هل اعترف النظام السوري بالثورة من خلال "العرّاب"؟
مع نهاية شهر رمضان المبارك تختتم الأعمال الفنية قصصها الحلوة والمرة التي تابعناها طوال الشهر بشغف واهتمام.
وعرضت اليوم الحلقة الأخيرة من الجزء الثاني للمسلسل السوري "العرّاب" ليختتم بهذا سيرة هذا العمل الفني، الذي لاقى نجاحًا كبيرًا في جزئه الأول.
ويسلّط العمل الضوء على السلطة والفساد ورجال الأعمال والوصولية والطرق اللا قانونية واللا أخلاقية التي يتبعونها في سبيل الحفاظ على مصالحهم الشخصية.
ويبرز "العرّاب" الطبقة التي تسيطر على الدولة في سوريا وكيف تعيث فسادًا وترتكب مختلف الجرائم في سبيل البقاء في مناصبها ومراكزها، وفي مقابل هذا يبرز العمل الطبقة المتوسطة والفقيرة والتي تحاول العيش بكرامة فيما يحاول آخرون استغلال الفساد لتحقيق مكاسب صغيرة بشتى الطرق.
وينتهي العمل بصورة لافتة، مخالفة لطبيعة الأعمال التي تقدمها القطاعات الموالية والتي تعمل تحت مظلة النظام السوري، حيث يصور المشهد الأخير بداية انطلاق المظاهرات في سوريا بين مشاهد تمثيلية وحقيقية.
ويعترف النظام السوري من خلال هذا المشهد أن هذه الثورة كانت بداية نهاية الفساد في سوريا الذي أوصل الناس والبلاد إلى طريق مسدود.
وطوال السنوات الماضية، كانت قطاعات الإنتاج التي خرجت من عباءة النظام هي من تسلّط الضوء وتحاول أن تقدم وجه الثورة السورية والحرب الدائرة في البلاد منذ 5 سنوات، فيما اكتفى النظام بصورة مبهمة مضللة غير واضحة بل وأحيانا كثيرة منفصلة عن الواقع تبدو وكأن السوريين ما زالوا يعيشون قبل الثورة.
لكن المشهد الذي لم يتعد دقيقة في مسلسل "العرّاب" جاء مختلفًا هذه المرة، حيث أقرّ النظام السوري بالثورة ضده واعترف بأن الفساد في أركانه سببًا لها.
والسؤال الذي يظل عالقًا، ما الهدف الذي أراده النظام من هذا المشهد؟ هل يرغب أخيرًا في أن يقول كلمته أيضًا بخصوص الثورة، وأن يعرضها من وجهة نظره هو مجابهًا بهذا الجانب الآخر الذي يسلط الضوء على الثورة من وجهة نظر المعارضة؟.
