يوسف باراكي: جيل جديد في أفغانستان يتطلع للنهوض بالسينما
يوسف باراكي: جيل جديد في أفغانستان يتطلع للنهوض بالسينمايوسف باراكي: جيل جديد في أفغانستان يتطلع للنهوض بالسينما

يوسف باراكي: جيل جديد في أفغانستان يتطلع للنهوض بالسينما

القاهرة - يرى المخرج الكندي-الأفغاني يوسف باراكي أنّ هناك عدداً قليلاً جداً من السينمائيين الأفغان الذين تركوا البلد استمرّوا في صناعة أفلام تعكس حياة ومعاناة وطنهم الأصلي، لكنّ جيلاً جديداً أكثر انفتاحاً يعيش في الداخل يرغب في النهوض بصناعة السينما الأفغانية.

وقال "باراكي" الذي يشارك في أول فيلم روائي طويل له في الدورة 37 لمهرجان القاهرة السينمائي الدولي "مجموعة تعد على أصابع اليد من صناع السينما الأفغان ممن تركوا البلد اختاروا صنع أعمال عن أفغانستان مثل صديق برماك الذي قدم فيلم (أسامة) في 2003 وعتيق رحيمي الذي قدم فيلمي (الأرض والرماد) و(حجر الصبر).. لكن بخلاف ذلك لا يوجد من يصنع أفلاماً عن أفغانستان على المستوى الدولي."

وصنع باراكي -الذي ولد في كابول ثم تركها مع أسرته عندما كان في الثالثة من عمره إلى أوروبا ومنها إلى كندا- أربعة أفلام قصيرة قبل تقديم فيلمه الروائي الأول (مينا تسير) الذي ينافس ضمن المسابقة الرسمية لمهرجان القاهرة السينمائي الدولي.

وتشمل المسابقة 16 فيلماً تتنافس على جوائز أفضل فيلم وأفضل ممثلة وأفضل ممثل وأفضل إخراج وأفضل سيناريو. وتعلن الجوائز في حفل الختام المقرر يوم الجمعة القادم.

وعن اهتمامه الشخصي بصناعة فيلم عن أفغانستان يتناول قصة فتاة صغيرة يتيمة الأم تتحدى صعاب الحياة، قال باراكي في مقابلة مع وكالة رويترز "الحرب في أفغانستان مستمرة منذ 40 عاماً تقريباً وكثير من أهل أفغانستان تركوها. يعيش كثيرون من عائلتي بأنحاء مختلفة من العالم لكن حتى رغم ابتعادي عن أفغانستان فأينما ذهبت كانت الثقافة الأفغانية تحيط بي".

ويتتبع الفيلم قصة الفتاة (مينا) ذات الاثني عشرة عاماً التي توفيت والدتها إبان حكم طالبان وتعيش مع والدها مدمن المخدرات وجدها العجوز. وتصر الفتاة على نيل قسط من التعليم برغم اضطرارها للعمل يومياً بائعة متجولة بالأسواق لإعالة الأسرة.

واستغرق تصوير (مينا تسير) نحو 19 يوماً واختار المخرج جميع أعضائه من الهواة والأشخاص العاديين. وعرض الفيلم لأول مرة في مهرجان برلين السينمائي في مايو/ايار الماضي ليتوالى عرضه بعد ذلك في عدة مهرجانات أوروبية وآسيوية.

وقال باراكي "إنتاج السينما الأفغانية محدود جداً. إذا أردنا الدقة فمعظم المواد الفيلمية والترفيهية التي تعرض في أفغانستان قادمة من الهند أو تركيا والمناطق المجاورة. جميع الأفلام التي تعرض بدور السينما المعدودة في كابول من إنتاج السينما الهندية (بوليوود) وبالتالي فإنّ الإنتاج المعروض كله إنتاج أجنبي".

وأضاف "هناك شبان كثيرون جداً تخرجوا من الجامعات في كابول سواء ممن درّسوا السينما أو يعشقونها يصنعون أفلاما قصيرة ذات مستوى جيد للغاية وتقدم رؤى هامة بشأن ما يجري في أفغانستان اليوم وقد تحدثت مع العديد منهم عندما كانوا يساعدونني في صنع فيلمي هناك".

وتابع قائلا "المشكلة التي تواجه السينما الأفغانية الآن ليست عدم وجود من يصنعون الأفلام لكن عدم معرفة المهتمين بهذه الصناعة لكيفية تقديم إنتاجهم للخارج وكيفية تسويق أعمالهم. هناك نقص في المعرفة من جانبهم لكن الرؤية الفنية موجودة لا محالة".

ويعتزم باراكي (26 عاما) المضي قدماً في تقديم أفلام تتناول الواقع الأفغاني وتقاليد وعادات أهل بلده. وقال "عندما تصنع أول أفلامك ويحقق قدراً من النجاح تدور في رأسك حينها الكثير من الأسئلة بشأن المستقبل والعمل التالي لذلك أحاول إخراج كل ما دار بشأن الفيلم السابق من رأسي والتركيز في سؤال.. ما هي أفضل قصة يمكن أن أقدمها بعد ذلك؟".

وقال "أعد لفيلم جديد العام القادم حتى يكون جاهزاً للعرض في 2017. وأنوي أن أقدم فيه جانبا مختلفاً من الثقافة الأفغانية".

وتابع قائلا "أعتقد أنني سأذهب إلى الجبال لتقديم الحياة هناك لأنّ الأوضاع في القرى والمناطق البعيدة عن العاصمة تختلف كثيراً عن كابول".

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com