الدراما السورية في رمضان تراجع حاد وانفصال عن الواقع
الدراما السورية في رمضان تراجع حاد وانفصال عن الواقعالدراما السورية في رمضان تراجع حاد وانفصال عن الواقع

الدراما السورية في رمضان تراجع حاد وانفصال عن الواقع

يومياً يجلس يزن في مقهى الكمال العريق وسط العاصمة السورية دمشق، حيث اعتاد الخروج إلى المقهى في كل مساء من شهر رمضان، لمشاهدة مسلسله المفضل "باب الحارة" الذي يعرض على إحدى القنوات العربية.

ويقول يزن السمان وهو طالب جامعي أن "انقطاع الكهرباء بشكل يومي والحاجة إلى بعض الترفيه مع الأصدقاء تدفعه لارتياد المقهى يومياً رغم التكلفة المادية".

مشاهدة الدراما السورية طقس رمضاني في سورية منذ انطلاق إرسال التلفزيون السوري في ستينيات القرن الماضي، ورغم الحرب الأهلية المستمرة في سورية منذ العام 2011، أنتجت الدراما السورية خلال العام الحالي 35 مسلسلاً، جزء كبير منها تم تصويره خارج البلاد.

تنوعت أعمال هذا الموسم بين الدراما المعاصرة وما يعرف بدراما الأزمة والكوميديا والبيئة الشامية والتاريخي.

وعاد في هذا الموسم الكاتب حسن سامي يوسف ليقدم مسلسل "الندم" إخراج الليث حجو والذي تدور أحداثه في دمشق بين العام 2003 والوقت الحاضر، والعمل من بطولة سلوم حداد وسمر سامي وباسم ياخور ومحمود نصر، ولقي العمل استحساناً لدى نقاد الدراما ورواد مواقع التواصل الاجتماعي الذين توقعوا أن يحصد النجاح الأكبر هذا العام.

وفي الدراما المعاصرة ايضاً أنتجت الدراما السورية هذا العام مسلسلات "أحمر من بطولة سلاف فواخرجي وعباس النوري، ودومينو من بطولة بسام كوسا وسلافة معمار، ونبتدي منين الحكاية بطولة سلافة معمار وغسان مسعود، ومسلسل العراب "تحت الحزام" بطولة حاتم علي وباسم ياخور وباسل خياط".

وسيطر على الدراما المعاصرة هذا الموسم استخدام التقنيات الحديثة في التصوير، ويقول خلدون حمود وهو طالب في المعهد العالي للفنون المسرحية إن المخرجين اعتمدوا اللعبة الإخراجية والإبهار البصري وما يسمى "الفلاش باك" دون إعطاء أدنى اهتمام للمبررات الدرامية،

ويضيف خلدون أن "استخدام التقنيات مجرد تغطية على عيوب السيناريو، فالنص الجيد غائب في هذا الموسم، عدا عن الأداء الهزيل لمعظم الممثلين والممثلات وتسييس النصوص لمصلحة الحكومة السورية".

أما في دراما البيئة الشامية فأنتجت الدراما السورية هذا العام مسلسلات "باب الحارة، وخاتون، وطوق البنات، وعطر شام".

وتحولت الدراما الشامية إلى تجارة رخيصة لا تعود بالفائدة على الجمهور، وذلك على حساب المعايير الفنية كما تقول فرح الشيخ علي.

تقول فرح وهي مذيعة في إحدى الإذاعات السورية إن باب الحارة يشوه التاريخ، وتحول إلى مسرحية هزلية سنوية، عدا عن الرسائل السياسية المبطنة في المسلسل.

بينما ترى ديالا عمران وهي طالبة في المعهد العالي للفنون المسرحية في دمشق إن مسلسلات رمضان منفصلة عن الواقع، وهي تقدم لنا جرعة من الترفيه الزائد، الذي لا يلزم المواطن السوري في الوقت الراهن ولا يتناسب مع واقعه السيئ، وتنتقد ديالا ما يعرف بدراما "البان آراب" التي أفرزتها الأزمة السورية، والتي كرست النجوم السوريين كمجرد سلعة وموديلات من شمع في مسلسلات تفتقد لأدنى معايير الدراما.

ومن مسلسلات "البان آراب" أو دراما الانتاج العربي المشترك هذا الموسم مسلسل "نص يوم" بطولة تيم حسن وندين نجيم، ومسلسل جريمة شغف بطولة قصي خولي وأمل عرفة، ومسلسل يا ريت لمكسيم خليل وماغي بوغصن، ويرى النقاد أن المسلسلات المشتركة أطاحت بالنجوم السوريين.

مهند المصري وهو صاحب محل تجاري في العاصمة السورية يعلّق قائلا: إن الغريب في مسلسلات الموسم هم الأبطال الذين يتنقلون من بلد إلى آخر، دون أي عوائق، في الوقت الذي يقتل فيه السوريون على الحدود، وتمنعهم معظم بلدان العالم من الدخول إليها.

أما الكوميديا في الموسم الحالي فقد كانت أكبر الخاسرين حسب النقاد، فاقتصرت الأعمال الكوميدية على مسلسل "بقعة ضوء 12" ، ومسلسل "سليمو وحريمو".

ويرى وسام العلي صحفي سوري مقيم في بيروت أن الواضح في بقعة ضوء غياب الحبكة الذكية، والاعتماد على نصوص وقصص مستهلكة على مواقع التواصل الاجتماعي، أما مسلسل "سليمو وحريمو" فهو أقل من أن يوصف بالمسلسل، وهو أدق تعبير عن الحالة الحرجة والمزرية التي وصلت إليها الدراما السورية.

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com