مفدي زكريا.. شاعر ثورة الجزائر المنسي
مفدي زكريا.. شاعر ثورة الجزائر المنسيمفدي زكريا.. شاعر ثورة الجزائر المنسي

مفدي زكريا.. شاعر ثورة الجزائر المنسي

كادت ذكرى رحيل الشاعر الجزائري الكبير مفدي زكريا تمر في صمت لولا الأصوات المنددة بإهمال تراث الثورة التحريرية التي أطاحت بأعتى قوة استعمارية في العالم في أول نوفمبر/تشرين الثاني1954.

ورغم مرور 38 عاما عن وفاة أعظم رموز الشعر التحرري في العالم العربي و شاعر الجزائر الأول، إلا أن تراثه الأدبي طاله النسيان دون أن تلتفت إليه السلطات الحكومية التي لا تستحي من رفع النشيد الوطني "قسما" في كل المناسبات الرسمية والأعياد الوطنية والمحافل الدولية.

ومع ذلك "الفخر" الذي يتباهى به رؤساء الجزائر ومسؤولوها إلا أنهم لم يبذلوا  أي جهد يذكر لحماية تراث كاتب نشيد الجمهورية الجزائرية الذي جاهد بالقلم والقصيدة وهتف باسم الجزائر عاليا في عزّ اشتعال ثورة جابهتها فرنسا الاستعمارية بكل أساليب الحرب والعنف.

سخط وانتفاضة 

انتفض المؤرّخ الجزائري المعروف محمد لحسن زغيدي في احتفالية رمزية حول الشاعر الفذ مفدي زكريا، وصدم الشارع الجزائري و الجمهور الأدبي بتصريح ناري  رصاصاته موجّهة أصلا للحكومات المتعاقبة منذ عقود.

وذكر لحسن زغيدي أن أعمال صاحب ديوان "اللهب المقدس" رهينة الإهمال وزاد عليها بقوله "لم ينشر منها حتى الآن سوى ما يعادل 50 بالمائة ، فتراث الشاعر الكبير يضم أغان ثورية بالعربية الفصحى ونصوصا بالعامية و قصائد شعرية عن الحب ونصوصًا مسرحية وأخرى تتناول مواضيع سياسية ونصوصًا نقدية".

ولا يجد جمهور الشعر سببا مقنعا لعجز السلطات ووزارات الثقافة و التعليم و المجاهدين، عن جمع تراث شاعر الجزائر الأول الذي حمل أعظم  الثورات التحررية في قلبه وحماها بشعره وقلمه.

والغريب أن موقع رئاسة الجمهورية الجزائرية يعترف في السيرة الذاتية لمفدي زكريا  أن الشاعر يملك أيضا إلى جانب المؤلفات التي أثرى بها المكتبة العربية، نصوصا غير منشورة سوى في مختلف الصحف الجزائرية والمغاربية.

  وتقول مؤسسة "مفدي زكريا" التي أسست خصيصًا لغرض الاهتمام بتراثه، إنها واجهت صعوبات جمة أثناء مهمة جمع أرشيف الشاعر الذي كان يتنقل بين عواصم المغرب العربي وأيضا بسبب رحيل معظم أصدقائه وأترابه الذين كانوا يبادلونه المراسلات.

غرداية.. التهميش

ويطالب سكان منطقة غرداية تحديدا وهي مسقط رأس شاعر ثورة الجزائر بحماية تراثه والاهتمام به باعتباره رمزا من رموز منطقة بني ميزاب التي تعيش منذ شهور على وقع أحداث عنف وشغب سلبت السكان المحليين سكينتهم.

ويوعز كثير من هؤلاء المواطنين ، أسباب العنف الطائفي الذي اشتعل في منطقتهم رغم عصور من التعايش في كنف السلم والاختلاف الفكري الحضاري، إلى التهميش المفروض على منطقتهم بما في ذلك تراث شاعر الجزائر مفدي زكريا الذي ولد بغرداية  في 12 حزيران/يونيو 1908 ، وفيها تلقى تعليمه الابتدائي قبل أن يلتحق في 1920 بالبعثة العلمية لمنطقة الميزاب في تونس، مواصلا دراسته بجامعة الزيتونة.

وتعرض الشاعر الثائر للاعتقال من قبل سلطات الاحتلال الفرنسي الغاشم عدة مرات قبل أن يستقر بالمغرب الأقصى وظل يمارس عشقه الأبدي للشعر والكتابة و الجزائر إلى أن وافته المنية بتونس في 17 آب/أغسطس 1977 ونقل جثمانه إلى قريته الجنوبية المنسية بني يزقن في غرداية.

الأمل في الوزير الشاعر 

ويُعوّل على أن تصل الصرخات المناهضة للنسيان، إلى مسامع وزير الثقافة الحالي عزالدين ميهوبي وهو شاعر وروائي معروف تقلّد عدة مناصب أهمها رئيس اتحاد الكتاب والأدباء العرب و رئيس المجلس الأعلى للغة العربية في الجزائر ومديرا  عاما للإذاعة الجزائرية ووزيرا للإعلام قبل سنوات.

وقد خاب أمل الكثيرين بعد تبوء الدكتور محمد العربي ولد خليفة وهو كاتب و مؤلف ، منصب رئيس البرلمان ( المجلس الشعبي الوطني) حيث كان بإمكانه إحراج الحكومة ودفعها على الاهتمام بتراث مفدي زكريا خصوصا أن العربي ولد خليفة أكثر المطلعين على فكر و أدب شاعر الثورة حيث شغل لسنوات منصب رئيس المجلس الأعلى للغة العربية أبرز الهيئات الاستشارية التابعة لرئاسة الجمهورية.

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com