إقبال الفنانين على الأدعية والأناشيد الدينية تنوع وانتشار أم موضة؟
إقبال الفنانين على الأدعية والأناشيد الدينية تنوع وانتشار أم موضة؟إقبال الفنانين على الأدعية والأناشيد الدينية تنوع وانتشار أم موضة؟

إقبال الفنانين على الأدعية والأناشيد الدينية تنوع وانتشار أم موضة؟

توجّه نجوم الغناء إلى تقديم الأدعية أو الأناشيد الدينية، ليس أمرًا جديدًا، ففي العام 1945 قدمت كوكب الشرق أم كلثوم، في فيلم "سلامة"، أغنية دينية، وقرأت أيضًا آية قرآنية، وفي العام 1967 سافرت إلى تونس، وبعد انتهاء حفلتها، طلبت من الجمهور أن يردد وراءها "يا رسول الله خذ بيدي"؛ إذ كانت متأثرة وقتها بأحداث النكسة.

وفي فيلم "ألمظ وعبده الحامولي"، الذي تم إنتاجه العام 1963، قدمت وردة الجزائرية آية قرآنية بصوتها، بينما حاول الموسيقار الكبير محمد عبد الوهاب، تسجيل القرآن الكريم بصوته، إلا أن الأزهر الشريف رفض تمامًا، وتكرر الأمر عندما تحمست أم كلثوم للفكرة أيضًا؛ حيث اعترض الأزهر بحجة أن صوت المرأة "عورة".

عدد كبير من نجوم الغناء حاولوا تسجيل القرآن الكريم بأصواتهم، أمثال: نجاة، علي الحجار، محمد الحلو، ولكن محاولاتهم باءت بالفشل.

أما النجم الراحل عبدالحليم حافظ، فقدم العديد من الأدعية والأغانى الدينية، منها على سبيل المثال "أنا من تراب "، وقد حققت نجاحًا كبيرًا جدًا.

والمدهش في الأمر، أن الشيخ محمد رفعت، الذي أطلق عليه المستمعون لقب "صوت السماء"، كان  فكر في تقديم بعض الأغانى العاطفية والطقاطيق القصيرة، لكنه خشى فشل التجربة، وتعرضه لهجوم عنيف.

وفي الفترة الأخيرة، سيطرت على النجوم رغبة كبيرة في تقديم الأغاني الدينية، منهم اللبناني وائل جسار، الذي قدم ألبومه الأول العام 2010، تحت عنوان "في حضرة المحبوب"، وبعد النجاح الكبير الذي حققه، قدم له جزءًا ثانيًا، وضم عددًا مهمًا من الأغاني، أبرزها "يا جبل أحد"، و"يا رب العرش"، و"النبي فرحان."

ومع اقتراب شهر رمضان ينشط نجوم الغناء ويهتمون بتقديم الأدعية، ومنهم؛ علي الحجار وعمرو دياب ومحمد منير، الذي قدم قبل ذلك ألبومًا كاملًا يحمل اسم "مدد".

كما تحمس سفير النوايا الحسنة المطرب الإماراتي حسين الجسمي، لنفس الفكرة، وقدم أغنيتين، الأولى "نسيم الروح"، ألحان وليد سعد، ومن تأليف نبيل خلف، والثانية "لما بقينا في الحرم"، من كلمات نور الدين محمد.

واتبع الفنان ماجد المهندس، نفس الطريق، وقدم أغنية بعنوان "طول الأمل"، ونالت إعجاب الجمهور العربي من المحيط إلى الخليج.

واختلفت الأسباب بشأن توجه النجوم للغناء الديني مؤخرًا، ففريق يرى أنه موضة قديمة، عادت للظهور من جديد، فيما يعتبره آخرون أمرا طبيعيا؛ لأن الفنان مطالب بالتنوع في أدائه، وهناك فريق ثالث يؤكد أن الهدف من انتشار هذه الفكرة بالوقت الحالي، هو التقرب من الجمهور أكثر؛ لأن الشعب العربي "متدين" بطبعه.

وفي محاولة للوقوف على الأسباب التي دفعت المطربين إلى الاتجاة للأغانى الدينية مؤخرًا،  استطلعت "إرم نيوز" آراء عدد من المتخصصين والنقاد. في هذا المجال.

هاني شنودة: الرغبة في التنوع سبب الانتشار

الموسيقار المصري الكبير هاني شنودة، قال في تصريح خاص لـ "إرم نيوز" "أهلًا وسهلاً بكل الأصوات الجيدة التي تريد تقديم الأغاني الدينية"، منوهاً إلى أن "هذا اللون من الغناء يظهر تفاصيل الصوت، ويوضح إمكانيته، ويبحث عنه المطربون الموهوبون؛ لأنه يساعد على إبراز إمكاناتهم."

وتابع شنودة حديثه "كل النجوم الكبار أمثال؛ عبد الحليم وأم كلثوم وفريد الأطرش وليلى مراد، قدموا كل أشكال الغناء الفكاهي والوطني والرومانسي والشعبي والديني، لذا لا أعتبر حماسة الشباب الجدد للغناء الديني موضة تفرض نفسها الآن."

محمد الحلو: الفنان إنسان وله نزعة دينية

أما الفنان المصري محمد الحلو، فيرى أن أي مطرب يحب التنوع في أعماله، لذا يحاول تقديم كل الألوان والأشكال الغنائية، مشيرًا إلى أن الفنان "مثل أي إنسان، له نزعة دينية، ويحاول التعبير عنها وإثباتها."

وتابع الحلو، في تصريح لـ "إرم نيوز" "الشعب العربي متدين، ويسعده أن يرى الفنان الذي يحبه متحمسًا للإنشاد وللغناء الديني."

وأردف "كما أن أغلب نجوم الغناء في مصر، حريصون دائمًا على الغناء في المناسبات الدينية، وقديمًا كان هناك احتفال سنوي يقام تحت اسم (الليلة المحمدية) وغنى فيها نجوم من العيار الثقيل، مثل؛ شادية وياسمين الخيام".

وعن نفسه قال "أنا بطبعي أحب الغناء الديني، وقد أنتجت مؤخرًا لنفسي أغنية (طلع البدر علينا) كلمات محمود عبد الظاهر وألحان ياسر عبد الرحمن."

واختتم اللقاء متحدثا عن تجربة بعض الفنانين حيث قدم محمد منير ألبومًا كاملًا اسمه (مدد)، وقدم علي الحجار أكثر من 100 دعاء، وهذا يؤكد، وفق الحلو، أن الغناء الديني "له وجود، ويفتح شهية المطربين."

طارق الشناوي: الغناء الديني ليس موضة جديدة

من جانبه، يرى الناقد المصري الكبير طارق الشناوي أن الغناء الديني "ليس موضة جديدة"، فهناك عدد كبير من نجوم الزمن الجميل، كانوا يتمنون تسجيل القرآن الكريم بأصواتهم، وأن الجيل الجديد عندما فكر في ذلك وأعاد الروح للأغاني الدينية، كان بهدف التعبير عن نزعة دينية بداخله، ورغبة في الاقتراب أكثر فأكثر من الجمهور.

وأشار الشناوي إلى أن وائل جسار وعلي الحجار ومحمد الحلو ومحم منير وحمادة هلال وحسين الجسمي "من أكثر نجوم الغناء حماسة لهذا اللون."

غادة رجب: يجب إرضاء كل الأذواق

في حين ترجع الفنانة المصرية الشابة غادة رجب، انتشار الأغنية الدينية إلى رغبة الفنان في أن يرضي كل الأذواق، مبينة في حديثها لـ "إرم نيوز" أنه "من الطبيعي أن يغني الفنان اللون الديني، ويغني للمسلم والمسيحي أيضًا؛ لأن الدين مطلق والفنان ملك لكل الناس."

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com