أزمة خالد يوسف هل هي "قضية أخلاقية" أم "اغتيال معنوي"؟
أزمة خالد يوسف هل هي "قضية أخلاقية" أم "اغتيال معنوي"؟أزمة خالد يوسف هل هي "قضية أخلاقية" أم "اغتيال معنوي"؟

أزمة خالد يوسف هل هي "قضية أخلاقية" أم "اغتيال معنوي"؟

تبرز قضية المخرج المصري الشهير خالد يوسف، على خلفية بممارسة الرذيلة والتحرش بزوجة عميد كلية الآداب بجامعة الإسكندرية في هذا التوقيت، لتثير التساؤل عن مدى صدق الرواية المتداولة؟ وإن كانت حقًا حقيقة، لماذ سُكت عنها لشهور وأُخرجت من الأدراج قبيل انعقاد جلسات مجلس النواب التي فاز "يوسف" بمقعد فيها، وهل تستحق القضية هذه الضجة الإعلامية لدرجة أن تصبح مادة يومية للبرامج التليفزيونية ووسائل الإعلام في مصر.

بداية القضية كانت بعرض الإعلامي أحمد موسى، صورًا عبر برنامجه الشهير "على مسؤوليتي" المُذاع على فضائية "صدى البلد"، تُظهر شخصًا وهو في موضع مخل للآداب مع إحدى الفتيات، قال إنها لخالد يوسف، وهو ما نفاه المخرج جملة وتفصيلاً.

خالد يوسف يرد

إزاء ما سبق، تحدث خالد يوسف لشبكة إرم الإخبارية عن تفاصيل الأزمة، معربًا عن غضبه من الهجوم المفاجئ على شخصه، قائلاً: "لا أعرف ما هو المكسب الذي سوف يجنيه خصومي من التشهير بي والتعرض لسمعتي، أثق في نفسي جدًا، ولن أتنازل عن حقوقي مهما حدث، لقد تربيت على القيم والمبادئ، ولم أتحرش بأي سيدة مهما كانت، ومن يتأمل مشواري ورصيدي الفني، سوف يتأكد من ذلك"، لافتًا إلى أنه سيسلك طريق القضاء لرد حقه، وأنه يثق في القضاء.

وأعلن يوسف صراحة أنه يتعرض لمؤامرة بهدف إسكات صوته، قائلاً: "أقول بملء صوتي لأهل دائرتي في كفر شكر، بمحافظة القليوبية، ولكل جمهوري، (صفحتي بيضة) والحمد لله، وأتعرض لمؤامرة الهدف منها تعطيلي وإخراس صوتي".

وردًا على سؤال عمن يريدون اغتياله سياسيًا ومعنويًا، قال يوسف: "الأعداء كثيرون، هناك من أصابهم نجاحي في الانتخابات بالصدمة، ودفعوا الملايين من أجل سقوطي، لكن إرادة الناس أنصفتني، وهناك رجال من النظام القديم يعرفون جيدًا موقفي من قضية إعادة إنتاج النظام القديم".

وقال النائب البرلماني، إنه لن يخسر معركته هذه المرة بفضل "موقف أسرته الداعم له، وموقف أبناء دائرته، والأصوات الداعمة له، التي ترى في قضية التحرش مؤامرة، الهدف منها التشهير والابتزاز"، على حد قوله.

وأشار، إلى أنه سيستخدم موقعه كنائب برلماني، في مواصلة "نقل هموم وأوجاع الناس من الكاميرا كمخرج سينمائي إلى التشريع والرقابة"، قائلاً: "سوف أخوض حروبًا كثيرة".

مراقبون: اغتيال معنوي وسياسي

مراقبون اعتبروا في أحاديث منفصلة لشبكة إرم الإخبارية، أن مواقف عديدة سابقة ليوسف تُرجِّح إمكانية تعرضّه لمحاولة اغتيال معنوي أو سياسي، خاصة بعدما أعلن عقب استخراجه كارنيه عضوية البرلمان عن دائرة كفر شكر بمحافظة القليوبية، رفضه النهائي لمقترح تعديل الدستور، وهو الطرح الذي يفضله عدد كبير من نواب البرلمان، خاصة فيما يتعلق بتوسيع صلاحيات الرئيس لمواجهة التحديات الراهنة.

وطالب المراقبون، الرئيس عبدالفتاح السيسي، بالتدخل وتطبيق الدستور على الإعلاميين الذي يحولون منابرهم الإعلامية إلى حالة من التلاسن والتشهير، لافتين إلى ضرورة أن يستغل الإعلاميون دورهم في التوعية المجتمعية بدلاً من "الردح والتشهير والخوض في الحياة الشخصية"، مشددين على ضرورة وقف "حالة الفوضى التي وصل إليها الإعلام المصري".

من جانبه، قال الناشط السياسي حازم عبدالعظيم، في تصريحات لشبكة إرم الإخبارية، إنَّ ما تعرّض له المخرج خالد يوسف بمثابة "اغتيال معنوي صريح"، مطالبًا بمحاسبة الإعلامي أحمد موسى و"كلّ من روّج لقضية خالد يوسف"، لأنها أثّرت معنويًا على المخرج.

وأشار عبدالعظيم، إلى أن مصر شهدت منذ عام 2011 حالات عديدة للاغتيال المعنوي والسياسي لشخصيات شهيرة، وانتهت بالاعتذار أو التسوية والتصالح، بعدما يكون "المفترى عليه قد لاقى التشهير والاغتيال المعنوي وتلاشى دوره".

فيما وصف الدكتور محمد غنيم، عضو لجنة الخمسين السابق، في تصريحات لشبكة إرم الإخبارية، القضية بأنها "تشهير بخالد يوسف ومحاولة تصفية سياسية"، لافتًا إلى أن "العلاقات الشخصية يجب أن تتنحى بعيدًا عن الدور الوطني الذي يقوم به البعض والخلط بين الأمرين يشير بوضوح إلى نيّة التصفية السياسية".

أعمال فنية معارضة

وخلال عمله الفني، كان خالد يوسف شديد الجرأة، عندما قدم أفلام "هي فوضى وحين ميسرة ودكان شحاتة"، حينما أدان نظام الرئيس الأسبق حسني مبارك، رغم قوته ونفوذه آنذاك، وكان موقفه الرافض لتوريث نجل مبارك الحكم واضحًا على طول الخط.

وفي أعقاب ثورة 25 يناير، اقتحم المخرج العمل السياسي بقوة، وكان أحد أعضاء لجنة الخمسين التي صاغت دستور البلاد عام 2014، قبل أن ينجح في انتخابات برلمان 2015، عن دائرة كفر شكر بمحافظة القليوبية، ثم فوجئ بتقديم سيدة بلاغًا للنائب العام تتهمه بالتحرش.

إعلاميون غاضبون

التصرف السابق أثار استنكار واستهجان بعض الساسة والإعلاميين، الذين اعتبروا تصرف أحمد موسى اعتراضًا غير مقبول للأعراض وضربا للمهنية بعرض الحائط، حيث قاد الإعلامي خالد صلاح حملة عبر برنامجه "آخر النهار" المُذاع عبر فضائية "النهار"، معتبرًا أن "الصور التي عرضها موسى مفبركة"، متسائلاً، "لماذا وصلنا إلى هذا الانحطاط في الإعلام؟".

وسار على نفس الدرب كلٌ من الإعلامي يوسف الحسيني، والإعلامي رامي رضوان، اللذين شنّا هجومًا لاذعًا على زميلهما أحمد موسى، معتبرين أن الأخير ضرب بالدستور عُرض الحائط، وابتعد عن المهنية، فيما رأى يوسف الحسيني أن "ثمّة من يحاول اغتيال دور خالد يوسف تحت قبة البرلمان، باغتياله معنوياً وأدبياً وسياسياً، كونه يقف في صف المعارضة"، على حد تعبيره.

إلى ذلك، لا يزال القضاء المصري ينظر قضية شيماء فوزي زوجة الدكتور عباس سليمان، عميد كلية الآداب بجامعة الإسكندرية، (32 عامًا)، باتهام المخرج خالد يوسف بالتحرش بها، ومحاولة هتك عرضها داخل مكتبه بمنطقة المهندسين.

وأشارت شيماء فوزي في بلاغها، إلى أنَّ الحادثة ترجع إلى تاريخ 14 سبتمبر الماضي، حين ذهبت إلى مكتبه لدخول مجال التمثيل، لكنّه سألها "هل تحبين الجنس ؟"، قبل أن يقترب منها يقبّلها، لافتة إلى أن المخرج طلب كارت الميموري الخاص بتليفونها المحمول من أجل رؤية صورها من أجل التمثيل، لكنّه رفض رد الكارت إليها، فاضطرت إلى المغادرة سريعًا لتنجو بذاتها بعد التحرش بها، وفق تعبيرها.

تغطية: محمود غريب وصفوت دسوقي

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com