل للحد من مثل تلك الجرائم هو تكثيف التوعية من خلال الأسرة والتعليم والإعلام.

وكشفت إحصائيات المركز القومي للبحوث الاجتماعية والجنائية في مصر، أن 92 في المئة من جرائم قتل السيدات التي وقعت في الفترة الأخيرة بمصر تندرج تحت ظاهرة "جرائم الشرف" التي يرتكبها الأزواج أو الآباء أو الأشقاء بدافع الغيرة على الشرف وغسل العار.

وأوضحت الإحصائيات أن 70 في المئة من هذه الجرائم ارتكبها الأزواج ضد زوجاتهم، و20 في المئة ارتكبها الأشقاء ضد شقيقاتهم، بينما ارتكب الآباء 7 في المئة فقط من هذه الجرائم ضد بناتهم، أما نسبة الـ 3 بالمئة الباقية من جرائم الشرف فقد ارتكبها الأبناء ضد أمهاتهم.

Related Stories

No stories found.
logo
إرم نيوز
www.eremnews.com