هل ينجو مسلسل "ليلة السقوط" من فخ اسمه؟

هل ينجو مسلسل "ليلة السقوط" من فخ اسمه؟

منذ الإعلان عن بدء تصوير مسلسل "ليلة السقوط" عام 2021 وهو لا يزال يثير الكثير من الجدل حوله، مرَّة بسبب موضوعه الذي يحكي قصة سقوط مدينة الموصل العراقية في يد تنظيم داعش، وتعاون القوات الاتحادية العراقية والحشد الشعبي والبيشمركة لتحرير المدينة.

وأيضًا لأنه يتناول قضايا أخرى كالتعامل مع السبايا الإيزيديات، والإرهاب الممارس على المسيحيين، فضلاً عن الظروف المأساوية التي عاشها سكان الموصل برمَّتهم في تلك الفترة التي امتدت لنحو ثلاث سنوات من 2014 حتى 2017.

ما أثار مزيدًا من الجدل هو إعلان الشركة المنتجة بأن العمل سيُفاجِئ الجمهور بما يجهله عن فظائع التنظيم وأعماله الآثمة في الموصل وسكانها.

كما أثار المسلسل الجدل كون كاتبه مجدي صابر من أقباط مصر، فكيف له أن يداور دراميًّا الفكر الداعشي المبني على عقائد تكفيرية.

وبعد ذلك كان الامتناع عن عرض "ليلة السقوط" ضمن الموسم الرمضاني الماضي، "بسبب زحمة الأعمال وتنوعها"، كما جاء في بيان شركة بلا حدود المنتجة للعمل، مثيرًا للجدل، الذي زاد مع تقرير عرضه في خضم الزحمة ذاتها مع فارق سنة.

جنسيات مختلفة

إضافة إلى المواضيع الإشكالية السابقة، شكَّلت اللهجة التي سيتم بها الحوار سؤالاً لدى المتابعين، لاسيما أن الممثلين المشاركين هم من جنسيات مختلفة بينهم مصريون وسوريون وعراقيون وأردنيون.

وما أثار مزيدًا من الجدل هو إعلان الشركة المنتجة بأن العمل سيُفاجِئ الجمهور بما يجهله عن فظائع التنظيم وأعماله الآثمة في الموصل وسكانها.

وبلغ الأمر بتوصيف المسلسل بأنه سيشكِّل صدمة للخلايا النائمة بسبب الغوص في خباياهم وأسرارهم، لذا سيتم تصوير معظمه في الأماكن الحقيقية للأحداث، وبحراسة مشددة من الجيش العراقي، نتيجة التهديدات التي وصلت إلى الكاتب والمنتج والعديد من الممثلين.

تجسد الفنانة كندة حنا شخصية امرأة مسيحية تعاني ما تعانيه من ظلم داعش، فيما وصل عدد الممثلين في المسلسل إلى 150 ممثلًا.

وبعد متابعة الفيديو الترويجي للمسلسل الذي سيعرض على قناتي "إل بي سي" السعودية و"زاكروس" العراقية تتضح بعض معالم السخاء الإنتاجي والميزانية المفتوحة التي وضعتها شركة بلا حدود بين يدي المخرج السوري ناجي طعمي خِدمةً للعمل وفكرته.

إلى جانب ملامح من التشويق الدرامي للحكاية، والخيارات الموفقة للممثلين بجعل الفنان المصري طارق لطفي يجسد شخصية "أبو عبدالله"، أحد زعماء داعش الملقب بـ"الدباح"، بينما تجسد الفنانة الأردنية صبا مبارك شخصية الفتاة الإيزيدية.

شهادات حية

أما الفنان باسم ياخور فيؤدي دور المنتمي إلى تنظيم داعش ليس إيمانًا بعقيدة الدواعش وإنما بسبب حبِّه لإحدى الموصليّات، وتجسد الفنانة كندة حنا شخصية امرأة مسيحية تعاني ما تعانيه من ظلم داعش، فيما وصل عدد الممثلين في المسلسل إلى 150 ممثلًا.

ويشارك في بطولة العمل من سوريا أيضًا ميلاد يوسف، ومحمد قنوع، وطارق قهوجي، ومن العراق جواد الشكرجي، خليل إبراهيم، ذو الفقار الخضر، سمر محمد، رهام البياتي، وكادي القيسي، ومن مصر أحمد صيام.

وبمتابعة تصريحات كاتب العمل مجدي صابر قال إن اختياره من قبل شركة الإنتاج للكتابة كان لنجاحاته السابقة وليس بسبب ديانته، مبينًا أنه بحث لثمانية أشهر قبل الشروع في كتابة المسلسل، واعتمد على شهادات حية لأشخاص عايشوا احتلال داعش للموصل ومعاناتهم خلالها، كما اطلع على الفتاوى التي أصدرها شيوخ التنظيم لتحليل جرائمهم باسم الدين.

أوضح قيس رضواني مدير شركة بلا حدود في أحد تصريحاته إلى أن اللهجة التي سيتحدث بها نجوم المسلسل ستكون بيضاء تجمع بين الفصحى واللهجة العراقية كي تكون بسيطة ومفهومة.

وبحسب صابر فإن المسلسل رغم اتكائه على قصص حقيقية فإنه يعتمد على دراما فيها تلطيف للقسوة، تقوم بالأساس على التشويق وتحقيق تعاطف المشاهد، إذ يقول: "نحن نسلط الضوء على فئة من الناس هي أشبه بآلات القتل، فهم دمويّون لأقصى درجة، لذا إن لم يتم تناولهم بشكل درامي جيد فلن نحقق النتيجة المأمولة".

والهدف من العمل بحسب كاتبه هو تقديم صورة عن واقع أليم على أمل ألا يتكرر مرة أخرى، فـ "كثيرون في العالم العربي يسمعون بـ"داعش"، لكن لا يعلمون حقيقته، و"ليلة السقوط" يقدم توضيحًا دراميًّا لمن يدَّعون الإسلام، وأنهم ينشرون تعاليمه، في حين أن الإسلام منهم براء".

من جهته أوضح قيس رضواني مدير شركة بلا حدود في أحد تصريحاته إلى أن اللهجة التي سيتحدث بها نجوم المسلسل ستكون بيضاء تجمع بين الفصحى واللهجة العراقية كي تكون بسيطة ومفهومة لجميع سكان الوطن العربي.

أخبار ذات صلة
منتج "ليلة السقوط": قوات مكافحة الإرهاب العراقية شاركت في التمثيل

ويبقى السؤال الأهم هل سينجو مسلسل "ليلة السقوط" من فخ اسمه؟، لاسيما مع هذه الخلطة الدرامية لكاتب مصري، ومخرج سوري، وممثلين من جنسيات عربية مختلفة معظمهم من مصر وسوريا، وهل سيكون قادرًا على توثيق معاناة العراقيين في الموصل؟

هذا ما ستُبيِّنه الأيام المقبلة بعد مشاهدة العمل، لا سيّما أن الدراما لا تكتسب جنسيتها من العاملين فيها، بقدر الجودة في تجسيد هوية فنية خاصة وبصمة تُمَيُّزها، مُستَمدّة بالدرجة الأولى من الانسجام العميق بين رؤية الكاتب وآليات تنفيذها على الصعيد الإخراجي.

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com