عشرة أيام تحت القصف.. قصة عائلة سودانية هربت من الموت إلى المجهول

عشرة أيام تحت القصف.. قصة عائلة سودانية هربت من الموت إلى المجهول

آيات محمد علي، أم لثلاثة أطفال تروي معاناة 10 أيام قضتها في الخرطوم وسط أصوات الرصاص والقذائف، وهي تحاول حماية أبنائها تحت السرير خوفًا من القصف المكثف الذي دمر منازل مجاورة.

وكان خوف "آيات" على أبنائها يزداد شيئًا فشيئًا كلما سمعت صوت رصاص أو صوت تحليق الطيران في سماء الخرطوم، في الوقت الذي كان يبحث فيه عبد الحفيظ الرشيد وهو رب الأسرة، عن طريق أمان للخروج من العاصمة إلى إحدى الولايات البعيدة عن الاشتباكات الدامية.

عشرة أيام تحت القصف.. قصة عائلة سودانية هربت من الموت إلى المجهول
الخارجية الأمريكية: مئات المواطنين غادروا السودان برًا وبحرًا وجوًا

وتسكن الأسرة المكونة من 5 أفراد الجريف غرب شرق الخرطوم، وهي منطقة قريبة من معسكرات القوات العسكرية، التي حدثت فيها اشتباكات بين طرفي النزاع.

وتسرد الأم لـ "إرم نيوز" أن "الخوف ازداد حينما تم قصف منازل مجاورة لمنزلي ما أسفر عن مقتل أسرة كاملة، وفي هذا اللحظة كان حلمي الخروج من المنطقة إلى مكان آمن مهما كان الثمن".

خوف من المجهول

وتتابع الأم، أن "هناك معاناة من نوع آخر هي انقطاع التيار الكهربائي والمياه عن المنطقة منذ 3 أيام وقرب نفاد المواد الغذائية".

وتابعت: "كان أطفالي في منتصف الليل يصرخون من ارتفاع حرارة أجسادهم، وأصوات الرصاص الغريبة عليهم".

وأبدت الأم تخوفها من انقطاع الطعام الذي تبقى لهم من تجهيزات شهر رمضان.

عشرة أيام تحت القصف.. قصة عائلة سودانية هربت من الموت إلى المجهول
عشرات العوائل الكردية السورية العالقة في السودان تستغيث لإنقاذها

وقالت: "منذ بدء الأحداث أغلقت معظم المحال التجارية أبوابها إلا القليل منها تعمل ساعات قليلة فقط، والخروج من المنزل فيه مخاطرة كبيرة لذلك اعتمادنا على ما لدينا من مواد أساسية".

وأضافت أنه "بعد 10 أيام من المعاناة والخوف وعدم النوم قررنا الذهاب إلى ولاية سنار وسط السودان".

واستدركت بالقول: "لكن الخروج ليس أمرًا سهلًا يمكن فعله متى تشاء، لقد ظل زوجي يبحث لمدة 3 أيام عن وسيلة نقل للذهاب وفشل في المحاولة".

محاولات الخروج

وقال رب الأسرة عبد الحفيظ الرشيد لـ"إرم نيوز"، إنه حاول عدة أيام الحصول على وقود بداية الاشتباكات من أجل الخروج من الخرطوم إلى الولايات ولكن لم يجد لذلك أجبر على البقاء داخل العاصمة لهذه المدة.

ولفت إلى فشل الحصول على تذاكر حافلة، رغم تضاعف أسعارها بشكل كبير.

وأشار عبد الحفيظ، إلى أنه "بعد عدد من المحاولات تمكن من الحصول على وقود من السوق السوداء مقابل 40 ألف جنيه سوداني للغالون أي ما يقارب 8 دولارات".

مخاطرة الخروج

ويواصل عبد الحفيظ حديثه، قائلًا: "بعد ما تمكنت من الحصول على وقود بحثت عن طريق أمان للخروج من العاصمة وتوجهت نحو ولاية سنار، عبر طريق شرق الخرطوم المحاط بالمخاطر".

وهنا تقول الأم: "بعد خروجنا من البيت الذي لا أعلم ما إذا كنت سأعود إليه مجددًا، قابلنا عددًا من الجنود في الشارع، وشعرت بالخوف على أطفالي ورأيت المدينة قد تحولت إلى مدينة أشباح، وعند مرورنا في أحد شوارع الخرطوم تعرضنا للتفتيش وسمحوا لنا بالعبور، وتكرر هذا المشهد عدة مرات".

عشرة أيام تحت القصف.. قصة عائلة سودانية هربت من الموت إلى المجهول
تحليق للطيران واشتباكات متقطعة.. هل تصمد "الهدنة الخامسة" في السودان؟

ويقول عبد الحفيظ: "بعد يومين من التعب والخوف من مصير مجهول وصلنا إلى ولاية سنار".

وتابع: "لم أتصور الوصول إلى مكان آمن مع كامل أسرتي، ورغم خطر الطريق الذي كان محاصرًا بالنهب المسلح، وعادت الفرحة لأطفالي وسط لمة الأهل والأصحاب بعد معاناة وطول انتظار".

الأكثر قراءة

No stories found.
logo
إرم نيوز
www.eremnews.com