بعد قضية الرشوة الكبرى.. فنانون مصريون: الرقابة الفنية تخاف من حرية الإبداع
بعد قضية الرشوة الكبرى.. فنانون مصريون: الرقابة الفنية تخاف من حرية الإبداعبعد قضية الرشوة الكبرى.. فنانون مصريون: الرقابة الفنية تخاف من حرية الإبداع

بعد قضية الرشوة الكبرى.. فنانون مصريون: الرقابة الفنية تخاف من حرية الإبداع

أثارت قضية رشوة "مجلس الدولة" الشهيرة في مصر، حالة من الجدل، وخلقت داخل الوسط الفني نقاشا طويلا لا ينتهي إلا ليبدأ من جديد، خاصة أن أحد المتَّهمين في القضية المستشار وائل شلبي كان يشغل منصب أمين عام مجلس الدولة، وتوفي في محبسه.

وفاة القاضي سواء بالتصفية أو الانتحار، جعلت صنَّاع السينما يتساءلون: لماذا توجد مقدسات ممنوع الاقتراب منها حتى الآن في مصر؟، و لماذا تتعامل الرقابة بخوف مع حرية الإبداع؟.

السينما المصرية بتاريخها الطويل، تتضمن عملين فقط اقتربا من "القاضي"، الأول "اغتيال قاضي" والثاني هو "الأفوكاتو" بطولة عادل إمام ورأفت الميهي، وبعد عرض الفيلم، صدر ضدهما حكم بسنة حبس لأنهما اقتربا من مسألة "القضاء".

وفي تفاصيل القضية، تحدث السيناريست بشير الديك قائلا: أمر مدهش جدا، نتحدث كثيرا عن حرية الإبداع داخل الغرف المغلقة، ولكن الأمر لا يدخل أبدا في حيز التطبيق والتنفيذ، ما زالت هناك مقدَّسات ممنوع الاقتراب منها أو المساس بها.

وأضاف الديك: في السينما الأوروبية والأمريكية يتم انتقاد القضاة ويمتد النقد إلى رئيس الجمهورية، ولكن في مصر، من يحاول أو يتجرأ على انتقاد أوضاع خاطئة يتعرض للمساءلة، لذا تجب إعادة النظر في قوانين وقواعد الرقابة.

في نفس السياق، تحدث الكاتب والسيناريست وحيد حامد قائلا: دون شك ما حدث في قضية الرشوة يسبق الواقع ويكشف أن الواقع في أحيان كثيرة يتفوق على خيال المبدعين، ولكن المشكلة ليست في الرقابة، القاضي يحتمي بالحصانة ومن يحاول أن ينتقد قاضيًا يتعرض للعقاب الشديد، ومطلوب من الدولة أن تتعامل مع كل الناس بالمساواة، ولا يوجد شخص فوق النقد أو القانون.

وبهدوء شديد، تحدَّث المخرج خالد يوسف قائلا: أصوات كثيرة تطالب برفع سقف الإبداع وتنادي بالحرية، ولكن لا أحد يهتم أو حتى يحاول بحث القضية بشكل جيد، المفروض أن يقترب المبدع من كل الشخصيات دون خوف، وأن ينتقد بحرية، لذا أتمنى تغيير القوانين التي تسمح للفاسد بالتخفي وراءها والاحتماء بها، لأن الأصل أن يكون القانون فوق الجميع، وعلى كل المبدعين أن يناضلوا من أجل الحرية وعلى الدولة أن تفتح صدرها وتقبل النقد بصدر رحب.

وفي ذات الموضوع، تحدث الدكتور أشرف زكي نقيب المهن التمثيلية، قائلا: أنا ضد الرقابة المشدَّدة ولكنني في نفس الوقت ضد أي عمل فني يهدم ثوابت وقواعد المجتمع، ولا أعرف لماذا الاعتراض على تقديم القاضي الفاسد في السينما، ففي كل مهنة يوجد النموذج الجيد والنموذج السيء، وعلى الفن أن يقدَّم كل النماذج وعلى المتلقي أن يحلل ويختار.

ويقول الناقد الفني نادر عدلي، إن الرقابة على المصنفات الفنية، تتعامل مع الإبداع بخوف وأيادٍ مرتعشة، يجب رفع سقف الحريات، وعلى المصنفات أن تكون جريئة في تمرير أعمال فنية مهمة وتطرح قضايا شائكة، فإن الإبداع إذا حاصرته القيود يموت.

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com