"وش السعد".. شؤمٌ على محمد سعد
"وش السعد".. شؤمٌ على محمد سعد"وش السعد".. شؤمٌ على محمد سعد

"وش السعد".. شؤمٌ على محمد سعد

فارق كبير بين فنان يمتلك رصيداً من الثقافة، وآخر يتعامل مع الثقافة باستخفاف، وإلى الصنف الثاني ينتمي الفنان المصري محمد سعد، فلا خلاف على أنّ سعد يمتلك الموهبة التي تؤهله للعبور إلى عقل ووجدان الجمهور، ولذا أصبح نجم شباك، ولكن الموهبة مثل أشياء كثيرة، تحتاج إلى الاهتمام والرعاية، وإذا تم إهمالها، تتبخر وتتراجع.

اكتفى محمد سعد بتركيبة "اللمبي"، وراهن عليها كثيراً، وفاته أنّ التكرار يبعث على الملل ويهوي بالفنان في أحيان كثيرة. ويبدو أنّ نجم الكوميديا أعلن إفلاسه الفني مبكراً، فأفلامه الأخيرة "اللي بالي بالك، حياتي متبهدلة، بوم تك بوم"، كانت أشبه بمقدمات لإعلان وفاة فنان تملكه الغرور، وظن أنّ لكرسي القمة أمانا.

وبعد غياب قرر "محمد سعد" أن يعود إلى جمهوره، بشكل جديد ومشهد مختلف، طمعاً وأملاً في استرداد وهج النجومية، واهتدى تفكيره إلى تقديم برنامج تلفزيوني تقاضى مقابله 15 مليون جنيه.

فكرة برنامج "وش السعد" الأساسية هي افتراض أنّ "بوحة" قد ترك مهنة الجزارة، وقرر أن يعمل في مجال الإعلام، وأسس قناة فضائية، لتطل علينا النجمة اللبنانية هيفاء وهبي، كضيفة في الحلقة الأولى، ومن المؤكد أنّ أسرة البرنامج رجّحت هذا الاختيار لقناعاتها بأنّ هيفاء سوف تحقق نسبة مشاهدة عالية.

لكن محمد سعد، ظهر بشكل عشوائي، ولأنه لم يدرك الفرق بين العمل في مجال الإعلام والمجال الفني، فالبرنامج يصعب تصنيفه، فهو أشبه بـ "اسكتش" كوميدي شديد التواضع، إذ ظل "بوحة" يتغزل في جمال هيفاء تارة بالكلمة، وتارة أخرى بالحركة، وبدا في المشهد كمتحرّش، وقدم "إفيهات" مستهلكة، ولم تفلح الفنانة الجميلة بطلتها البهية، في إنقاذ سعد من فخ السقوط في اختباره الأول.

وشنت مواقع التواصل الاجتماعي، حملة شرسة على محمد سعد، بسبب ما قدمه في الحلقة الأولى، واعتقد البعض أنّ الكوميديان الشهير، سوف يتجنب أخطاءه في الحلقة الثانية، التي تمّ عرضها أمس الجمعة، إلا أنها لم تحمل جديداً، حيث لم يحاول تحسين المضمون، وظل يتهم النقاد بالنفسنة والغيرة، بشكل مباشر، وهذا دليل على أنه "ممثل ضعيف"، لا يملك الرد بابتكار أفكار جديدة، يسترد من خلالها جمهوره الذي بدأ يتسرب منه.

استعرض سعد، في حلقة أمس، قدراته التمثيلية، في مشهد مسرحي طويل، وحاول أيضاً لفت الأنظار بـ "اسكتش" كوميدي، جمع بينه وبين إيمي سمير غانم، التي لم تفلح أيضاً في إضافة جديد للبرنامج، وبدت في المشهد كأنها وجه جديد، يبحث عن فرصة في زمن صعب.

وكالعادة، استعان الفنان الكوميدي، بحركات جسمه، التي يظن أنها جاذبة للجمهور، ووضع ماكياجاً سخيفًا، وبدا كأنه يعيد استثمار شخصية "أطاطا".

بكل أسف، يظن محمد سعد أن ذاكرة جمهوره مثل ذاكرة السمك، تتبخر بسرعة، فالنجومية لها أدوات وعلامات، لكنه بدأ يفقدها، لذا، عليه أن يدرك جيدًا أن الغياب أفضل من الحضور بلا معنى أو قيمة.

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com