هل تحولت الدراما العربية المشتركة إلى سياحة صورية؟
هل تحولت الدراما العربية المشتركة إلى سياحة صورية؟هل تحولت الدراما العربية المشتركة إلى سياحة صورية؟

هل تحولت الدراما العربية المشتركة إلى سياحة صورية؟

تأخذ الدراما المشتركة نصيبها من الإنتاج العربي كل عام، وتفرض مساحتها باعتمادها على تنوع النجوم، وضخامة الإنتاج، وموضوعاتها المنتقاة لتنسجم مع رغبات الجمهور وتجذبه، وهي إن تزيد موسماً بعد آخر وبرغم الجمهور الذي يحب "صورتها" وماهية تقديمها والخيال الذي يتمنى أن يعيشه معظم المشاهدين لا تسلم كل موسم من الانتقادات خاصة مع ابتعادها عن طرح قضايا تعني الإنسان العربي سيما في ظل ما يعانيه من أزمات في السنوات الأخيرة، لتتحول تلك الأعمال إلى دراما سياحية صورية.

وبرغم عدم رفض العديد من الممثلين والنجوم العرب المشاركة بها، لما تقدمه من انتشار ولما تحظى به من قوة تسويقية أيضاً، غير أنهم دائماً ما يتحدثون عن ضرورة أن تقترب من الواقع، وأن تلامس هموم الناس وطبيعة حياتهم في مجتمعنا.

وإن كانت أبرز الأسباب التي تسهم في زيادة هذه الأعمال الصورة التي تقدمها، والمعلن المنتظر بهدف الربح، خاصة وأنّ هذا النوع من الأعمال يضم فنانين من مختلف البلدان العربية بهدف كسب جمهور هذه البلدان الذي يمتلك خيارات كثيرة للمتابعة خلال شهر رمضان الذي بات موسما للعرض الدرامي.

انتقادات ومتابعون

شهد هذا العام أعمالاً مشتركة عديدة، منها "سمرا" الذي عرض قبل شهر رمضان، والنسخة الـ 4 من مسلسل "صرخة روح- وجع الصمت"، ومسلسل "ياريت"، ومسلسل "جريمة شغف"، و "نص يوم"، و"خاتون" الذي يميزه مشاركة فنانين لبنانين في بطولة عمل شامي، وغيرها من الأعمال.

وبرغم الانتقادات الموجهة للدراما المشتركة من ناحية نقلها موضوعات بعيدة عن المجتمع العربي، والتشجيع على بعض الممارسات التي يراها مجتمعنا "غير أخلاقية"، ولا يجب طرحها على الشاشات العربية، وبُعدها عن قضايا الإنسان العربي، وعدم حوارها المنطقي مع المتلقي إلا أن جمهورها يبدو جاهزاً للحضور والمتابعة نظراً للصورة الجميلة التي تبدو عليها.

وفي نظرة عامة لها يعتمد نبض هذه الأعمال على علاقات الحب والعاطفة، وأصحاب المال والقضايا الرومانسية والعلاقات التي تمر بمأزق يكسب تعاطف الجمهور مع وسامة النجوم، وطرح الانفعالات والعواطف المختلفة؛ كالحب والشوق والخيانة والفراق، واهتمامها بالشكل على حساب المضمون، ومحاولاتها "الفاشلة" بنظر كثيرين التقرب من النسبة الكبيرة من الجمهور.

وفي متابعة عامة لمواقع التواصل الاجتماعي، التي تحمل إلينا انطباعات الجمهور حول مختلف الأعمال، نلحظ مع المتابعة القوية لهذه الأعمال انتقادات واسعة لها لما تقدمه من موضوعات يرى البعض أنها "تسيء" إلى أخلاق وتقاليد هذا المجتمع. مع مقارنة البعض لهذه الأعمال والنسخ الأصلية التي تم تعريبها وملاحظة الفروق وأحياناً النسخ واللصق لمشاهد كاملة دونما وجود حالة إبداعية خاصة يحتاجها العمل في حال الاقتباس.

أسباب ودوافع

يرى البعض أن مشاركة النجوم السوريين بقوة في أعمال مشتركة تعود إلى هجرة بعضهم، وبسبب الحرب وظروف العمل التي دفعت كثيرين إلى البحث عن مثل هذه الأعمال. غير أن النجوم السوريين بمجملهم ممن التقاهم "إرم نيوز" يرون أن نجومية وحرفية الفنان السوري وكذلك الفنيون والمخرجون تسهم في رفع أسهم أي عمل يشاركون به، مؤكدين أن الدراما السورية لها اسمها ومكانتها وهي وإن تعثرت قليلاً غير أنها تبقى محافظة على مركزها المتقدم عربياً.

وهم وإن يدركوا أن الأوضاع العامة في سوريا وظروف العاملين في حقل الدراما التلفزيونية تدفعهم إلى المشاركة والقبول بهذه الأعمال غير أنهم يشددون على أن حضورهم بها ليس ثانوياً بل أساسياً وبقوة.

مبررات درامية للتنوع

بعدما لاقته الأعمال المشتركة خلال العام الجاري من انتقادات كثيرة ودعوات من قبل الجمهور إلى محاولات التقرب منه ومن قضاياه هل سنجد آذاناً صاغية من قبل أصحاب رأس المال والمنتجين من أجل الخروج بعمل عربي مشترك يتحدث بلغة الناس، ويقدم مضموناً تهتم له النسبة الكبيرة من هذا المجتمع خاصة وأننا في مجتمع يمتلك مخزوناً هاماً من الأفكار الجديدة والمتجددة التي يمكن تناولها درامياً مع إمكانية الاحتفاظ بهذا التنوع الفني وتعدد اللهجات ضمن مبررات درامية تتطلب هذا التنوع والتشارك؟.

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com