فن "الجرافيتي" يعكس واقع غزة منذ عقود (صور)
غزة - التصق فن الجرافيتي بواقع وأحداث غزة منذ ثمانينات القرن الماضي، معبرا عن مشاعر المواطنين وآمالهم وتطلعاتهم وآرائهم تجاه القضايا والأحداث التي يعيشونها.
وظهر هذا الفن الثوري باندلاع الانتفاضة الأولى العام 1987، ويبين الباحث عبدالسلام شحادة أن الفصائل الفلسطينية استخدمت فن الجرافيتي خلال الانتفاضة لبث رسائلها للاحتلال الإسرائيلي، وإشعار المواطنين بالتطورات الميدانية آنذاك، وكان مستخدموه مناضلين لا يقل عملهم عن النضال الميداني أو السياسي وكان يتم مُلاحقتهم من قبل قوات الاحتلال الإسرائيلي وفي حال اعتقالهم يُحاكمون لسنوات طويلة.
وأضاف شحادة أن جدران شوارع القطاع كانت مدشنة بالتعبيرات الثورية والرسومات المناهضة للاحتلال، كما وكان المواطنون يستخدمون فن الجرافيتي للتعبير عن المناسبات الاجتماعية والإعلانات التجارية.
وبعد انتهاء الانتفاضة الأولى ودخول عهد اتفاقية أوسلو وحكم السلطة الفلسطينية للقطاع، أخذ هذا الفن منحى آخر في التعبير مواكبا لواقع جديد يعيشه الغزيون.
ويقول رئيس جمعية الفنانين التشكيليين، فايز السرساوي، إن هذا الفن كان يستخدم في تلك الحقبة بإنشاء جداريات تجسد التاريخ الفلسطيني وأبرز محطاته كإحياء ذكرى النكبة والنكسة.
أما في السنوات العشر الأخيرة، وتحديدا ببدء حكم حماس للقطاع، انتشر هذا الفن بين الشبان الذين اتخذوه متنفسًا للتعبير عما يدور بداخلهم وإبداء آرائهم تجاه القضايا والأحداث التي تعصف بقطاع غزة وتفاقمت بعد حرب تموز 2014.
الفنان التشكيلي أحمد شعراوي، يُصمم لوحات جدارية باستخدام فن الجرافيتي، ومن أبرز لوحاته لوحة "ثورة" التي يهدف من خلالها الثورة ضد الظلم والواقع المعيشي الصعب في غزة.
أما الشاب نعيم صمصوم، فيتخذ من فن الجرافيتي ملاذا للتعبير عن همومه كشاب يعيش تحت وطأة الحصار، كما ويُعبر عن مشاكل جيله كانتشار المخدرات والرغبة في الحرية والتخلص من القيود وغيرها في لوحات جدارية.
ويتميز فن الجرافيتي بتنافر ألوانه، ما بين الصارخة والهادئة والخطوط المُنمقة الممزوجة بالخربشات والطلاء الحاد اللون، ويرسم على الجدران بطريقة فنية سواء كانت برسومات أو بكلمات تحمل دلالات ثورية.
