"فنانون بملامح مشوهة" في المسلسلات السورية.. تضليل للمشاهد أم استثمار للنجاح؟
استثمرت الدراما السورية هذا العام، النجاح الذي أعاد إطلاقها في رمضان العام الماضي، لتحصد جميع إمكانياتها في تقديم مسلسلات لافتة في رمضان القادم.
وتمكنت مسلسلات في رمضان الماضي مثل "على صفيح ساخن" و"كسر عضم" و"مع وقف التنفيذ" وغيرها، إضافة إلى أعمال البيئة الشامية التي تتكئ عليها الدراما السورية إلى حد كبير، وكان من أبرزها "حارة القبة" و"باب الحارة"، من إعادة الألق إلى الدراما السورية بعد أن فقدتها طوال سنوات الأزمة في البلاد.
ومنحت هذه العودة القائمين على الدراما السورية دفعة أمل لإعادتها إلى خارطة المنافسة الرمضانية، لتصل عدد الأعمال السورية المشاركة في رمضان هذا العام إلى نحو 16 عمل.
ويشارك عدد كبير من نجوم الدراما السورية في أعمال رمضان هذا العام، لكن اللافت لعبهم أدوار أدت إلى تغييرات كبيرة في ملامحهم وكانت أقرب إلى "التشوه".


استثمار للنجاح
ومن الفنانين الذين ظهروا في الإعلانات الترويجية بتغييرات كبيرة في ملامحهم خالد القيش وسعد مينا وفايز قزق وكرم الشعراني وأيمن عبدالسلام، فيما اللافت كذلك ظهور باسم ياخور بمظهر مختلف في مسلسل "العربجي".
واتكأ القائمون على الأعمال السورية على "مفاجأة" المشاهدين بتغيير كبير في ملامح فنانين، والترويج لشخصياتهم "المشوهة" المقرر أن يلعبوها في مسلسلات رمضان هذا العام.
ويبدو أن صناع الدراما السورية يرغبون في الحفاظ على النجاح، الذي حصدوه بصعوبة بعد سنوات من الكساد ووسط منافسة صعبة وازدحام رمضان بالدراما العربية، فآثروا تغييرات كبيرة في ملامح النجوم، في محاولة ربما للحفاظ على مكتسبات رمضان الماضي واستثمار النجاح لتحقيق المزيد منه.


تضليل المشاهد
على صعيد آخر، ومع الزج بالعديد من المسلسلات السورية في سباق الدراما هذا العام، خاصة أعمال "البيئة الشامية" التي بقيت طوال سنوات ما بعد الأزمة، الأكثر طلبا ورواجا، ربما كانت محاولة التغيير في "الشكل" غطاء على "النص" و"تجديد لاسم الفنان".
يلوم متابعون الدراما السورية على عدم قدرتها على الإتيان بخطوط درامية مبتكرة في السنوات الأخيرة، وإعادة تدوير ذات القصص بحبكات مختلفة أو بأسماء مسلسلات مختلفة، خاصة فيما يتعلق بأعمال "البيئة الشامية"، كما ينتقدون العديد من النجوم على ظهورهم في شخصيات مشابهة قاموا بلعبها سابقا، وحصرهم في قوالب معينة.
ولعل الدفع بالمشاهد لـ"الالتهاء" بمظهر الشخصيات المشاركة في أعمال رمضان هذا العام، واللعب على الملامح بتشويهها قدر الإمكان، استدراج لفضوله لتضليله عن النص، والتركيز أكثر على ملامحه نجمه المفضل "الجديدة" بما يجنبه "ملل تكرار الشخصيات"، ومحاولة اكتشاف سبب "تشويهه".