"غراند أوتيل" يتألق وسط زحمة الأعمال الفنية
"غراند أوتيل" يتألق وسط زحمة الأعمال الفنية"غراند أوتيل" يتألق وسط زحمة الأعمال الفنية

"غراند أوتيل" يتألق وسط زحمة الأعمال الفنية

سعت الدراما المصرية للعودة بقوة هذا العام من خلال عدة أعمال كان أبرزها "أفراح القبة" و"مأمون وشركاه" كما عاد محمود عبدالعزيز من خلال "الغول" ويحيى الفخراني في "ونوس"، ومسلسلات أخرى مثل "يونس ولد فضة" و"الأسطورة" وغيرها.

ورغم سعي هذه الأعمال كل منها لاحتلال مساحة على الساحة الفنية، لكن لم يكن كثير منها على مستوى الضجة الإعلامية، فيما خيبت مسلسلات أخرى آمال الجمهور خاصة مع أسماء النجوم الكبيرة التي لعبت دور البطولة، باستثناء مسلسل "ونوس" الذي حافظ فيه الفخراني على ألقه المعتاد.

وفي زحمة هذه الأعمال، جاء مسلسل "غراند أوتيل" ليتفوق عليها جميعا رغم أنه لم يأخذ حقه الكافي إعلاميا.

 فما أبرز الأسباب التي دفعت "غراند أوتيل" ليكون مسلسلا ناجحا؟

المراهنة على الوجوه الجديدة

نجح العمل في تقييم الأدوار بحرفية ومنحها للفنانين المناسبين، فلم يبدو أي فنان دخيلا على دوره، بل بدا وكأن كل دور لا يناسب إلى من لعبه تحديدا.

فتمكنت النجمة أنوشكا من إتقان دورها ببراعة من خلال شخصية "قسمت" هانم، حيث أجادت لعب دور سيدة الطبقة النبيلة والشريرة في آن، فيما أتقنت إبراز الومضات الإنسانية والمرأة القوية التي تخفي عجزها وانكسارها بدور كان صعبا.

كذلك لفتت النجمة "شيرين" الأنظار من خلال شخصية "فخر" هانم الطريفة، ورغم مساحة الدور الصغيرة والشرفية للفنانة، لكنها استطاعت أن تشكل حضورا أفضى على العمل رونقا وروحا كوميدية خفيفة.

بالطبع، لعبت الفنانتان رجاء الجداوي وسوسن بدر دورهما ببراعة، حيث برزت كل منهما بأدائها الذي حافظ على عفويته بعيدا عن المبالغة والانفعالات الطارئة.

وعلى عكس الكثير من المخرجين الذين يخافون المجازفة مع الوجوه الجديدة، ويتكئون على وجوه فنية مستهلكة لضمان نجاح العمل، خرق المخرج محمد شاكر خضير هذه القاعدة وأثبت بحق أنه مخرج ذو نظرة ثاقبة ومبدعة.

فقدم أدوار بطولة لوجوه شابة جديدة، فلعب الفنان أحمد داوود دورا رئيسا في العمل من خلال شخصية "مراد باشا" مدير الاوتيل، ولعب الفنان محمد حاتم دور مماثلا أيضا.

واستطاعت الفنانة الشابة أمينة خليل بشخصية "ناضلي" أن تلفت الانتباه، حيث أتقنت الدور ببراعة، فبدت وكأنها حقا ابنة طبقة نبيلة وفتاة رقيقة وراقية في آن واحد.

الفنان الشاب محمد ممدوح، لعب دورا مهما ورئيسا في العمل، وأتقنه بحرفية، من خلال شخصية "النادل أمين" الطيب والساذج والعاشق بجنون، والذي يصير لاحقا مالكا للأوتيل، وقد نجح في إبراز أدق تفاصيل الشخصية بقليل من الكلمات وبحرفية تعبيرية عالية.

دينا الشربيني تعود بقوة

عادت الفنانة المصرية دينا الشربيني بقوة إلى الساحة الفنية في رمضان هذا العام، بعد قضية إدمانها المخدرات التي شغلت الرأي العام في مصر مدة طويلة.

ونجحت الشربيني في تجاوز محنتها من خلال شخصية "ورد" التي لعبتها في العمل.

وتعد "ورد" من أهم شخصيات العمل، فهي شخصية تحمل وجوها عدة وشهدت تطورا هائلا خلال المسلسل، كما أنها أبرزت وجوها نفسية معقدة.

و"ورد" فتاة خادمة في الاوتيل، طماعة وشريرة، تقع في ورطه بعد علاقة غير شرعية مع "مراد" حين تحمل منه، لتستغل لاحقا "أمين" النادل الذي يحبها بشدة والذي يتبين لاحقا أنه مالك الاوتيل.

وتتطور الشخصية طوال سير العمل، التي حملت وجوها عديدة، الحب والكره والخداع والغدر والخيانة والأمومة، حتى تنال جزاءها في النهاية من خلال مشهد كأن أكثر من متقن ورائع، برع المخرج خضير في تصويره.

وتستحق الفنانة دينا الشربيني عن هذا الدور ترشيحا على جائزة أفضل ممثلة، حيث كان لها دورا كبيرا في نجاح هذا العمل.

السيناريو والإخراج

أبدع السيناريست تامر حبيب في صياغة نص درامي بوليسي محكم، وتمكن بنجاح من اقتباس عمل أجنبي وقولبته في دراما عربية.

وتميز النص بأنه كان رشيقا مكثفا، بلا حشو أو اطراد، خدم المشاهِد فجعلها محكمة ومشوقة.

وجاء الإخراج مرادفا للنص، فحافظ طوال حلقات المسلسل على التشويق بعيدا عن أي ملل أو مطمطة، كما برع المخرج محمد شاكر خضير في الحفاظ على الإطار البوليسي للعمل، وأبدع في الحفاظ على التشويق رغم المكان الواحد فقط الذي كان مسرحا للتمثيل وهو الفندق، كما تمكن من تقديم مشاهد وشخصيات بعيدا عن المبالغة أو الجذب الخارجي، متغلغلا لعمق الشخصيات، مقدما قصة رشيقة محبكة في التصوير والتمثيل والإخراج.

يذكر أن أحداث مسلسل "غراند أوتيل" تدور في إطار بوليسي غامض، وتحكي قصص جرائم وأسرار داخل الأوتيل التي تتكشف خيوطها شيئا فشيئا مع سير المسلسل نحو نهاية قصته.

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com