حصاد السينما المصرية 2016: "جحيم في الهند" الأعلى إيرادات.. وناهد السباعي الأكثر إثارة
حصاد السينما المصرية 2016: "جحيم في الهند" الأعلى إيرادات.. وناهد السباعي الأكثر إثارةحصاد السينما المصرية 2016: "جحيم في الهند" الأعلى إيرادات.. وناهد السباعي الأكثر إثارة

حصاد السينما المصرية 2016: "جحيم في الهند" الأعلى إيرادات.. وناهد السباعي الأكثر إثارة

شهدت السينما المصرية عام 2016، حالة من الانتعاش على مستوى الإنتاج، إذ بلغ عدد الأفلام التي عرفت طريقها إلى دور العرض، 31 فيلمًا، وهو مؤشر جيد، خاصة أن الإنتاج مر خلال السنوات الماضية بأزمة كبيرة، بسبب الظروف السياسية التي أجبرت عددًا من المنتجين على الابتعاد عن الساحة، والاكتفاء بمتابعة المشهد من بعيد.

وإذا كان مؤشر الإنتاج ارتفع، ففي المقابل، مؤشر الأفكار والإبداع لم يتحرك كثيرًا، وما زال صناع السينما أسرى للأفكار التقليدية.

نجوم تخلى عنهم "الحظ" في السينما

من أبرز سمات الموسم السينمائي عام 2016، عودة نجوم بارزين إلى المنافسة على إيرادات شباك التذاكر؛ ما خلق حالة من الرواج والمنافسة، فقد عاد نجم الكوميديا محمد سعد، بفيلم "تحت الترابيزة"، وشاركته الفنانة اللبنانية نيكول سابا البطولة، وكانت الصدمة، حين رفض الجمهور أداء سعد، وإصراره على شكل "اللمبي" الذي يظن أنه سيضمن له النجاح دائمًا، وبعد أسبوع واحد فقط تم رفع الفيلم من دور العرض.

ورغم ذلك، لم يعترف سعد، بضعف مستوى الفيلم، ولكن وصف الأمر بأنه مؤامرة تم تنفيذها ضده، بهدف إزاحته من طريق نجوم جدد.

وظنت الفنانة غادة عبدالرازق، أن نجاحها في الدراما التلفزيونية، سوف يؤهلها إلى تصدر المشهد في السينما، وقدمت فيلم "اللي اختشوا ماتوا"، الذي بلغت تكلفه إنتاجه 8 ملايين جنيه، وحقق إيرادات 4 ملايين فقط؛ ما أصاب النجمة المصرية بالإحباط، خاصة أنها بذلت جهدًا كبيرًا في العمل، وكانت تظن مع باقي صناعه، أن الإثارة وحدها كفيلة بجذب الجمهور إلى شباك التذاكر.

بدورها، راهنت ياسمين عبدالعزيز، على حضورها، وقدمت فيلمًا كوميديًا، يحمل اسم "عصمت أبوشنب"، وشاركها البطولة الفنان التونسي ظافر العابدين، وتخلى عنها الحظ، ولم ينجح العمل، على مستوى النقد أو الإيرادات.

الفنان سامح حسين أيضًا، واصل السقوط في السينما، فقد خاض تجربة كوميدية جديدة تحت عنوان "عسل أبيض"، وبكل أسف تم رفعه من دور العرض بعد 14 يومًا، بسبب عزوف الجمهور عن دخوله.

فيلم "من ضهر راجل" لم يحقق إيرادات أيضًا، ولم يستطع آسر ياسين أن يفرض نفسه كنجم شباك، رغم أن كل عناصر النجاح كانت متوافرة، فلم تبخل الشركة المنتجة، ووفرت للتجربة نجومًا من العيار الثقيل، كان في مقدمتهم محمود حميدة.

كما فشل نجوم "مسرح مصر"، في إثبات وجودهم، إذ قدموا فيلم "أوشن 14"، ولم ينجح.

ومن النجوم الذين عاندهم الحظ أيضًا، محمد رجب، بطل فيلم "صابر جوجل"، وعمرو يوسف بطل فيلم "كدبة كل يوم"، ولم يشفع لرامز جلال نجاحه في برامج الكاميرا الخفية، وخسر في تجربته الأخيرة "كنغر حبنا"، كما فشل فيلم "المشخصاتي 2"، بطولة تامر عبدالمنعم، ويعد فيلم "بارتي في حارتي"، أسوأ تجربة سينمائية في 2016.

وشهد عام 2016 أيضًا، انفصال الثلاثي هشام ماجد وأحمد فهمي وشيكو، إذ تحمس فهمي لبطولة فيلم "كلب بلدي"، وقد حقق إيرادات معقولة، إلا أنه لم يخلق حالة مختلفة، فيما فشل شيكو وماجد في فيلم "حملة فريزر".

الثنائي حسن الرداد وإيمي سمير غانم، قدما فيلم "عشان خارجين"، وكان نجاحه محدودًا، ولم يضف لرصيدهما الفني أي شيء.

وهناك أفلام تم تقديمها، ولم يشعر بها الجمهور، ولم يلتفت إليها النقاد أيضًا، مثل "نعمة" و"الثمن" و"الهرم الرابع"، بطولة أحمد حاتم وإخراج بيتر ميمي، و"حسن وبقلظ" بطولة علي ربيع وأحمد فهمي.

نجوم ابتسم الحظ لهم

عام 2016 كان رائعًا بالنسبة للعديد من النجوم الآخرين، يأتي على رأسهم الفنان محمد إمام، الذي حقق آخر أفلامه "جحيم في الهند" إيرادات في موسم عيد الفطر، بلغت 50 مليون جنيه، متفوقًا على أحمد السقا، الذي خاض السباق بفيلم "من 30 سنة"، من إنتاج وليد منصور، وحقق إيرادات بلغت 23 مليون جنيه.

ولم يخرج السقا خاسرًا، وحافظ على مكانته، ولكن في المقابل أصبح مطالبًا بتقديم شيء مختلف، حتى يضمن لنفسه البقاء في المقدمة، خاصة بعد سطوع نجم محمد رمضان، الذي يلعب في منطقة السقا نفسها.

وعاد نجم الكوميديا أحمد حلمي، بعد غياب طويل، وحقق فيلمه "لف ودوران" إيرادات مرتفعة، وهذا الأمر جعل نجمه يسطع من جديد.

وقد منح فيلم "هيبتا" لأبطاله، وهج النجومية، فقد حقق إيرادات كبيرة، بلغت 31 مليون جنيه، وهو من إخراج هادي الباجوري، وبطولة ياسمين رئيس وماجد الكدواني وعمرو يوسف وكندة علوش.

عودة الكبار

شهد هذا العام أيضًا، عودة كبار المخرجين، بعد غياب طويل، أبرزهم الراحل محمد خان، بفيلم "قبل زحمة الصيف"، الذي مثل مصر في العديد من المهرجانات، ونال إشادة النقاد، لكنه واجه نقدًا بسبب جرأة الفنانة هنا شيحة، في أكثر من مشهد بالعمل.

وعرض الفيلم للمرة الأولى في مهرجان دبي السينمائي الدولي، العام الماضي، إذ تنافس على الجوائز، ضمن فئة "المهر الطويل"، إلا أنه لم يفز بأي جائزة، كما عرض ليلة ختام الدورة الخامسة من مهرجان الأقصر للأفلام الأفريقية.

"قبل زحمة الصيف"، بطولة ماجد الكدواني، وأحمد داوود، ولانا مشتاق، وهاني المتناوي، بالاشتراك مع خيري بشارة وسلوى محمد علي، ومن تأليف محمد خان وغادة شهبندر.

"الخضرة والوجه الحسن" من الأفلام التي كانت مفاجأة أيضًا في العام نفسه، ففيه عودة للمخرج يسري نصر الله مع ليلى علوي ومنة شلبي وباسم سمرة وصابرين، وأحمد داوود، ومحمد فراج، ومحمد الشرنوبي.

الفيلم فكرة باسم سمرة، والسيناريو والحوار كتبه يسري نصر الله، بالتعاون مع أحمد عبدالله، ويدور حول حياة مجتمع لم تقترب منه السينما المصرية لهذا الحد.

وحظي العمل بردود فعل قوية، وشارك في العديد من المهرجانات، أبرزها مهرجان الإسكندرية، ونال اهتمامًا كبيرًا.

أفلام مصرية شاركت في مهرجانات دولية

شاركت بعض الأفلام السينمائية، في مهرجانات دولية مهمة، منها فيلم "اشتباك"، للمخرج محمد دياب، والذي أثار ضجة كبيرة، منذ عرضه في مهرجان كان السينمائي الدولي، وكان الأكثر إثاره للجدل فى 2016، لعدة أسباب، إذ اختاره النقاد ضمن قائمة أفضل 10 أفلام عرضت ضمن فعاليات الدورة الـ69 من المهرجان، وكان هذا العرض الأكثر شهرة خلال العام، ففي الوقت الذي حظي عرض الفيلم بنجاح كبير في المجال السينمائي، لكنه لاقى اتهامات عدة بأنه ممول من الخارج لتشويه صورة مصر.

وحصل الفيلم على إشادة عالمية، ونال تعليقات من نجوم عالميين، أمثال توم هانكس، وغيره، ومثل مصر في أغلب مهرجانات العالم، وتمت ترجمته لـ4 لغات، وشارك في 39 مهرجانا، وحصد جوائز عدة.

الفيلم من بطولة النجوم نيللي كريم وهاني عادل وطارق عبدالعزيز وأحمد مالك وأحمد داش وعمرو القاضي، وجميل برسوم، وميار الغيطي، ومن تأليف خالد دياب، وإخراج محمد دياب، وإنتاج شركة فيلم كلينك، بالتعاون مع العديد من شركات الإنتاج العالمية.

وهناك أفلام، أثارت ردود فعل طيبة، بتمثيلها لمصر أمام مهرجانات العالم، وهي تخضع لنوعية الأفلام المستقلة، وكلها نالت جوائز وردود فعل قوية جدًا في الخارج، رغم كل ما أثير عنها في مصر، وأولها "أخضر يابس"، ويحكي عن "إيمان"، تلك الشخصية المُحافظة التي دائمًا ما تضع نُصب عينيها التقاليد والأعراف الاجتماعية الراسخة، ولكن حدثًا صادمًا يجعلها تضرب عرض الحائط بكل قناعاتها السابقة.

"أخضر يابس" من تأليف وإخراج محمد حماد، في أول أعماله الروائية الطويلة، ومن إنتاج خلود سعد، ومحمد الشرقاوي ومحمد حماد، مع المنتج المشارك محمد حفظي "شركة فيلم كلينك"، وقد شارك في الدورة الـ 27 من مهرجان سنغافورة الدولي.

ثاني تلك الأفلام، هو "آخر أيام المدينة"، إخراج تامر السعيد، وبطولة خالد عبدالله ومريم صالح وعلي صبحي وحنان يوسف وحيدر حلو وليلى سامي، من تأليف رشا سلطي، وتامر السعيد، والفيلم تدور أحداثه في عام 2009، داخل مدينة القاهرة العريقة، تبدأ حياة خالد المخرج الشاب الذي يحاول أن يصنع فيلمًا عن تلك المدينة، وما تحمله من أحلام، في الوقت الذى يعانى فيه من احتمالية أن يُطرد من شقته، والمرأة التي يحبها تريد أن تهاجر خارج مصر.

وسبق أن شارك الفيلم في مهرجان برلين السينمائي الدولي، بدورته الأخيرة، ومثل مصر في العديد من المهرجانات، وتم استبعاده من مهرجان القاهرة السينمائي الدولي، لأسباب سياسية.

وهناك أيضًا فيلم "علي معزة وإبراهيم"، للمخرج شريف البنداري، وهو من إنتاج محمد حفظي، حسام علوان، بطولة علي صبحي، أحمد مجدي، سلوى محمد علي، ناهد السباعي، وأثار ردود فعل قوية بعرضه في مهرجان دبى، ونال جائزة أفضل ممثل، ومثل مصر في أغلب المهرجانات الدولية، التي أقيمت في نهاية العام.

وقد شارك فيلم "مولانا"، بطولة عمرو سعد ودرة، وإخراج مجدي أحمد علي، في فاعليات الدورة الأخيرة من مهرجان دبي السينمائي، فيما تواجد فيلم "يوم للستات" في مهرجان لندن السينمائي، وحتى الآن لم يتم عرض الفيلمين تجاريًا.

أبرز القرارات الخاصة بصناعة السينما

طبقت الرقابة على المصنفات الفنية، التصنيف العمري للأفلام، إذ وضع على أفيش فيلم "كلب بلدي" +12، كما وضع على أفيش "اللي اختشوا ماتوا" +18.

وقد وافق رئيس مجلس الوزراء، على دعم جهاز السينما، بمبلغ قدره 50 مليون جنيه، وتخصيص قطعة أرض لإنشاء مدينة السينما، فيما قرر وزير الثقافة حلمي النمنم، تغيير إدارة مهرجان القاهرة السينمائي الدولي، بعد فشل فاعليات الدورة الـ 38، ومن المحتمل عودة عزت أبوعوف، لرئاسة المهرجان، كما تقدم الوزير بطلب لوزارة المالية، لرفع الميزانية.

جواب اعتقال.. أزمة مع الرقابة

في عام 2016، لم تقف الرقابة على المصنفات الفنية، في طريق عدد كبير من الأفلام، باستثناء فيلم واحد فقط، هو "جواب اعتقال"، بطولة محمد رمضان، إذ كان على وشك العرض في عيد الأضحى الماضي، واعترضت طريقه، وطالبت المنتج أحمد السبكي بحذف عدد كبير من المشاهد؛ ما  دفعه لكتابة السيناريو من جديد.

حتى الآن، لم يعرض الفيلم تجاريًا، ومن أبرز المشاهد التي اعترضت عليها الرقابة، مقتل مجموعة من الشيوخ داخل مسجد، واغتيال عدد كبير من أفراد الأمن المركزي، بسبب عملية إرهابية.

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com