متاحف إيطاليا في خطر (صور)
متاحف إيطاليا في خطر (صور)متاحف إيطاليا في خطر (صور)

متاحف إيطاليا في خطر (صور)

تشهد الآثار والمتاحف الشهيرة في إيطاليا حالة من الإهمال والانهيار، حيث الاكتظاظ وقلة الإنفاق على الأماكن الأثرية، فضلاً عن عدم وجود التكنولوجيا الحديثة في التعامل مع الحشود.

وفي هذا السياق، ألقت صحيفة "وول ستريت جورنال" الأمريكية، الضوء على المتاحف الإيطالية، وما تشهده من مشكلات أدت إلى انهيارها، كذلك جهود الحكومة الإيطالية، في تحسين أداء المتاحف.

وقالت الصحيفة: عندما أصبح مارو فيليكوري مديرًا لـ "ريجيا دي كاسيرتا"، وهو قصر يشبه قصر "فيرساي" في جنوب إيطاليا في فصل الخريف الماضي، عمل لساعات طويلة من أجل إصلاح قائمة من المشكلات في المتحف الذي أهمل لفترة طويلة.

في البداية قام فيليكوري، بإعادة تنظيم الموظفين، ومد ساعات العمل خلال الأوقات المزدحمة، كما وضع مجموعة من أعمال الفنانين مثل؛ اندي وارهول وكيث هارينغ، التي امتلكها المتحف، منذ أعوام طويلة وقام بعرضها لأول مرة.

ولقد أصابت جهود فيليكوري الهدف مع الزوار؛ إذ حققت الإيرادات في الربع الأول من العام ارتفاعات بنسبة 80٪ عن العام السابق، كما تضاعف عدد المعجبين بالمتحف على صفحته بفيس بوك 3 مرات، لكن الأمور لم تستتب جيدًا مع العمال النقابيين، ففي فبراير / شباط الماضي، كتب ممثلو النقابات رسالة إلى وزير الثقافة يشكون فيها من ساعات فيليكوري الطويلة في مؤسسة حكومية خارج ساعات العمل العادية، ما يمكن أن يعرض أمن المتحف للخطر.

وأضاف ممثلو النقابات، أن "المدير يبقى في المبنى حتى وقت متأخر في المساء"، مشيرين إلى أن مثل هذا السلوك، يعرض المتحف بأكمله للخطر.

وأوضحت الصحيفة أن التوترات التي شهدها "ريجيا دي كاستيلا"، تلقي الضوء على المشكلات التي تواجهها المتاحف الإيطالية، في هذه الأيام على نطاق أوسع.

وأشارت، إلى أنه على مدار العامين الماضيين، شرعت الدولة في إجراء إصلاحات شاملة، لتراثها الفني.

وفي محاولة لتيسير البيروقراطية، وتحسين إدارة المتحف، أعلن وزير الثقافة، داريو فرانشيسكيني، زيادة الميزانية، وتنفيذ سلسلة من الإجراءات المشددة، بما في ذلك خطط لاختيار المديرين الجدد لـ 29 متحفاً من خلال عملية دولية للاختيار.

وكانت المقاومة، التي شهدتها الوزارة من قبل النقابات القوية، ومحدودية الموارد بالنسبة للدول الأخرى، كذلك وجود عقود من الإهمال، قد أعاقت الوتيرة التي كانت ستمكن الوزارة من إجراء تغييرات ذات مغزى، كما أن القوانين الحالية، مثل تلك التي تحظر مديري المتاحف من التعاقد مع الموظفين، تعوق الجهود المبذولة لتحسين العمليات.

وقال توماسو مونتاناري، أستاذ الفن الحديث في جامعة نابولي: "إن الإصلاح يتعامل فقط مع تعيين المديرين، لكنه لا يخلق ماكينة إدارية لجعل المتاحف تعمل".

ويتفق الجميع تقريبًا على أن المتاحف في إيطاليا، بحاجة ماسة إلى إصلاح كبير، فبعد الركود والأزمة المالية الكبيرة، خفضت الحكومة الإيطالية الإنفاق، على الثقافة بنسبة 22% بين عامي 2008 و2014.

يذكر أن إيطاليا، تنفق ما يقرب من نصف ما تنفقه فرنسا على الترفيه والثقافة والدين.

ونتيجة لذلك، أصبحت الآثار والمتاحف الشهيرة في إيطاليا مكتظة وفي انهيار، كما أن عدم وجود التكنولوجيا الحديثة في التعامل مع الحشود، يعني صفوف ضخمة من الزوار يتكدسون في مواقع مثل "أوفيزي"، الذي يشهد 2 مليون زائر في السنة.

أما في بومبي، فقد تسببت الأمطار الغزيرة في انهيار جدار أحد المعابد في العام 2014، في حين تمت سرقة قطع من لوحة جدارية، بسبب انعدام الأمن.

ويحذر الخبراء من استمرار فشل جهود الوزارة في تحقيق تحسن ملموس، على الرغم من أن وزارة الثقافة لديها خطط لتوظيف 500 شخص جديد.

ويقول كاسيني، مستشار الوزارة، إن هناك حاجة إلى ما لا يقل عن 1200 موظف لملء الفجوة في عدد الموظفين.

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com