انتحار يوست زفاخرمان.. ولعنة الكتابة
انتحار يوست زفاخرمان.. ولعنة الكتابةانتحار يوست زفاخرمان.. ولعنة الكتابة

انتحار يوست زفاخرمان.. ولعنة الكتابة

الانتحار، المعضلة الوحيدة التي ظلت تشكل محاولة تعريفه أو محاولة فهمه أرقا للأدباء والفنانين، فأرق الإنسان في الكتابة، لاشك يمثل عذابا لصاحبه، في ممارسته بشكل دائم وهستيري، حيث يجد المرء نفسه أمام طريق واحد لا قدرة له على الرجوع عنه، الاستسلام لهذا القدر، أو وضع حد له..

والروائي الهولندي، يوست زفاخرمان، ليس أول روائي وأديب بالطبع يتخذ مثل هذا القرار، بوضع حد لمعاناته، حيث استيقظت هولندا ليلة الثلاثاء – الأربعاء في التاسع من سبتمبر من هذا الشهر، أي قبل أقل من أسبوع، على فجيعة انتحار واحد من أهم روائييها وأكثرهم شعبية.

يوست زفاخرمان، وضع حد لحياته وهو في سن 51 عاما، بعد شهرين فقط من انتحار صديقه الشاعر الأقرب إليه "روجي فيخ"، و قد نعاه زفاخرمان آنذاك بقصيدة، قال فيها: "صديقي روجي لم يمت، حتى وإن كانت هذه آخر رغباته".

ترجمت أعمال زفاخرمان إلى الألمانية والفرنسية والهنغارية واليابانية والتشيكية، وفي عام 2008 حصل على جائزة السعفة الأدبية الهولندية عن مجمل أعماله.

وبرغم أنه أصدر أول عمل روائي له عام 1986، إلا أن شهرته بدأت مع رواية "ضوء خادع" الصادرة عام 1991، والتي حققت أكبر المبيعات، وتحولت لاحقا إلى فيلم، وفي 1994 صدرت له رواية "امرأة الخارج" التي بيع منها أكثر من 300 الف نسخة.

إلى جانب أعماله الأدبية، كان زفاخرمان يكتب الشعر وعرف عنه حبه وولعه الشديد بالفن والموسيقى.

زفاخرمان.. ماذا بقي لأنهض لأجله؟

هكذا تساءل الروائي الهولندي في حوار له مع أحدى الصحف الهولندية، إثر معاناته من مرض الاكتئاب، حيث وصف حالته في عام 2012، قائلا: "أحيانا تنهض قائلا: ماذا بقي لأنهض من أجله في هذا العالم؟".

ولاحقا وصف زفاخرمان، الانتحار، أنه "خاطرة الرحمة، التي بإمكانك أن تهرب إليها دائما، عندما لا يقدر أحد على مواساتك".

ليس الانتحار محض صدفة إذا، فـ"يوست" وهب قبل أشهر قليلة من موته أعماله الأدبية الكاملة لمتحف الأدب في أمستردام، وأثارت خطوته آنذاك الفضول والانتباه، دون أن يتوقع أحد ما كان ينوي أن يفعله حقا روائي هولندا، إذ فاجأ الجميع بعدها بانتحاره.

الانتحار.. متلازمة الكتابة

الكتابة تورث الاكتئاب، وهو وضع شائع لدى الأدباء، حيث أن فعل الكتابة الذي يضغط على النفس ويرهق الفكر، ويتطلب العزلة والانطوائية، ليس مستغربا أن يقود صاحبه إلى الاكتئاب، ثم وفي حالات كثيرة إلى.. الانتحار.

وعرف العالم عبر تاريخه انتحار أشهر أدبائه، ومنهم على سبيل المثال لا الحصر، الكاتبة الانجليزية فرجينيا وولف، والكاتب الأمريكي أرنست همنجواي، الكاتب اللبناني خليل الحاوي، الكاتبة الأمريكية سيليفيا بلاث، الياباني كيميتاكي هيراوكا، والروسي فلاديمير ماياكوفسكي، إلى آخر القائمة..

ولربما نعم.. للفن دائما ثمن باهظ.

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com